التخطي إلى المحتوى

قالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية إن السعودية التي تعد، مسقط رأس الإسلام، ترغب في تحويل عاصمتها إلى واحدة من “أكثر المدن ملاءمة للعيش على وجه الأرض”.

ووصف الشبكة الأميركية المشاريع الجديدة التي أعلنت عنها المملكة لتوسيع العاصمة الرياض يجعل من “المدينة تبدو وكأنها تأتي من فيلم خيال علمي”.

وكانت السعودية أعلنت في الأسبوع الماضي عن إطلاق شركة تطوير المربع الجديد في الرياض بما يشمل “بناء أيقونة (المكعب) ليجسد رمزا حضاريا عالميا لمدينة الرياض، يضم أحدث التقنيات المبتكرة، ومزايا فريدة تعد الأولى من نوعها”، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.

وذكرت “واس” أن مشروع “المكعب” سوف يصبح أحد أكبر المعالم على مستوى العالم، وذلك بارتفاع يصل إلى 400 متر، وعرض 400 متر، وطول 400 متر، ويسهم الشكل الهندسي المميز للمكعب في توفير المساحة اللازمة لاستيعاب تفاصيل المشروع والتقنيات الخاصة به.

وتهدف تقنية التصوير التجسيمي (الهلوغرام) إلى تقديم “واقع جديد” للمستهلكين أثناء التسوق وتناول الطعام. كما يضم المبنى مرافق ترفيهية وفنادق ووحدات سكنية. ومن المقرر الانتهاء من المشروع بحلول عام 2030.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن مشروع شركة تطوير المربع الجديد سيضم متحفا مبتكرا، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، ومسرحا متكاملا متعدد الاستخدامات، وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية.

وسيشمل المكعب مساحة طابقية تتجاوز مليوني متر مربع ليكون وجهة للضيافة، تحتوي على العديد من العلامات التجارية، والمعالم الثقافية، والنقاط الجاذبة للضيوف والزائرين، إلى جانب وحدات فندقية وسكنية، ومساحات مكتبية للأعمال، ومرافق للترفيه.

وقال زميل باحث في معهد كينغز كوليدج لندن لدراسات الشرق الأوسط، أندرياس كريغ، “في الماضي، كان النقاش سلبيا حول ارتباط المملكة العربية السعودية بانتهاكات حقوق الإنسان”.

وأضاف: “لكنهم الآن يحاولون دفع روايات جديدة عن كونهم بلدا للتنمية ويمكنه بناء مدن مستقبلية”.

لكن بعض المحللين يقولون إن السعودية لديها منافسة إقليمية خطيرة من دبي المجاورة والعاصمة القطرية الدوحة، وكلاهما حاول منذ عقود وضع نفسيهما كمراكز سياحة واستثمار إقليمية.

وقال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن، سايمون هندرسون، “أن تكون ثانيا في السباق، دائما ما يكون مكانا صعبا للبدء عندما تريد أن تصبح قائدا”.

وأضاف أن الأمر صعب بشكل خاص على السعودية لأنهم “أمضوا عقودا في عدم جذب الزوار الأجانب وغير المسلمين”. كما تساءل البعض عما إذا كان المشروع سيؤتي ثماره.

ومن غير الواضح مقدار تكلفة مشروع المربع الجديد، أو كيف يخطط صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي) لتمويلها.

وردا على سؤال حول التكلفة وخطط التمويل، قال صندوق الاستثمارات العامة لشبكة “سي إن إن” إنه لم يتم الكشف عن التفاصيل بعد وأنه سيعلن عن مزيد من المعلومات في الوقت المناسب.

ويشكك بعض المحللين في أن المملكة قد لا تكون قادرة على توفير التمويل الكافي لتحقيق طموحاتها.

وقال كريغ: “لقد حاولوا الحصول على الكثير من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتحقيق هذا المشروع”، مضيفا أن الاستثمار لم يأتِ بالطريقة التي كانت الرياض تأملها.

وتأمل السعودية في زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 388 مليار ريال (103 مليار دولار) سنويا بحلول عام 2030. ويبلغ الاستثمار الأجنبي المباشر الحالي للمملكة 19 مليار دولار لعام 2021، وفقا لتقرير الاستثمار العالمي لعام 2022 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).

وقال هندرسون إن قدرة المملكة على تمويل المشروع تعتمد أيضا على سعر النفط.

وأشار إلى أن السعودية قد تحتاج إلى أن تتجاوز أسعار النفط حاجز 100 دولار من أجل تمويل المشاريع الوطنية العملاقة.