حسب أبحاث شارك فيها عدة باحثين من جامعات عالمية، من بينها جامعة “هارفرد”، وبتمويل من منظمة الصحة العالمية، فقد تبين أن ثلث الأشخاص المعرضين مباشرة لتجارب الحرب المؤلمة هم معرضون للإصابة بالاضطرابات ما بعد الصدمة، أبرزها الاكتئاب، أي ما يعادل شخصاً واحداً من كل 16 شخصاً، حسب ما تشير إليه البيانات المنشورة في عام 2016.
وبالنسبة للأطفال، فإن آثار صدمات الحرب لا تقتصر فقط على الصحة النفسية والعقلية، وإنما تشمل مجموعة واسعة ومتعددة الأوجه من النتائج التنموية التي تؤثر على العلاقات الأسرية، والاجتماعية، وكذلك الأداء الدراسي، والرضا العام عن الحياة.
وقد يتحول سلوك الطفل بشكل ملحوظ بعد الحروب، ليسيطر عليه كل من العنف الزائد، ونوبات الغضب، وحالات الاكتئاب، وأمراض نفسية أخرى متعددة.
وحسب ما نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، تقول دراسة منظمة الصحة العالمية، المنشورة في مجلة لانسيت الطبية، إن 22% من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق النزاع المسلحة، يعانون من الاكتئاب أو القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة أو الاضطراب الثنائي القطب أو الفصام.
والنساء أكثر عرضة للتأثر من الرجال، فيما تكون درجة التأثر عن الرجال الأكبر سناً أكبر، مما يدل على أن العمل يلعب دوراً كبيراً كذلك.
إذ إن حوالي 9% من السكان، يكون الاضطراب العقلي لديهم متوسطاً إلى شديداً، فيما يكون لدى 13% من السكان خفيفاً.
وتقول الدراسة التي تدعو إلى توجيه المزيد من موارد الرعاية النفسية في مناطق الحروب، إن الحالات السريرية للاضطرابات النفسية الخفيفة في حالات الطوارئ يمكن أن تكون موضع خلاف، إلا أن الاحتياجات السريرية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة غالباً ما يتم إهمالها، الشيء الذي يجعل من الضروري إعطاء أهمية للرعاية النفسية في هذه المناطق، لما تخلفه من آثار كبيرة على الأشخاص على المدى البعيد.
حسب الدراسة البحثية التي تم إجراؤها، تبين أن هناك عدة أمراض نفسية تظهر على الأشخاص الذين يعيشون في مناطق النزاعات المسلحة والحروب.
ومن أبرز هذه الأمراض التي تظهر الناجين من الحروب، هي الاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب، وانفصام الشخصية، زيادة إلى الاضطرابات العقلية الشديدة، من بينها صدمة القصف.
وغالباً ما تظهر أعراض هذه الأمراض على الشخص المصاب بعد أسبوع إلى حدود 3 أشهر، من عيشه أحداث الحرب، التي تجعله مضطراً لسماع أصوات القنابل والقذائف بشكل دائم، ورؤية الجثث والأشلاء المتناثرة في كل مكان بشكل يومي.
ومن بين الأعراض الأولية، التي تبدأ في الظهور، تلك العضوية، من بينها الألم العضلي، والإسهال، والقيء، والصداع، وعدم انتظام نبضات القلب، وفقدان الشهية.
أما الأعراض النفسية، فتتمثل في الفزع الدائم، والخوف، والقلق المستمر، والشعور بالذنب، واستمرار الأفكار الانتحارية في المتبادر إلى الذهن.