نستهل جولتنا في الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد من الصنداي تايمز، والتي نشرت مقالا لبيل ماكغواير أستاذ الجيوفيزياء والمخاطر المناخية بجامعة كوليدج لندن، عن كيفية وقوع الزلازل، وعن السبب وراء تضرّر المغرب بهذا الحجم الكارثي جرّاء الزلزال الذي ضرب البلاد في ليل الجمعة.
وأكد ماكغواير أن الزلزال الذي ضرب المغرب ليس كبيرا لدى مقارنته بالزلازل التي تضرب أجزاء من العالم ذات نشاط زلزالي مرتفع، كالصين واليابان وإندونيسيا وتركيا.
ولفت ماكغواير إلى أن هذا الزلزال الذي ضرب المغرب ناهزت قوته قوة نحو 30 قنبلة ذرية كتلك التي ضُربت بها مدينة هيروشيما اليابانية، وهو ما يفسر عدد المباني التاريخية التي دُمرت في مدينة مراكش نفسها رغم بُعدها عن مركز الزلزال بنحو 40 ميلا.
وأوضح الأستاذ ماكغواير أن دولة المغرب تقع على مقربة من حدّ الصفيحة التكتونية التي تمثّل الرابط بين الصفيحة الأوراسية إلى الشمال والصفيحة الأفريقية إلى الجنوب. وقد بدأت هاتان الصفيحتان في الارتطام قبل ملايين السنين، وهو ما تمخّض عن تكوّن سلاسل جبلية كجبال الألب وجبال الأطلس في المغرب.
وتتحرك الصفيحة الأفريقية باتجاه الشمال بمقدار نحو 2.5 سنتيمتر في السنة، مما يولّد ضغطا على الصدوع الموجودة في المنطقة، ومع تراكم الضغوط يأتي وقوع الزلازل من حين لآخر.
ورأى ماكغواير أن زلزالا بحجم هذا الذي ضرب المغرب ما كان ليوقِع هذا الحجم من الضرر لو أنه وقع في ولاية كاليفورنيا الأمريكية على سبيل المثال، كجزء من العالم جرى إعداده بشكل أفضل.
وشدّد ماكغواير على مقولة أن “الزلازل لا تقتل الناس، إنما طُرق البناء هي التي تفعل”؛ فلو اتُّبعت الطرق المناسبة في الإنشاءات لبقيت المباني قائمة رغم الهزات الأرضية.
وكشف صاحب المقال عن سبب آخر وراء تضرُّر المغرب بهذا الحجم الكارثي من هذا الزلزال: وهو أنه قد ضرب من عُمق 18 كيلو مترا فقط – وهي مسافة لا تعتبر كبيرة في هذا المضمار- مما ضمن تحويل كمية هائلة من الطاقة الزلزالية باتجاه السطح وهو ما عظّم أثر الدمار.
ومما زاد الأمر سوءا، أن الزلزال وقع في وقت متأخر من الليل، حيث كان الكثير من الناس في مساكنهم.
لكن لحُسن الحظ مع ذلك أن الهزة الأرضية لم تستمر لأكثر من 20 ثانية فقط.
أزمة المهاجرين تدفع السياسة الأوروبية باتجاه اليمين
وننتقل إلى صحيفة الصنداي تلغراف، والتي نشرت افتتاحية بعنوان “أوهام أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي آخذة في الانهيار”.
واستهلت الصحيفة بالقول إن المتشددين من أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي لا يحلو لهم شيء مثل إدانة بريطانيا ونعتها بأنها مارقة بين الأمم الغربية.
ويتهم هؤلاء المتشددون بريطانيا بكراهية الأجانب وبالرجعية، بينما يصفون الاتحاد الأوروبي في المقابل بأنه رائد على أصعدة حقوق الإنسان والتقدمية والليبرالية المحمودة.
وفيما بدا كما لو كان دفاعاً عن المثل الأعلى الأوروبي، ارتفعت أصوات هؤلاء بإدانة بريطانيا لدى طرح حكومة الأخيرة خطة اللجوء في رواندا كحلّ مقترَح لأزمة الهجرة غير الشرعية.
