علَّق مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون على تقرير إسرائيلي بشأن قيام مجندات إسرائيليات بإجبار نساء فلسطينيات على خلع ملابسهن خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية، في يوليو الماضي.
وذكرت منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية أن مجندتين إسرائيليتين كانتا ضمن دورية، ومعهما كلب، أجبرتا 5 نساء فلسطينيات من عائلة في الخليل، كل واحدة على حدة، على خلع جميع ملابسهن والتجول عاريات أمامهن.
وبحسب أقوال السيدات، فإن المجندتين هددتا بإطلاق الكلب نحوهن، إذا لم يمتثلن للأمر.
وحدث ذلك فجر 10 يوليو، عند الساعة 1:30، في مداهمة شارك فيها حوالي 50 جنديا، “حيث تم اقتحام منازل عائلة العجلوني المعروفة في حي خلة القبة وتم فصل الأطفال عن آبائهم وأمهاتهم وسرقة مقتنيات من المنازل وتم تفتيش النساء وهن عاريات”.
وقالت المنظمة إن الجنود “هددوا” بأسلحتهم أفراد العائلة الـ26 الذين كانوا في المنازل في تلك الأثناء وحبسوهم في إحدى الشقق.
وأثناء ذلك، كبّلوا أيدي ثلاثة من أفراد العائلة، من بينهم فتى (17 سنة)، وغطوا أعينهم واقتادهم إلى شقة أخرى، ثم فصل الجنود باقي الرجال عن النساء والأطفال، الذين كانوا محتجَزين في غرفة الاستقبال، وأجروا على أجسادهم تفتيشا في غرفة منفردة.
بعد ذلك، اقتاد الجنود إحدى النساء إلى غرفة كان ينام فيها أولادها (4 -7 سنوات) فاستيقظ الأولاد مذعورين بينما منعت جنديتان ملثمتان الأمّ من الاقتراب من أولادها وهددتاها بالكلب الذي كانتا تمسكان به إذا لم تخلع ثيابها كليا أمامهما، واضطرت الأم إلى خلع ثيابها والاستدارة أمامهما وهي عارية تماما، على مرأى من أولادها المرعوبين، وفق المنظمة.
وبعد أن ارتدت ثيابها، نقل الجنود الأولاد إلى غرفة الاستقبال، بينما اقتادوا ثلاث نساء أخريات وفتاة (17 سنة) للتفتيش الجسدي وهن عراة. وتدريجيا، فصل الجنود جميع الأبناء الـ 13 (3 أشهر إلى 14 سنة) عن أمهاتهم واحتجزوهم في غرفة الاستقبال لأكثر من 20 دقيقة، تحت الحراسة.
وحوالي الساعة 5:30 غادر الجنود المكان، وعندئذ عثر السكان على اثنين من أبناء العائلة محبوسين في غرفة في إحدى الشقق وأيديهما مكبلة وأعينهما مغطّاة.
ولم يتم العثور على حربي عجلوني (37 عاما) في الشقة، واكتشفت زوجته ديالا عجلوني (24 عاما) لاحقا أن الجنود اعتقلوه واقتادوه معهم إلى سجن “عوفر” بشبهة حيازة السلاح. وقد تم تمديد اعتقاله 35 يوما ثم 40 يوما أخرى.
واكتشف السكان أيضا أن الجنود “سرقوا” من المنازل مجوهرات ذهبية بوزن 150 غراما و2000 شيكل نقدا.
وفي اليوم ذاته، قدم السكان شكوى في شرطة “كريات أربع”، وفي اليوم التالي، أعيدت إليهم المجوهرات الذهبية “التي سرقها الجنود بذريعة أنهم أخذوها بالخطأ”.
وفي رد على طلب بالتعليق على تقرير “بتسيلم”، تلقى موقع الحرة بيانا من الرائد إيلا واوية، قائدة مكتب الإعلام العربي، نائبة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي.
وأشار البيان إلى أنه خلال عملية لإحباط نشاط “إرهابي” في الخليل، “وفي أعقاب ورود معلومات استخباراتية تم العثور على بندقية إم 16 ومخزن وذخيرة”.
وأضاف أنه “بعد العثور على قطعة السلاح، كان يجب إجراء تفتيش لبقية الأفراد في المنزل بهدف استبعاد احتمال وجود أسلحة أخرى. وبناء على التعليمات الصادرة عن مفتشي شرطة الخليل، قامت مقاتلات وحدة عوكيتس بتفتيش النساء اللواتي تواجدن في المنزل بغرفة مغلقة، كل واحدة بشكل منفصل. ولم تحمل المقاتلات الكاميرات. أما الكلب الذي لم يتواجد في الغرفة أثناء التفتيش فتم تركيب كاميرا عليه لأغراض عملياتية ولم تكن قيد التشغيل حينها”.
وفي إطار عمليات البحث “تم العثور على كيس أسود مدفون ومغلف بشريط عازل حيث تم أخذه مع الوسائل القتالية التي تم العثور عليها. وتم فتح الكيس في غرفة التحقيقات واكتشف أنه كان يحتوي على مجوهرات. وفي اليوم التالي بعد التفتيش، وصل شقيق الشخص المعتقل ووقع على كون هذه المجوهرات ملكا خاصا بالعائلة فاستردها”.
وأكد البيان أن “الادعاء بسرقة مبلغ 2000 شيكل غير معروف. لم تردنا أي شكاوى بالنسبة لهذا الحادث. وإذا تم استلامها فسيتم النظر فيها كما هي العادة”.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، ما حدث بـ”المشين”، و”يعكس مستوى الدرك الذي انحدرت إليه ممارسات الاحتلال الإجرامية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، دون أدنى التفاتة للقوانين والشرائع الدولية”، حسب تعبيره
وقال إن “انتهاك حرمة بيوتنا والمس بنسائنا عمل مستفز، ومشين، وفعل فظيع، لا يمارسه سوى من تجردوا من الأخلاق والقيم الإنسانية”، ودعا دول العالم إلى إدانة تلك “الانتهاكات الفظيعة، وتقديم الجناة للعدالة الدولية”.