رغم مرور نحو 18 عاما، فإن سبب غياب ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية عن زواج نجلها الملك الحالي تشارلز الثالث بزوجته كاميلا ما زال غامضا.
ورغم حضور أغلب أفراد العائلة المالكة حفل زفاف الأمير تشارلز وكاميلا باركر، فإن المراسم خلت من الملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب.
وثارت العديد من التكهنات بشأن غياب الملكة الراحلة، إليزابيث الثانية، وزوجها الأمير فيليب، مثل القول إن مراسم الزواج في إحدى “قاعات المدينة” لا يليق بمكانتها، فيما ذهب آخرون إلى رفض الملكة إليزابيث، التي وصفت كاميلا بـ”المرأة الشريرة”، العلاقة التي تربط بين الأمير تشارلز، الذي كان لا يزال متزوجًا، بكاميلا، على الرغم من ارتباط زوجته في ذلك الوقت، الأميرة ديانا، بعلاقات هي الأخرى، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
لكن السبب الحقيقي وراء غياب الملكة كان أبسط بكثير مما ذهبت إليه خيالات الكثيرين.
نظرا لكونها حاكمة البلاد، ترأس الملكة كنيسة إنجلترا. وكان كل من تشارلز وكاميلا متزوجين من قبل، ثم انفصلا بعد ذلك.
ورغم الاعتراف بالطلاق باعتباره حقيقة حزينة من حقائق الحياة، لكن كنيسة إنجلترا لم تشجعه، ومن ثم ما كان ينبغي أن ينظر إلى الملكة على أنها تشكك في قيم الكنيسة بأي شكل من الأشكال.
وخلال الأسابيع التي سبقت حفل الزفاف، ذكرت صحيفة “التلغراف” إنها قالت لإحدى صديقاتها: “لا أستطيع الذهاب. لا أعتقد أن مكانتي تسمح بذلك».
يضاف إلى ذلك التاريخ العائلي الذي ينبغي وضعه في الاعتبار: إذ أنه قبل جيل واحد فقط من حكم إليزابيث، كان النظام الملكي في حالة من الفوضى، وربما حتى للخطر، بسبب إصرار عمها إدوارد الثامن على الزواج من مطلقة على الرغم من قيود الكنيسة، التي كان يلتزم بها هو أيضًا كرأس الكنيسة.
ووفقا للتقرير حضرت الملكة إليزابيث مع الأمير فيليب مراسم مباركة الزواج في كنيسة القديس جورج، عقب الحفل المدني في قاعة جيلدهول.
لكن علاقة الملكة بكاميلا، التي أصبحت الآن الملكة القرينة، كانت جيدة على الدوام.
فبعد مرور أقل من عام على وفاة ديانا الصادمة، أراد تشارلز أن يظهر علنًا مع كاميلا، وطلب موافقة والدته، التي ردت بوصف تلك المرأة بـ”الشريرة”.
وقال أحد رجال البلاط السابقين لصحيفة “ديلي ميل” لقد فوجئ تشارلز بالرد إذ لم يكن يرى أن طلبه سابق لأوانه.
ووفقا للمصدر ذاته، فقد أحس تشارلز بخيبة أمل كبيرة لتعامل والدته بهذا القدر من الجفاء مع المرأة التي أحبها.
لكن كل تلك المواقف تغيرت بشكل كامل، حيث باتت الملكة إليزابيث مولعة بكاميلا، لدرجة أنها في عام 2022 أعلنت رغبتها في حمل زوجة ابنها لقب ملكة عندما يتولى تشارلز العرش.
وفي حديثها في يوبيلها البلاتيني، قبل بضعة أشهر فقط من وفاتها قالت الملكة إليزابيث: “عندما يصبح ابني تشارلز ملكًا، أعلم أنكم ستمنحونه هو وزوجته كاميلا نفس الدعم الذي قدمتموه لي؛ وأتمنى عندما يحين ذلك الوقت، أن تحمل كاميلا لقب الملكة القرينة”.