التخطي إلى المحتوى

«كتاب الرياض».. لقاء الثقافات والوجهة الملهمة

على مدار عشرة أيام حمل معرض الرياض الدولي للكتاب 2023 الذي اختتم أعماله مؤخراً ونظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية في حرم جامعة الملك سعود، تحت عنوان “وجهة ملهمة” عناوين عديدة بهدف تعزيز التعلم والثقافة المتبادلة بين الحضارات، مجسداً حركة ثقافية متنوعة تلفت الأنظار والاهتمام.

وحظي معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعد أحد أكبر معارض الكتاب في المنطقة العربية، بمشاركة أكثر من 1800 دار نشر من أكثر من 30 دولة ومنطقة حول العالم، واستقطب أكثر من مليون زائر.

ندوات في مختلف المجالات الثقافية والفنية

وأحدث معرض الرياض الدولي للكتاب طيلة العقود الماضية منذ دورته الأولى عام 1976، حراكاً ثقافياً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث تشارك فيه دور نشر عالمية، ويستضيف كل عام دولة “ضيف شرف” لدورته، تقدم ثقافتها بما تكتنزه من علوم ومعارف للمجتمع المحلي والعالمي، وتعرّف من خلال البرامج الثقافية المصاحبة للمعرض بثقافتها من خلال الندوات وورش العمل والأمسيات المصاحبة لعشاق الثقافة ومن مختلف المشارب.

وتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً ثرياً شاملاً يغطّي مختلف أوجه الإبداع، ويشتمل على العديد من الندوات وورش العمل والمسرحيات والأمسيات الشعرية التي تتجاوز سبعين فعالية، حيث أقيمت عدد من العروض المسرحية مثل عرض مسرحية “الملاذ الأخير” للمخرج ماجد سيهاتي والتي قدمت ثلاثة عروض متتالية، كما استمتع زوار المعرض بمشاهدة مسرحية “نصوص القسوة”، ونجد عرض مسرحية “حكاية شاعر”.

عروض مسرحية ومؤتمر للناشرين

وتناولت الندوات في المعرض مختلف المجالات الثقافية والفنية، نذكر منها ندوة بعنوان “للراحل محمد علوان.. تقديراً لمسيرته الثقافية والعلمية“، شارك فيها عدد من المتخصصين، وندوة حوارية بعنوان “حكاية قراء.. حكاية تعيش لتروى”، وندوة “علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني”، و”حياة في الدبلوماسية”، تحدث فيها المتخصصون عن محاور تلك الندوات.

كما استضاف المعرض عدداً من المتخصصين لنقاش “المستقبل والقيمة التاريخية لميثاق الملك سلمان العمراني”، فيما أقيمت ندوة حوارية تحدث فيها الأمير بدر بن عبدالمحسن عن الشعر والفن، عقبها ندوتان بعنوان “من المترجمين وإليهم.. ما تريده الترجمة من مجتمعنا الثقافي” و”معمل الدوبلاج.. رحلة أفلام ديزني مع اللغة العربية”، وورشة عمل بعنوان “برمجة الأفلام والمهرجانات السينمائية”، وندوتان حواريتان بعنوان “المنور.. جسر ثقافي مع العالم” و”حياة عبر القراءة”.

وحضر التراث من خلال ندوة “الإبل.. الرمز الوطني والمعنى الثقافي” تبعتها خمس ندوات بعنوان “دكة العبيد.. لقاء مع الجمهور” و”رواية القصة الوطنية” و”حدوتة في الكتابة وأهلها” و”الثقافة العمانية.. بانوراما ثقافية وفنية” و”كتاب قادة النفط.. لقاء مع المؤلف” و”قراءة في التاريخ الثقافي والاجتماعي السعودي”.

كما نظم المعرض ندوات حول “الرواية الخليجية وسؤال ما بعد العالمية” و”التعايش المجتمعي في عمان.. الأسس والضمانات” و”التبادل الثقافي بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.. تجليات من تراث المخطوط” و”جماليات الفيلم الوثائقي وأسرار الصناعة” و”رؤية جديدة في عالم الشعر، وأمسية شعرية بعنوان “قصائد في عالم الشعر” صدح بها عدد من الشعراء. وكان للرياضة حضور أيضاً من خلال ندوتي “المعلق الرياضي.. حديث مع الجمهور” و”الرياضة والتبادل الثقافي”.

