التخطي إلى المحتوى

أعلنت الوزارة أخيرًا أن إجازة اليوم الوطني للقطاعين الخاص وغير الربحي ستكون في السبت الواقع في 8 ربيع الأول 1445 هـ، والذي يتوافق مع 23 سبتمبر 2023م.

لكل دولة تاريخها وذكرياتها، وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، يعتبر اليوم الوطني هو تلك اللحظة التي تجسد فيها فخر الوحدة والهوية. في الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام، تثمل المملكة بالحب والفخر، فهذا اليوم لا يتجسد فيه فقط تذكير بالتوحيد، بل بكل التضحيات التي قُدمت لبناء دولة متينة وقوية.

وهذا اليوم الوطني، الذي احتفل به الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأول مرة في 2005، ليس فقط تاريخًا يُذكر، بل هو رمزٌ للمسيرة الملكية التي بدأها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود. عندما قرر تغيير اسم الدولة وتحويله إلى “المملكة العربية السعودية”، كانت هذه خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا ووحدة.

كلما تُناقش قصة المملكة العربية السعودية، لا يمكن التجاوز عن دور الملك عبد العزيز. في كتاب “أمة في رجل”، يبرز عبدالله بن عبد المحسن التركي الدور الكبير الذي لعبه الملك في تشكيل هوية الدولة. كان نضاله ليس فقط نضالًا شخصيًا، بل كان نضالًا من أجل أمة كاملة لقد خاض الملك عبد العزيز معاركًا وصراعات كثيرة، كلها من أجل رفع راية التوحيد، وجعل المملكة نموذجًا للدول الإسلامية المعاصرة. ولم يكن هذا النجاح نتيجة للصدفة، بل هو ثمرة جهد وتضحية طويلين.

يأتي اليوم الوطني ليذكرنا بأننا أمة واحدة، بقيادة رجل واحد، قادها إلى الوحدة والتوحيد وهو يوم للاحتفال بكل ما قدمته المملكة لشعبها، وكل الإنجازات التي حققتها على مر الأعوام. ومع كل احتفال، نتذكر التضحيات والنجاحات، ونتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا ووحدة.

في الوهلة الأولى لرؤية اليوم الوطني السعودي، يجب أن نتوجه بفضل وامتنان إلى الشخص الذي بدأ كل شيء. الحديث هنا عن الملك عبد العزيز آل سعود. في تلك اللحظات الحاسمة عام 1902، حين قاد حملة صغيرة من أقاربه وأنصاره، كانت هناك رؤية وثقة أن هذه البداية ستكون بوابة لمستقبل مشرق.

بعد سيطرته على الرياض، اتجهت الأنظار نحو الإحساء، حيث تمكن الملك عبدالعزيز في عام 1913 من السيطرة على تلك المنطقة الثرية، معززًا بذلك قوته وحضوره في المنطقة. وتوالت الانتصارات حتى سقطت عسير وحائل والطائف ومكة وجدة تحت سيطرته.

اليوم الوطني ليس مجرد تاريخ في التقويم، بل هو تذكير سنوي بتضحيات وجهود الآباء والأجداد. وبالطبع، كل احتفال يحمل في طياته قصصًا ومواقفًا راسخة في الذاكرة. عندما أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز أن اليوم الوطني سيكون إجازة رسمية، كان ذلك تكريمًا للتاريخ العريق وتقديرًا للأجيال التي بنت المملكة.

قد يظن البعض أن اليوم الوطني ويوم التأسيس هما واحد، ولكن الحقيقة تقول غير ذلك. فاليوم الوطني يحتفل بتوحيد المملكة وإعلانها في عام 1932، بينما يوم التأسيس يرجع إلى أكثر من 300 عام حين تولى الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية. هذا التفريق بين الاحتفالين يعكس عمق التاريخ والتراث السعودي.