وبحسب الصحيفة، يردّد أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي أن فكرة فظيعة كترحيل المهاجرين غير الشرعيين لا تصدر إلا عن دولة انعزالية مثل بريطانيا بعد البريكسيت.
ولكن كيف سيكون وضْع هؤلاء عندما يعرفون أن رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك قد انضم إلى صف رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني من أجل شنّ حملة على الهجرة غير الشرعية؟
وكيف سيتلقى هؤلاء المتشددون خبر رغبة دول أوروبية أخرى في اتباع خطة مشابهة لخطة اللجوء في رواندا؟
ورأت الصنداي تلغراف أنه بينما تتظاهر “نخبة بروكسل” بأن شيئا لم يتغير، تسير السياسة الأوروبية بخطى ثابتة باتجاه اليمين، ومن أسباب ذلك أزمة المهاجرين.
ويتوقع الناخب الأوروبي من سلطات بلاده أن تسيطر على تدفُّق هؤلاء المهاجرين. ومن دواعي الأسف أن الفشل في تحقيق ذلك قد دعّم ظهور بعض الأحزاب المتطرفة على الساحة السياسية الأوروبية، على أنه في المقابل أسهم في تعزيز قوى المحافظين السائدة.
إيطاليا، على وجه الخصوص، وجدت نفسها مضطرة إلى التصدي لعشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الذين يفدون إليها من شمال أفريقيا عابرين البحر المتوسط.
ولحدّ الآن لم تعثر حكومة إيطاليا على سياسة فعالة، وتواجه ميلوني ضغوطا مشابهة لتلك التي يواجهها سوناك في سبيل وقْف تدفُّق المهاجرين غير الشرعيين.
وسبق أن دافعت ميلوني عن خطة اللجوء في رواندا، قائلة إن بعضا من النقد الذي وُجّه إلى تلك الخطة لم يكن في محلّه.
وأكدت الصحيفة صعوبة التوصل إلى حل مستدام لمشكلة الهجرة غير الشرعية لا يتضمن ترحيل عدد من المهاجرين.
ولفتت الصنداي تلغراف إلى أن اليسار لا يملك حلا لأزمة الهجرة، وإلى أنه لا يزال متشبثا بمذاهب سياسية عتيقة سرعان ما تنهار أمام الأعداد الهائلة من المهاجرين الذين يركبون المخاطر في سبيل الوصول إلى بريطانيا أو إلى أجزاء أخرى من أوروبا.
يفغيني بريغوجين “لا يزال حيا!”
ونختتم جولتنا من صحيفة ميل أون صنداي بتقرير مفاده أن زعيم مرتزقة فاغنر الروس يفغيني بريغوجين لا يزال حيا يرزق، ولكن هذه المرة في فنزويلا!
ونقلاً عن باحث سياسي روسي يُدعى فاليري سولوفي، ينعم بريغوجين بصحة جيدة حيث يعيش مختبئاً في جزيرة مرغريتا بفنزويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحدثت مؤخرا عن احتمالية أن يكون بريغوجين لا يزال حيا، مؤكدة أنه لا يمكنها تأكيد خبر وفاته.
ويتعهد الباحث السياسي سولوفي -والذي يراه البعض من منظرّي المؤامرات- بالكشف عن مكان بريغوجين.
ويقول سولوفي إن زعيم فاغنر كان قد تلقّى تحذيرا من التعرّض للاغتيال وبأن الطائرة التي كان عليه أن يستقلها ستتحطم، ومن ثمّ لم يكن على متنها ساعة تحطمها.
وتحدّث سولوفي عن صفقة أُبرمت بين عدة أطراف بينها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقضي بأن يختفي بريغوجين عن الأنظار.
على أن بريغوجين قد يُسمح له بمعاودة الظهور، ولكن ذلك لن يكون قبل وفاة بوتين، الذي زعم سولوفي أنه يعاني مرضا عُضالا، وأن هذا الشخص الذي يظهر في الكرملين بين الحين والآخر ليس إلا أحدُ شبيهين للرئيس بوتين يخضعان لسيطرة أجهزة الاستخبارات الروسية.