دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أظهرت دراسة جديدة تشخيص عدد أكبر من النساء الشابات ومتوسطات العمر بسرطان الرئة بمعدّل أعلى من الرجال، ويكافح العلماء لفهم السبب وراء ذلك.
وليس هناك وعي بشأن آثار هذا المرض على النساء، وفقًا للخبراء، وتنفق حكومة الولايات المتحدة بدرجة أقل على الأبحاث المتعلقة بهن مقارنةً بدراسات مماثلة أُجريت على الرجال.
وقالت أخصائية علاج الأورام بالإشعاع، والمتحدثة الطبية المتطوعة لجمعية الرئة الأمريكية، الدكتورة أندريا ماكي: “عندما تسأل الأشخاص عن السرطان رقم واحد الذي يقتل النساء، سيقول غالبيتهم إنّه سرطان الثدي، ولكنه ليس كذلك، بل هو سرطان الرئة. وسرطان الرئة مرض يصيب النساء، ولكن من الواضح أنّنا بحاجة إلى تثقيف المزيد من الأشخاص حوله”.
وحضرت ماكي مؤخرًا “مؤتمر GO2 لسرطان الرئة”، حيث تحدّث الخبراء والمدافعون عن التفاوت النسبي فيما يخص للنساء المصابات بسرطان الرئة، وسُبُل مساعدة المزيد من الأشخاص على إدراك أن هذا السرطان “الخفي” عند النساء يمثّل مشكلة كبيرة تودي بحياة نحو 164 امرأة يوميًا في الولايات المتحدة.
ومن الناحية التاريخية، أشارت ماكي إلى أنّ سرطان الرئة اعتُبِر مرضًا يُصيب الرجال الكبار بالسن، ويعود ذلك جزئيًا إلى كونهم الفئة السكانية المستهدفة لشركات التبغ في البداية، والتدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة.
وكانت السجائر حتّى جزءًا من حصص الإعاشة العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وأفاد المؤرخون أنّ التدخين كان من المحرمات بالنسبة للنساء إلى حدٍ كبير، حتى أصبح مرتبطا باستقلالية المرأة، وبعد ذلك، بدأ في جذب انتباه شركات التبغ أيضًا.
ولكن هذه التغييرات لا تفسر زيادة سرطان الرئة بين النساء بشكلٍ كامل.
وانخفضت معدلات التدخين بشكلٍ كبير على مدى العقدين الماضيين، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، ومع ذلك ارتفع معدل السرطان بين النساء بشكلٍ عكسي، وخاصةً بين النساء اللواتي لم يدخنّ قط.
ووجدت الأبحاث المنشورة هذا الأسبوع في مجلة “JAMA Oncology” تشخيص المزيد من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و 54 عامًا بسرطان الرئة بمعدّل أعلى من الرجال من الفئة العمرية ذاتها.
وشملت هذه الدراسة أفرادًا شُخِّصوا بسرطان الرئة بين عامي 2000 و2019.
ويعود جزء من السبب إلى انخفاض عدد الرجال المصابين بسرطان الرئة، والذي كان أكبر من الانخفاض لدى النساء.
وأشار الباحثون إلى تعرّض عدد أقل من الرجال للمواد المسرطنة في مكان العمل، لكن لا يمكن لذلك تفسير التغييرات أيضًا.
وأدّى نقص الفهم، بشأن ما يعزز هذا الاتجاه بين الجنسين فيما يتعلق بسرطان الرئة، بشكلٍ جزئي إلى تَشكّل عامل دفع للحصول على المزيد من التمويل لدراسة هذه الفروقات على أمل تحديدها، حتّى يتمكن قادة الصحة العامة من التعامل مع تلك القضايا المحددة.
واستُبعِدت العديد من النساء من بعض الدراسات الكبيرة حول سرطان الرئة، وقبل عام 1993، أغفلت غالبية التجارب السريرية النساء أيضًا.
ووجدت الأبحاث أنّ حالات تشخيص سرطان الرئة ارتفعت بنسبة 84% لدى النساء على مدار الأعوام الـ43 الماضية، وذلك رُغم عدم تدخين العديد من هؤلاء النساء قط، مع انخفاضها بنسبة 36% لدى الرجال.
وفي الواقع، كانت النساء اللواتي لم يدخنّ أبدًا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة بأكثر من الضعف مقارنةً بالرجال الذين لا يدخنون أبدًا.
وتشمل عوامل الخطر الأخرى التاريخ العائلي، والتعرض للتدخين السلبي، والرادون، والأسبستوس، والتلوث، والزرنيخ في مياه الشرب، وفقًا لما أشارت إليه جمعية السرطان الأمريكية.
ويُعد سرطان الرئة مميتًا للغاية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تشخيصه بشكلٍ متأخر في الغالب عندما يصعب علاجه، وذلك رُغم التقدم الهائل في العلاج بالأعوام الأخيرة.
ولا يخضع سوى 5% من الأشخاص المؤهلين لإجراء فحص سرطان الرئة لهذا الاختبار، بحسب ما أوضحته جمعية الرئة الأمريكية.
ويأمل الباحثون أن تؤدي الدراسات، التي تُظهر الفوارق بين الجنسين فيما يتعلق بسرطان الرئة، إلى توعية مقدمي الرعاية الصحية بكيفية تأثير هذا المرض على النساء حتّى يتمكنوا من معرفة كيفيّة مراقبته.