التخطي إلى المحتوى

أثار فيلم الحدود الخضراء الذي تناول معاناة اللاجئين وخاصة السوريين منهم على الحدود البولندية البيلاروسية، جدلاً واسعاً، حدا بوزير العدل البولندي (زبيغنيو زيوبرو) لاتهام المخرجة بأنها تسعى لتكرار الدعاية النازية التي تُظهر المواطنين والجنود بأنهم قطاع طرق وقتلة.

اتهام “زيوبرو” قابله غضب كبير من قبل المخرجة السينمائية (أنيسكا هولاند) التي أكدت عزمها توجيه تهم التشهير إلى المسؤول البولندي ما لم تتلقَ اعتذاراً في غضون أسبوع، مطالبة إياه أيضاً بتقديم تبرّع مالي قدره (11600 دولار) لجمعية تساعد الناجين من المحرقة النازية التي ارتكبها هتلر في الحرب العالمية الثانية.

وكشف الفيلم ما يتعرّض له المهاجرون على طول الحدود البولندية البيلاروسية، ولا سيما خلال العامين الماضيين حيث تعرّض أكثرهم للضرب والقتل على يد حرس الحدود، الأمر الذي نفاه وزير العدل زاعماً أن الألمان أصبح لديهم المخرجة أنيسكا لبثّ الدعاية النازية ضدهم.

 

مخرجة العمل أشارت من جانبها إلى أن “زيوبرو” الذي يشغل أيضاً منصب المدعي العام البولندي، ألقى اتهاماته دون أن يشاهد الفيلم، وتعتقد أن كلماته تصل إلى حد التشهير واصفة إياها بأنها “حقيرة” على حد تعبيرها.

وقالت في بيان لها من مدينة البندقية إنه لا يمكنها أن تبقى غير مبالية لمثل هذا الهجوم الصريح والوحشي من قبل شخص يشغل منصباً دستورياً مهماً للغاية كوزير العدل ومدّعي عام في بولندا، مضيفة أن المقارنة بالدعاية النازية كانت مهينة ولا سيما أنها كانت ابنة مسؤول اتصال في انتفاضة وارسو ضد النازيين.

وفي تصريح سابق لها لمجلة نيوزويك البولندية، ذكرت أنيسكا أنه تم إنشاء معسكر تدريب للقسوة على الحدود متهمة السياسيين الشعبويين في بولندا وأماكن أخرى بالسعي لكسب نقاط سياسية من خلال ما وصفته بأنه نهج قصير النظر وغير إنساني لمسألة الهجرة.

وتناول فيلم “الحدود الخضراء” مأساة عائلة سورية مهاجرة علقت في المستنقعات والغابات بين بيلاروسيا وبولندا وتعرضت للابتزاز على يد بعض الجنود، في حين حاول بعض الفلاحين مساعدتهم رغم التهديدات التي تعرّضوا لها.

يذكر أن الفيلم تم بمشاركة ممثلين وفنانين بولنديين وسوريين منهم (محمد آل رشي، وجلال الطويل) والطفلان (تيم وتاليا عجان) إضافة للفنانة اللبنانية (داليا ناعوس).