التخطي إلى المحتوى

 

لم تكن سارة غريفين ابنة الـ12 عاماً تتوقع للحظة أن إدمانها على السجائر الإلكترونية سيجعلها معلقة بين الحياة والموت، تصارع بجسدها الصغير لتواصل حياتها.

 

تستخدم سارة السجائر الإلكترونية بكثرة في وقت تعاني فيه من مرض الربو، الأمر الذي أدى بها إلى الدخول للمستشفى بسبب مشاكل في ضيق التنفس كانت تعاني منها قبل شهر.

 

وأفادت ماري، والدة سارة، لصحيفة “بي بي سي”، إنها بحالة فزع خوفاً من أن تخسر ابنتها.

 

وكانت أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن خطط اضطرارية للحدّ من بيع السجائر الإلكترونية التي تستهدف الأطفال.

 

وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك، إن البيانات المفتوحة للتشاور قد تبرز ارتفاعاً مثيراً للقلق بعدد الشباب الذين يستخدمون التدخين الإلكتروني، لذا نحن نعمل على جعل السجائر الإلكترونية أقل جاذبية وغير مرغوب بها عند الأطفال.

 

وأضاف وزير الصحة ستيف باركلي بأن الحكومة ستلتزم باتخاذ الإجراءات التشريعية بعد أن يتم الاتّفاق عليها، وفي حديثه لراديو بي بي سي ، صرّح بأن هناك قلقاً جماعيّاً من قبل المعلمين وأولياء الأمور بشأن السجائر الإلكترونية التي تستهدف الأطفال.

 

وصرح ويس ستريتنغ، وهو أمين عام الصحة، في مؤتمر حزب العمال، أن حكومة حزب العمال سوف تسقط بسبب شركات السجائر الإلكترونية التي تعمل على توفير نكهات مثل قوس القزح لإغراء الأطفال.

 

تشبه غرفة ابنة الـ12 عاماً، “سارة غريفين” معظم غرف الفتيات اللواتي يبلغن من العمر 12 عاماً، فالغرفة تتكون من طاولة للمستحضرات الفتيات كالمكياج والعطور وأدوات للشعر، بالإضافة إلى الألعاب التي تزين السرير.

 

 

ولكن، هذا هو المكان نفسه التي اعتادت سارة أن تخبّئ فيه سجائرها عن والدتها، حتى أنّ الأمر وصل بها إلى تمزيق أطراف من السجاد لتخبّئ السجائر عن والدتها.

وقد بدأت سارة بالتدخين الإلكتروني بينما كانت تبلغ التاسعة من عمرها فقط.

 

حاولت والدتها ماري أن تمنعها، فقد كانت تفتشها عندما تعود إلى المنزل، وكانت تصادر هاتفها، ولكن دون جدوى.

 

وفي حلول الصيف، كانت سارة قد استهلكت 4000 نفخة بينما تحتوي السيجارة الإلكترونية العادية على 600 نفخة.

 

وكان هذا أول شيء تفعله منذ الصباح وآخر شيء تفعله قبل النوم، وهو النوم والسيجارة الإلكترونية على وسادتها.

 

وعلى الرغم من أنه من غير القانوني بيع السجائر الإلكترونية لأيّ شخص دون الـ18 عاماً، إلا أن سارة تمكنت من شراء السجائر الإلكترونية من دون وصفة طبية وأصبحت مدمنة على النيكوتين.

 

أما بالنسبة إلى إصابة سارة بالربو، وبما أنها لم تكن تستخدم جهار التنفس بشكل صحيح، كان وضعها حرجاً.

 

وفي أوائل شهر أيلول، أصيبت بلسعة برد في رأسها.

 

وقال الدكتور دارا أودونوغو، وهو استشاري في طب الأطفال التنفسي في مستشفى بلفاست الملكي للأطفال المرضى: “كانت عوامل الخطر تسير باتجاهها الخاطئ”.

وأصبحت سارة مريضة وتم نقلها إلى المستشفى، حيث أظهرت صورة الأشعة أن إحدى رئتيها تعمل فقط بشكل صحيح، ولكن سارة لم تكن تستجيب للعلاج.

وخلال الساعات القليلة، دخلت العناية المركزة وبعد فترة قليلة، دخلت في غيبوبة اصطناعية، على أمل أن يستقرّ وضعها.

 

أما بالنسبة إلى ماري، فكانت تلك لحظة اليأس. وقالت: “لا توجد كلمات تعبّر عمّا في قلبك عندما تفكر بأنك ستخسر طفلك”.

 

وبعد أربعة أيام، تم إعادة سارة تدريجياً إلى وعيها، وهي الآن تتعافى، ولكن رئتيها أصيبتا بأضرار دائمة.

 

 

وتقول والدتها: “إنها تمارس تمارين الرئة مثل شخص يبلغ من للعمر 80 عاماً، وليس كفتاة تبلغ من العمر 12 عاماً.

وتأمل سارة بأن تكون تجربتها درساً للآخرين لكي يتمكنوا من إدراك خطورة التدخين الإلكترونيّ”. 

 

وصرح الدكتور أودونوغو بأن التدخين الإلكتروني بمثابة “حالة طوارئ صحية” للشباب ويجب معالجتها وبسرعة.

 

ونحن بحاجة إلى أن نكون حذرين جداً لأن مشاكل الرعاية الصحية تزداد بسبب السجائر الإلكترونية.

 

وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً يستخدمون السجائر الإلكترونية.

 

وتتزايد أرقام المدخنين بين الأطفال الصغار.

وتقول الدكتورة كارتر، وهي عضو في جمعية الثدي والقلب والسكتة الدماغية الخيرية في إيرلندا الشمالية، إن “17 في المئة من الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية يستخدمونها بانتظام. ويلجأ الشباب إلى التدخين الإلكتروني لاعتقادهم أنه آمن ولا يحمل مخاطر”.

 

وقالت: “نريد أن نتحدى المفاهيم الخاطئة لزيادة الوعي حول مخاطر التدخين الإلكتروني على الصحة”.

 

وقالت سارة وولنو، وهي عضو في جمعية الربو الخيرية في المملكة المتحدة، إنها تريد أن ترى قيوداَ على تسويق السجائر الإلكترونية حتى لا تستهدف الأطفال.

في حين رأى البروفيسور كريس ويتي، أن “تسويق السجائر الإلكترونية للأطفال أمر غير مقبول على الإطلاق”. مضيفاً “إن التدخين الإلكتروني قد يكون مفيداً كوسيلة للمدخنين للإقلاع عن التبغ”.