أتساءل أحيانًا عن الأسباب التي قد تدفع بعض الموظفين للمجاملة وتقديم الدعم لزملائهم عند تسجيل الحضور والانصراف من العمل. قد يظن البعض أنها مجرد مساعدة بسيطة، لكن هل تعلم أن هذا الفعل قد يكون له عواقب قانونية خطيرة حينما يتحدث المحامي خالد اليوسف، وهو أحد الوجوه المعروفة في المجال القانوني، نستمع بجدية. وقد أكد في تصريحاته أن هذا الفعل، الذي قد يبدو بسيطًا للكثيرين، يعتبر في الواقع جريمة جنائية. ويمكن للمتورط فيها أن يتعرض لعقوبة تصل إلى السجن لمدة ثلاثة أشهر وغرامة قد تصل إلى 30 ألف ريال، أو أحد هذين العقوبتين.
لم تكتف المادة السادسة عشرة من النظام الجزائي لمكافحة التزوير بتحديد التزوير الورقي فقط. فهي تشمل أيضًا التزوير الإلكتروني، وهو الذي أصبح أكثر شيوعًا في عصرنا الحالي. لذلك، فإن تزوير الحضور والانصراف الإلكتروني لزميل، أو حتى استخدام توقيع إلكتروني مزور، هو أمر محظور قانونيًا ن المهم جدًا أن نفهم مدى خطورة هذا الفعل، حتى وإن كان بنية حسنة أو محاولة للمساعدة. فالقانون لا يأخذ بالنوايا، وإنما بالأفعال. وقد يؤدي القيام بهذا الفعل إلى فقدان وظيفة أو التعرض للمسائلة القانونية.
لم تكن تلك المجاملات البسيطة بلا ثمن في الماضي، ولن تكون في المستقبل. لذا علينا أن نتعامل مع هذا الأمر بجدية وواقعية. فالقانون واضح، والعواقب قاسية، وأمانة الوظيفة واجب على كل موظف يتعين عليه أن يحترمها ويتقيد بها.