التخطي إلى المحتوى

أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن أول شحنة مساعدات إلى غزة يتوقع أن تدخل “في اليومين المقبلين”. يأتي ذلك غداة إزالة مصر كتل خرسانية أقامتها بعد قصف إسرائيلي على حدودها مع القطاع المحاصر، فيما قد يكون إشارة إلى مرور قريب للمساعدات الإنسانية. ومن بين الأسباب المرجحة في تأخر انطلاق القوافل المنتظرة منذ أيام، يذكر مراسل فرانس24 في القاهرة تامر عز الدين التضرر الكبير الذي لحق الجانب الفلسطيني من المعبر جراء قصفه من قبل الجيش الإسرائيلي أربع مرات، مضيفا أن مصر حضت عدة مرات على إيقاف العمليات العسكرية قرب المعبر لإجراء إصلاحات تمكن من التعجيل بدخول الشاحنات.

نشرت في:

5 دقائق

بعد أن كان دخولها مرتقبا الجمعة، ذكر مكتب الأمم المتحدة أن أول شحنة مساعدات إلى غزة يتوقع أن تدخل “في اليومين المقبلين” عبر معبر رفح.

وأضاف المكتب الجمعة أنه يجري محادثات متقدمة مع جميع الأطراف المعنية بالصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لضمان بدء إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وقال ينس لاركيه المتحدث باسم المكتب “نجري مفاوضات مستفيضة ومتقدمة مع جميع الأطراف المعنية لضمان بدء عملية المساعدات في غزة في أسرع وقت ممكن وفي ظل الظروف المناسبة.

“لقد شجعتنا التقارير التي تفيد بأن الأطراف المختلفة تقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن الأساليب، وأن تسليم أول (شحنة مساعدات) من المقرر أن يبدأ بعد غد أو نحو ذلك”.

من جهته، تحدث مراسل فرانس24 في القاهرة تامر عز الدين عن بعض الأسباب المرجحة في هذا التأخير، وقال إن على رأسها أشغال إصلاح الجانب الفلسطيني من المعبر، الذي تضرر جراء القصف الإسرائيلي.

مصادر أخرى أفادت أن جهود إدخال المساعدات إلى القطاع تحتاج إلى اتفاق على آلية لتفتيش المساعدات ومحاولات لإجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية من هناك. وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن أكثر من 200 شاحنة مساعدات جاهزة للانتقال من سيناء إلى القطاع.

“نعمل بنشاط مع كل الأطراف”

وتفقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الجمعة الجانب المصري من معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، حيث دعا إلى إدخال المساعدات بأسرع وقت ممكن إلى القطاع.

ووافقت إسرائيل على دخول المساعدات بطلب أمريكي. إلا أن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث قال صباحا إن “أول شحنة يفترض أن تبدأ بالدخول اعتبارا من يوم غد (السبت) على أقرب تقدير”.

وفي كلمة ألقاها أمام البوابة المصرية لمعبر رفح، طلب غوتيريس تمكين شاحنات المساعدات من دخول غزة في أسرع وقت ممكن.

وقال الأمين العام الأممي: “إننا نعمل بنشاط مع كل الأطراف، مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة من أجل … أن تتحرك هذه الشاحنات في أقرب وقت ممكن”. وأكد أن هناك “عمليات تحقق يجب أن تتم” قبل عبور الشاحنات، ولكنها “يجب أن تتم بشكل فعال وسريع”،

   اشترطت إسرائيل التي تفرض حصارا على غزة منذ أكثر من 16 عاما، التأكد من عدم ذهاب المساعدات الى حركة حماس، وأن تصل إلى “المدنيين” فقط “في جنوب غزة” الذي طلب الجيش من سكان القطاع الانتقال إليه.

   وشدد غوتيريس على أن الأمم المتحدة لا تسعى الى ادخال “قافلة واحدة وانما نريد ادخال ما يكفي من شاحنات المساعدات لمساندة سكان قطاع غزة”.

“نحن بحاجة إلى غذاء ومياه ووقود وأدوية على الفور”

وكانت قناة القاهرة الإخبارية المقربة من السلطات المصرية ذكرت الجمعة أنه سيتمّ الجمعة فتح معبر رفح بين مصر وغزة، وهو المنفذ الوحيد للقطاع نحو العالم الخارجي.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد  دعا من القاهرة إلى وصول مساعدات إنسانية “سريعة وبلا عوائق” إلى غزة وإلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري”،

وقال غوتيريس في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع وزير الخارجية المصري سامح شكري: “نحن بحاجة إلى غذاء ومياه ووقود وأدوية على الفور، نحن بحاجة إلى الكثير منها وبشكل مستدام”.

وشدد على أن “المطلوب ليس عملية صغيرة وإنما جهد مستدام (…) ينبغي أن يتمكن المسؤولون عن الإغاثة الإنسانية من إدخال المساعدة وتوزيعها بأمان كامل”.

وفي جنيف، طلبت منظمة الصحة العالمية الخميس السماح بوصول المساعدات الإنسانية يوميا إلى قطاع غزة، بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.

شاحنات محملة بآلاف الأطنان من المساعدات

 وتنتظر شاحنات محملة بآلاف الأطنان من مساعدات الإغاثة أمام معبر رفح الحدودي أو في مدينة العريش بشمال سيناء في مصر، السماح بدخولها إلى القطاع المحاصر، غداة اتفاق بين الرئيسين الأمريكي والمصري بهذا الشأن.

وقال متحدّث باسم برنامج الأغذية العالمي، أن لدى البرنامج 951 طنّاً من الأغذية إما على الحدود المصرية (رفح) أو في الطريق إليها، ما يكفي لإطعام 488 ألف شخص لمدة أسبوع واحد. 

وحذر المتحدث من أن مخزون برنامج الأغذية العالمي من الغذاء داخل غزة سينفد قريبا، ما يترك أسرا بدون أي وسيلة لإعالة نفسها.  وقال المتحدث “يجب تجديد مخزون الغذاء التابع لبرنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل”.

وفي محيط معبر رفح من الجانب المصري، كان مصريون يعملون على تصليح الطرق التي تسبب  قصف إسرائيلي في ألحاق اضرار بها، وفق ما أفاد شهود وكالة الأنباءالفرنسية. وحذر الرئيس الأمريكي الأربعاء خلال زيارته إلى إسرائيل من أنه إذا “استولت (حركة حماس) عليها (المساعدات) أو منعت عبورها (…) فسينتهي الأمر”.

 

فرانس24/ أ ف ب / رويترز