وحلّت سلطنة عُمان ضيف شرف في الدورة الحالية في إطار الروابط والعلاقات المتينة، التي تعكس التبادل والتعاون الثقافي بين المملكة وسلطنة عُمان، حيث تضمنت المشاركة جناحاً في قلب المعرض يضم كتباً ومخطوطات، إضافة إلى حضور عدد من رموز الثقافة العُمانية، ومشاركة مواهب ومبدعين، وحضور دور نشر عُمانية استعرضت آخر نتاجها أمام الزوار.

وخلال معرض الكتاب، شاركت دور النشر الصينية بشكل مكثف في المعرض، والتقت عدد من الكتب المميزة ذات الطابع الصيني مع قراء من الدول العربية، كما أقيمت عدد من أنشطة التبادل الثقافي الصيني السعودي، والصيني العربي، مما ضخ زخماً جديداً في تعزيز التعاون في مجال النشر الصيني العربي.

وبهذا الحجم من النشاط الثقافي من الندوات والمسرحيات وورش العمل والأمسيات الشعرية، التي تحدث وأنشد فيها أكثر من 200 متخصص ومفكر ومبدع وفنان وشاعر، أوجد المعرض حراكاً ثقافياً عالمياً له صدى واسع في مختلف الأرجاء، حيث أصبح معرض الرياض الدولي للكتاب 2023 وبحلته الجديدة المتجددة أضخم حدث ثقافي لهذا العام، ومن أكبر التجمعات الثقافية في العالم التي تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين، وذلك بتنظيمٍ من وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن مبادرة “معارض الكتاب” إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة.

كما استطاع المعرض أن يشكل موقعاً ومكاناً لإصدارات مجموعة من الكُتاب لتوقيع أحدث أعمالهم وإهدائها إلى قرائهم، ومنطقة واسعة للطفل، وعدداً من الأجنحة الداعمة، بالإضافة إلى تخصيص ركن للمؤلف السعودي للنشر الذاتي، متيحاً بذلك الفرصة لعرض أكثر من 400 عنوان للمؤلفين السعوديين، حيث يتولى المعرض إدارة الركن، واستلام الكتب، وبيعها، والتحصيل والمخالصات المالية وغيرها.

وفي خطوة جديدة نظم معرض الرياض الدولي للكتاب لأول مرة هذا العام مسابقة للإلقاء الشعري مخصصة للأطفال، ليستمتع الطفل بتجربة تعلم مهارات الكتابة الشعرية، وتقنيات الإلقاء، ما يعزز المهارات اللغوية والشخصية للطفل، ويصبح أقدر على تحمل المسؤولية، ويسهم في اكتشاف المواهب وتنميتها، إلى جانب استمرار جائزة المعرض التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، والمخصصة لدور النشر، وتغطي خمس فئات للتميز في النشر، وهي: الأطفال، والترجمة، والمنصات الرقمية، والمحتوى السعودي، وفئة عامة؛ لتأصيل دَوْرِ الناشرين في إثراء المحتوى الثقافي، حيث يُمنح الفائزون منحة ترجمة يقدمها شريك المعرض – شركة روشن للتطوير العقاري التابعة لصندوق الاستثمارات العامة.

وحمل معرض (مؤتمر الناشرين الدولي) الذي أقيم على هامش المعرض بهدف مناقشة جوانب صناعة الكتاب والتحديات التي تواجه دور النشر مضامين مهمة لبحث ومعالجة هذه الصناعة والربط فيما بين صناعها لتعزيزها وتنميتها كركن أساس في هذا المجال.

وضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، أطلقت السفارة الفرنسية مبادرة “الرياض تقرأ الفرنسية” التي تجمع 80 ناشرًا فرنسيًا في مختلف التخصصات الفنية والأدبية وأدب الأطفال، وغيرها بالتعاون مع مكتبة ستيفان التي تأسست عام 1956م وتشتهر بالروايات والمقالات والكتب الجميلة وأدب الأطفال والقصص المصورة، وتميزت بشكل خاص بطابقها الكامل المخصص للقصص المصورة وكتب الأطفال.

وكان افتتح المعرض من 28 سبتمبر ولغاية 7 أكتوبر بمشاركة أكثر من 1800 دار نشر على امتداد 800 جناح، وبمشاركة ما يزيد على 70 داراً.