التخطي إلى المحتوى

لهذه الأسباب أنهت أسعار النفط الربع الثالث على ارتفاع قياسي للغاية
نفط

أنهت أسعار النفط الخام تداولاتها الربع سنوية على ارتفاعا قياسي لأول مرة لها في عام 2023، حيث حققت الأسعار ارتفاعا قويا بنحو 25% تقريبا في الربع الثالث من العام الجاري، وذلك وسط مخاوف عجز المعروض النفطي بالأسواق، ولا سيما بعدما أصدرت المملكة العربية السعودية وروسيا -كبار منتجي النفط عالميا، بعض القرارات الهامة والمتعلقة بخفض إنتاج النفط الخام.

أسعار النفط بنهاية الربع الثالث من عام 2023

حققت عقود النفط الخام صعودا قويا خلال الربع الثالث، حيث اختتمت عقود خام برنت الفورية الربع بارتفاع قياسي دفعها لتصل إلى مستوى 93 دولارا للبرميل، مقابل 78 دولار للبرميل ببداية الربع الثالث، وفي الوقت ذاته، أنهت العقود الفورية لخام غرب تكساس الوسيط تداولاتها الربع سنوية على ارتفاع قياسي ووصلت إلى مستوى 90 دولار للبرميل أي بمسبة صعود تخطت نسبة 22%، بعدما افتتحت الربع على مستوى 73 دولارا للبرميل فقط، أي بنسبة صعود تجاوزت 20%.

لماذا حققت أسعار النفط أرباحا قوية في الربع الثالث من 2023؟

ولقد افتتحت أسعار النفط الخام تداولات الربع الثالث على صعود مفاجئ، بسبب حالة التخوف التي اجتاحت الأسواق بشأن احتمالبة نقص إمدادات النفط الخام، وبلك بعدما قاجأت المملكة العربية السعودية وروسيا العالم بقرار جديد يتعلق بخفض إنتاج النفط الخام، وبخاصة وإن روسيا والسعودية يعتبران من كبار منتجي النفط عالميا، وهذا بدوره دفع أسعار النفط للصعود بشكل ملحوظ.

ومن هذا المنطلق، قررت السعودية وروسيا في أوائل شهر يونيو الماضي تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام، مما دفع أسعار خام برنت وتكساس لتسجيل أولى أرباحهم بالربع الثالث ووصلوا لمستوى 78 و73 دولارا للبرميل، وبعد ذلك استمرت أسعار النفط في الارتفاع حتى منتصف الربع الثالث ووصلت إلى مستوى 85 دولارا، وذلك بفضل قرارات تمديد خفض الإنتاج من قبل السعودية وروسيا.

 ومع ذلك؛ فقد واجهت أسعار النفط بعض الضغوطات الهبوطية بمنتصف شهر أغسطس الماضي، والتي تسببت في في تراجع الأسعار لمستوى 83 دولارا للبرميل، وذلك جراء المخاوف التي اجتاحت الأسواق حول احتمالية ضعف الطلب العالمي على النفط الخام، وبخاصة بعدما خفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط الخام بمقدار مليون برميل يوميا بعام 2024، مستشهدة بالصعوبات التي يواجها اقتصاد ثاني أكبر مستورد لخام النفط عالميا- الصين في تحقيق نمو اقتصادي مستقر بعد جائحة كورونا.

وفضلا عن هذا؛ عاودت أسعار النفط الارتفاع من جديد مع بداية شهر سبتمبر، وسط قلق الأسواق من شح المعروض النفطي، وذلك بعدما ضربت العاصفة الاستوائية إيداليا غرب كوبا، والتي تؤثر على إنتاج النفط من ساحل خليج المكسيك، وهو كان بمثابة إعصار، وذلك أثناء توجهها نحو فلوريدا داخل الولايات المتحدة، والذي يمثل نحو سدس إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام وينتج حوالي 2 مليون برميل يوميا، وهذا عزز من صعود أسعار النفط.

وإلى جانب ذلك؛ استمرت أسعار النفط في الصعود بشكل قوي، وحققت ارتفاع بأكثر من 5.00% خلال شهر سبتمبر، وذلك بدعم من تصريحات بنك الصين الشعبي جول الإجراءات المكثفة التي سيتخذها البنك لتعزيز الثقة باقتصاد الصين، علاوة على تصريحات أحد الأعضاء بأن البلاد بإمكانها تحقيق نمو اقتصادي يتجاوز 5% بعام 2023، وهو ما عزز التفاؤل حيال احتمالية تعافي الطلب الصيني على النفط في المستقبل، مما ساهم في ارتفاع أسعار النفط ومواصلتها الزخم الصعودي.

وفي الختام؛ اختتمت أسعار النفط الخام تداولاتها على ارتفاع قياسي بالربع الثالث من العام الجاري واستقرت عند مستوى 92 دولارا للبرميل، مقابل 73 دولار  في أولى تداولاتها بالربع الثالث، أي بنسبة صعود تجاوزت 25%.