التخطي إلى المحتوى

ودّع يوم أمس السبت، مهرجان “أمرؤ القيس شاعر الغزل” زواره، في تجربة ثقافية تفاعلية في حي الثليما بمحافظة الدرعية، وكانت وزارة الثقافة قد أطلقت المهرجان في “4/أكتوبر” وذلك لإتاحة الفرصة لجميع شرائح المجتمع والاستمتاع بما قدمه من محتوى ثريٍ يُسلّط الضوء على شخصية امرئ القيس، ومكانته الثقافية كأحد ألمع شعراء عصر ما قبل الإسلام.

وقد حظي مهرجان “امرؤ القيس شاعر الغزل” بحضور كثيف خلال فترة إقامته في الأيام الماضية، وإقبال كبير خلق تجربة ثقافية تسهم في تعريف المجتمع المحلي بشخصية امرئ القيس، وذلك في خوض هذه الرحلة الثقافية التي تبدأ من منطقة الأطفال “ركن” مرورًا بمنطقة “السوق”، يتعرّف من خلالها مرتادو المهرجان على مجموعة من الحرف والصناعات اليدوية، ومرورًا بأركان الحرف اليدوية والأنشطة التفاعلية، وإبراز فعالية “الشعر بين السمع والنظر”. وكان المهرجان الذي مُدّدت فعالياته من “12/أكتوبر” حتى “14/أكتوبر”، قدم عدّة فعاليات جسدت حياة الشاعر، وقصائده الشهيرة، ومحاكاة تلك الفترة الزمنية في المنطقة، حيث يأخذ المهرجانُ الزوّار في رحلةٍ ثقافية إبداعية تتضمن معرض الشاعر، وركناً مخصصاً للتوثيق البصري يُركز على الشعراء وأشعارهم والمحيطِ الذي عاشوا فيه عبر موادَّ مرئية متميزة تكون في منطقتين، أولاهما للعرض المرئي، والأخرى للعرض التفاعلي، وبعدها يجد الزوّار منطقة “المشاهد الأدائية” التي تُقدّم مشاهد إبداعية لمراحل مهمة في تاريخ امرئ القيس، مروراً بمنطقة “السوق” المكوّنة من أركان للحرف اليدوية تُعرّف بمجموعة من الحرف والصناعات اليدوية على أيدي حرفيين وحرفيات متميزين في هذا المجال ويشارك الزوار في صناعتها.

هذا وقدم المهرجان مشاهد أدائية بين أزقّة السوق، تتمثل في مشاهد مسرحية حيّة بعيدة عن خشبة المسرح، وتتناول موضوعات متنوعة من بينها السيرة الذاتية للشاعر امرئ القيس، وعرض لبعض المواقف في حياته، وتصوير الحياة الاجتماعية بتلك الفترة بأصوات مارّتها وأحاديثهم وأزيائهم، بمشاركة الجمهور بالتمثيل أو بإبداء الرأي، وذلك عبر تقنية مسرح الفوروم. وقدمت الفرق السعودية عروضاً موسيقية حيّة متنوعةً في محتواها بحسب أنواع الغناء التقليدي بالمنطقة الوسطى، ليتحقق بذلك الاختلاف في نمط الموسيقى التقليدية، مستهدفةً جميع الفئات العمرية من أطفال وشباب وكبار، لِـمَدّ جسور التواصل بين الأجيال عبر طابع موسيقي تقليدي. كما قدم المهرجان أمسيات شعرية مع نُخبة من الشعراء، بهدف إيصال مضامين الشعر العربي القديم إلى الجمهور، وتحديداً قصائد امرئ القيس، وندواتٍ علمية تُغطي محاورُها شيئاً من سيرة امرئ القيس وشعره، وآليات الاستثمار الثقافي والإبداعي في الشعر العربي القديم وشعراء جزيرة العرب. وشهد المهرجان مجموعة من ورش العمل طيلة فترة إقامته، من أبرزها ورشة “إلقاء الشعر” التي يُقدمها خبير في هذا المجال معتمداً على معلقة الشاعر امرئ القيس، وأُخرى في “كتابة القصائد” حيث يقوم من خلالها المشاركون بتحليل معلقة الشاعر. بينما قدمت في المهرجان ورشة “الشاعر في عيون الرسامين”.

وكان مهرجان “شاعر الغزل” يأتي ضمنَ مسار الشعر العربي الذي أطلقته وزارة الثقافة في وقت سابق للاحتفاء برموز الشعر العربي، وذلك إيماناً بأهمية الشعر والشعراء في التاريخ الثقافي للمملكة، وإبراز إرثها الثقافي العريق، وتقديمه في قوالب إبداعية معاصرة عبر استخدام التقنية الحديثة، وتوظيف المواهب الفذة، واستثمار الطاقاتِ الخلّاقة، سعياً لتحقيق أهداف الوزارة في تعزيز الهوية الوطنية، وتحويل الثقافة إلى نمط حياة.

بينما أكدت الوزارة، أن المهرجان الذي انطلق في الرابع من أكتوبر الجاري، يأتي ضمن مبادرات “عام الشعر العربي 2023” في تجربة تفاعلية تعكس سيرة وحياة الشاعر عبر حزمة من الأنشطة والفعاليات الثقافية.