التخطي إلى المحتوى

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — “كوفيد-19” وُجِد ليبقى. والدليل أنّه ينتشر حاليًا في العديد من الأماكن في العالم، بالتزامن مع تضاؤل المناعة من اللقاحات واعتياد غالبية الناس على عيش يومياتهم من دون وضع الأقنعة والمحافظة على التباعد الاجتماعي.

ورغم إدراكنا بأنّ هذا هو الخيار الذكي الذي يجب علينا القيام به، لكن الكثير منا رفض فكرة العودة إلى بروتوكولات السلامة التي فرضت خلال الجائحة.

في هذا الخصوص قالت الدكتورة سينتيا أكريل، خبيرة إدارة التوتر، المحاضرة في المعهد الأمريكي للتوتّر: “أنا أيضًا لا أريد ذلك”. وتابعت أنّ “أحد استجابات التوتر يتمثّل بحالة التجميد لمسار يومك التقليدي. وعند قبول كوفيد كحقيقة واقعة فإن ذلك يتطلب مجموعة من السلوكيات للبقاء آمنًا، لكنّ بعض الناس قرّروا التصرّف كما لو أنّ كوفيد غير موجود”.

وقد يختار آخرون استجابتَي التوتر الكلاسيكيتين الأخريين المتمثلتين بـ”القتال أو الهروب”. وأوضحت أكريل أن هذه الأمور قد تظهر على شكل غضب أو إنكار حدة التهديد، أو التهديد المتزايد للفيروس.ظ

وأشارت إلى أنّ هذا الإنكار يولّد “شعورًا زائفًا بالسيطرة على الأمر. لكن في حال وظفت طاقتك بالمقاومة بقدر أقل، سيكون لديك بالفعل المزيد من الطاقة للاستمتاع بالحياة”.

لكنّ أكريل لفتت إلى “الأشخاص الذين فقدوا أحد أحبائهم، أو تضررت صحتهم بسبب الفيروس، أو ساعدوا الآخرين كعاملين في مجال الرعاية الصحية، فإنّ القلق بشأن موجة كوفيد قد يوقظ مجددًا الصدمة الفعلية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة .إذا شعرت بالانزعاج ولم ينجح النقاش في الموضوع، فقد حان الوقت لزيارة معالج نفسي. ليس هناك عيب في طلب الحصول على المساعدة”.

كيف تحارب لامبالاتك تجاه كوفيد؟

هذه اللامبالاة بحسب أكريل ناجمة عن الشعور بفقدان السيطرة. وترى أن الوقت قد حان للتفكير مجددًا في التحديات التي واجهتها وتغلبت عليها والاعتماد على الدروس المستفادة.

يمكن أن يكون التوتر في الواقع مفيدًا لنا، إذا نظرنا إليه كجزء طبيعي ومقبول، وحتى إيجابي من الحياة. عندما يتم النظر إلى التوتر من خلال نظارات وردية اللون، يتفاعل الدماغ بشكل مختلف، الأمر الذي يغيّر نسبة هرمونات التوتر التي يفرزها الدماغ. وبرأي الخبراء، يمكن أن يُحدث ذلك فرقًا كبيرًا يحول دون تحوّل التوتر إلى مادة سامة.

ومع هذه النظرة الإيجابية تأتي المرونة. يمكن أن يمنحك التوتر “الجيّد” ميزة في المواجهة أو الفرار، لكنه قد يساعدك أيضًا عند ممارسة رياضة تنافسية، أو التحدث أمام الجمهور، أو إجراء مقابلة للحصول على وظيفة، أو حتى التكيف مع الجائحة.

هناك أيضًا أدوات يمكنك استخدامها لوقف التوتر التصاعدي. تتمثّل إحداها بممارسة الرياضة، فهي قد تخلق استجابة مضادة للالتهابات، وتحسّن المزاج والإدراك والصحة البدنية. تعتبر اليقظة الذهنية والتأمل من الطرق الأخرى لتخفيف التوتر، إلى جانب الأنشطة البدنية المهدئة مثل تاي تشي واليوغا والتمدد اللطيف.

غالبًا ما تعلّم هذه الأساليب التنفس العميق، وهو نمط آخر لتقليل التوتر . للقيام بذلك بشكل صحيح، تنفس من خلال أنفك، واحبسه، ثم قم بالزفير ببطء شديد من خلال فمك كما لو كنت تتنفس من خلال قشة.

وأوضحت جين ويبر، مستشارة الصدمات، وأستاذة التعليم الاستشاري في جامعة كين بنيوجيرسي، في مقابلة سابقة لها مع CNN: “عندما تتنفس ببطء، فإنك تحسّن صورتك الكاملة للحياة وتقلّل من توترك”.

توصي ويبر أيضًا بالسعي للابتسام: “شاهد أفلامًا مضحكة، واستمع إلى الأعمال الكوميدية، واطلب من كل شخص تتحدّث معه عبر الهاتف أن يخبرك بنكتة. وتذكّر أنه لا يمكنك أن تكون قلقاً وتبتسم في الوقت عينه”.

وخلصت أكريل إلى أنّ الهدف من كل هذه التمارين استخدام حواسك لإدخالك إلى اللحظة الحالية، ما سيساعدك على التوقف عن القلق بشأن الماضي أو المستقبل.

كيف تحمي نفسك بشكل أفضل؟

هل أنت مستعد لمواجهة كوفيد مرة أخرى؟ قال الدكتور ويليام شافنر، إن أحد أفضل الإجراءات التي يجب اتخاذها يتمثّل بالحصول على اللقاح المعزز الجديد لفيروس كورونا عندما يصبح متاحًا في وقت لاحق من شهر سبتمبر/ أيلول.

وأضاف: “تم تحديث المعزز لتوفير مناعة للعديد من سلالات كوفيد الأحدث المنتشرة”. وخلص إلى “أننا نحاول أن نجعل ذلك القاعدة الاجتماعية: سنفعل ذلك جميعًا. نحن جميعا في هذا معا. نحن جميعًا نساعد بعضنا البعض بينما نساعد أنفسنا”.

وبالنسبة لوضع القناع، رأى أن “أول شيء يتعين علينا القيام به هو تخفيف مخاوف الناس من أنه ستكون هناك ولايات تفرض وضع الأقنعة. دعونا نبتعد عن الإكراه والمتطلبات ونتحدث أكثر عن القرارات الفردية”.

وتابع: “إذا كنت عرضة لخطر كبير للإصابة بمرض خطير، ويتجاوز عمرك 65 عامًا، أو تعاني من ضعف المناعة، أو تعاني من حالة طبية مزمنة، أو كنت حاملًا، فكن حذرًا. كن حذرا قليلا عوض الإهمال”.