أعلن رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي أن الكونغرس سيبدأ رسمياً إجراءات عزل الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال مكارثي خلال إعلان رسمي في مبنى الكابيتول إن بايدن «استغل منصبه الحكومي» نائباً للرئيس في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما «للتنسيق» مع شركاء نجله هنتر في صفقاته مساهماً في إغناء العائلة، واتهمه بـ«الفساد والعرقلة».
وسارع البيت الأبيض إلى استنكار التحقيقات الرامية إلى عزل بايدن، وقال إن دوافعها سياسية.
I am directing our House committees to open a formal impeachment inquiry into President Joe Biden. Over the past several months, House Republicans have uncovered serious and credible allegations into President Biden’s conduct—a culture of corruption. https://t.co/3uoDlUB3Sy
— Kevin McCarthy (@SpeakerMcCarthy) September 12, 2023
ووجّه مكارثي اللجان المختصة في الكونغرس للبدء بإجراءات العزل الرسمية مضيفاً أن «هذه هي الخطوة المنطقية التي ستوفر للجان صلاحية جمع الوقائع، وتقديم أجوبة للشعب الأميركي». وحذّر مكارثي: «الشعب الأميركي يستحق أن يعلم أن المراكز الحكومية ليست للبيع وأن الحكومة الفيدرالية لن تتستر على أفعال عائلة سياسية» داعياً بايدن وفريقه إلى التعاون الكامل مع التحقيقات من أجل «الشفافية».
وبهذا يكون مكارثي قد أنهى أشهراً من التساؤلات حول موقفه الرسمي من إجراءات العزل، بعد ضغوطات كثيرة من الشق اليميني من حزبه في المجلس والذي دفع باتجاه هذه الإجراءات رغم عدم وجود دعم واسع في صفوف الحزب للمباشرة لها في الوقت الحالي.
وكان النائب الجمهوري مات غايتس قد هدد بالبدء بجهود «طرد» مكارثي من رئاسة الحزب في حال عدم موافقته على البدء بإجراءات العزل، وهو تهديد حقيقي لمكارثي الذي عقد اتفاقاً مع غايتس في هذا الشأن مقابل وصوله إلى رئاسة المجلس بعد معارضة شرسة من بعض النواب.
ورغم أنه من المرجح أن تبوء جهود العزل بالفشل بشكلها الحالي نظراً لغياب أي دعم يذكر من الجمهوريين في مجلس الشيوخ فإنه من المؤكد أن هذا الملف سوف يشتت الانتباه عن قضايا كثيرة في خضم موسم انتخابي حام، ويسلط الضوء على بايدن وعلاقته مع نجله الذي يواجه قضايا متعددة في المحاكم الأميركية.
وكانت لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب قد صعّدت من تحقيقاتها في علاقة بايدن بصفقات ابنه هنتر المثيرة للجدل. وقالت المتحدثة الجمهورية باسم اللجنة جيسيكا كولينز إن هناك أدلة كثيرة تظهر أن عائلة بايدن وظفت اسمه «حول العالم» حين كان نائباً للرئيس بهدف إغناء العائلة. وتابعت كولينز في بيان: «إن واجب اللجنة هو الاستمرار في التحقيق في نمط الفساد هذا، واستغلال المنصب الحكومي من أجل توفير مكاسب ربحية لعائلة بايدن».
ومن ضمن الأدلة التي قدمتها اللجنة في إطار تحقيقاتها حتى الساعة إفادة لأحد شركاء هنتر قال فيها للمحققين إن بايدن كان يتحدث مع شركاء ابنه عبر الهاتف، في إشارة إلى ضلوعه في صفقات العمل المشبوهة.
لكن من الواضح أن الديمقراطيين لن يسهّلوا مهمة الجمهوريين في جهود العزل، فوصف كبيرهم في اللجنة جايمي راسكن التحقيقات بـ«الفشل الهائل في تاريخ التحقيقات التشريعية».