لم تنجح مجموعة العشرين، خلال اجتماعات اليوم الأول للقمة المنعقدة في نيودلهي، في التوافق على خفض مستويات استعمال النفط الخام الذي يُعَد أحد أسباب الانبعاثات الكربونية المُسبِّبة للتغيرات المناخية.
في المقابل، اتفق زعماء التكتل على المُضي قدمًا نحو زيادة قدرات الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف بحلول عام 2030، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، يوم السبت 9 سبتمبر/أيلول (2023).
ويبدو أن هناك اختلافًا في وجهات النظر بين الدول أعضاء مجموعة العشرين بشأن الالتزام بالحد من استعمال الوقود الأحفوري، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
اختلاف في الرؤى
إحدى النقاط الشائكة المُختلف بشأنها هي اقتراح الدول الغربية زيادة قدرة الطاقة المتجددة 3 أضعاف بحلول عام 2030 وخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 60% بحلول عام 2035.
وواجه هذا الاقتراح مُعارضة من قِبل روسيا والصين والمملكة العربية السعودية والهند خلال الاجتماعات على مستوى شيربا، بحسب تصريحات أدلت بها مصادر لرويترز، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الشيربا هم ممثلون شخصيون لزعماء الدول الأعضاء ويؤدون دورًا حاسمًا في المفاوضات والتحضير للاجتماعات التي سبقت قمة مجموعة الـ20، بحسب موقع فيرست بوست؛ ما يُشير إلى أن هذه الاختلافات في وجهات النظر بدأت قبل انعقاد القمة.
وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين معًا أكثر من 80% من الدول المُصدِّرة للانبعاثات الكربونية عالميًا، ويُعد الجهد التراكمي الذي تبذله المجموعة لإزالة الكربون أمرًا بالغ الأهمية في المعركة العالمية ضد التغيرات المناخية.
ويراقب العالم باهتمام موضوعات المناخ في القمة التي تنعقد قبيل قمة المناخ COP28 للأمم المتحدة المُقرر انعقادها في الإمارات العربية المتحدة في وقت لاحق من العام الجاري (2023).
وكانت الاجتماعات الوزارية التمهيدية لقمة مجموعة العشرين قد فشلت في التوصل إلى توافق بشأن قضايا البيئة والطاقة.
إعلان اليوم الأول
لم يُشِر الإعلان الذي اعتمده زعماء مجموعة العشرين، في اليوم الأول من قمة مجموعة العشرين المنعقدة في نيودلهي، إلى خفض مستويات انبعاثات غازات الدفيئة.
وقال الإعلان إن الدول الأعضاء ستواصل وتُشجع الجهود الرامية إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة العالمية 3 أضعاف -بما يتماشى مع الظروف الوطنية- بحلول عام 2030.
واتفقت مجموعة العشرين على أن “الظروف الوطنية” ستؤخذ في الاعتبار عند التخفيض التدريجي لاستعمال الفحم في توليد الكهرباء دون تقنيات التقاط الكربون وتخزينه.
ولم تتطرق القمة إلى خفض استعمال النفط الخام؛ ما يشير إلى أن دولًا مثل المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط هي التي سادت خلال المفاوضات، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفيما يتعلق بالخفض التدريجي للوقود الأحفوري، قال الإعلان إن رؤساء الدول أعضاء مجموعة العشرين يدركون أهمية تسريع الإجراءات التي تساعد في التحول إلى أنظمة الطاقة مُنخفضة الانبعاثات.
ولم يلتزم الإعلان أيضًا ببلوغ مستويات الحياد الكربوني قبل عام 2050، وهو الأمر الذي كانت دول مجموعة الـ7 تضغط من أجل تحقيقه.
وبدلًا من ذلك، قال الإعلان: “نكرر التزامنا بالوصول إلى مستويات الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي أو في منتصفه تقريبًا، مع الأخذ في الاعتبار أحدث التطورات العلمية وبما يتماشى مع الظروف الوطنية المختلفة”.كما أشار الإعلان إلى الحاجة لتوفير تمويل منخفض التكلفة ومستدام للبلدان النامية لدعم انتقالها إلى خفض الانبعاثات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًـا..