التخطي إلى المحتوى

نجم باريس سان جيرمان السابق قاد الهلال الليلة للعودة من إيران بفوز أمام نساجي، لكنه لم ينجح بعد في قتل حدة الانتقادات الموجهة له، فماذا قدم؟

خمس مباريات احتاجها البرازيلي نيمار دا سيلفا كي يفلح في افتتاح أهدافه بقميص الهلال السعودي، وأخيرًا أتت اللحظة التي ربما لم تطل كثيرًا، لكنها مرت بمثابة عشرات المباريات على جمهور الزعيم..

اليوم الثلاثاء، وفي قلب ملعب آزادي في إيران، أحرز البرازيلي هدف الزعيم الثاني من تسديدة من على حدود منطقة الجزاء بعد صناعة رائعة من البديل ناصر الدوسري، ليقود الأزرق للفوز أمام نساجي بثلاثية نظيفة، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا.

ماذا قدم نيمار في المباراة؟

شوط اللقاء الأول جاء سلبيًا من قبل صاحب الـ31 عامًا، إذ بدى وكأنه يمارس رياضة “المشي” داخل المستطيل الأخضر، إذا كان بدون كرة، أما إن وصلت له، فسيجد ثلاثة من نساجي يستخلصونها بسهولة ويسقط أرضًا شاكيًا للحكم دون جدوى!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وما زاد من هذا السوء هو طرد قائد الهلال سلمان الفرج، واضطرار المدرب البرتغالي جورج جيسوس، لإرجاع نيمار لوسط الملعب بجوار محمد كنو، بعدما بدأ اللقاء خلف المهاجم الصربي أليكساندر ميتروفيتش.

لكن تغير الوضع إلى حدٍ ما في الشوط الثاني، بعدما قرر جيسوس سحب الجناح مالكوم من الملعب والدفع بناصر الدوسري في الوسط، مع إعادة نيمار لمركزه الأساسي كجناح أيسر، هنا تحسن الوضع..

بشكل عام في اللقاء، سدد نجم باريس سان جيرمان الفرنسي السابق 3 تسديدات، منها واحدة فقط على المرمى، بينما خلق فرصتين، لم يتم ترجمتهما لأهداف.

أما من ناحية المراوغات، فلم يقم بأي مراوغة ناجحة، بجانب خسارته لثلاث ثنائيات من أصل خمس، وفقد الكرة سبع مرات، بجانب إرساله لعرضيتين، لم تكن أي منهما صحيحة.

رفقًا بالهلال يا نيمار والعكس صحيح!

خلال الفترة الماضية، تعرض نيمار لهجوم كبير من جمهور الزعيم، نظرًا للمستوى المتواضع الذي يقدمه.

وفي حقيقة الأمر، بدى البرازيلي مستفزًا إلى حد كبير الليلة بـ”طريقة مشيه” في الملعب خلال شوط اللقاء الأول، وكذلك تعامله مع الكرات، وكأنه يخشى الإصابة، خاصةً وأنه علق على سوء أرضية ملعب آزادي قبل المباراة.

بنظرة ضيقة، يبدو نيمار في صورة سائح جاء لنزهة في السعودية وسيغادر عاجلًا أم آجلًا، لكن بنظرة أوسع، لا يمكن إلقاء التهم بشكل كامل عليه – وإن كان يتحمل بعض المسؤولية أيضًا – لكن على منتقديه وضع عدد من النقاط في الحسبان..

بدايةً لاعب عائد من إصابة، تتجدد عليه بين الحين والآخر، فحتمًا طريقة لعبه لن تكون بأريحية كبيرة، فما بالك بخوض تجربة جديدة في دوري ذو طابع خاص، مختلف كليًا عن السنوات التي قضاها نيمار في الملاعب!

هناك من نجح بالفعل في التأقلم سريعًا مع الأجواء السعودية، لكن ليس الكل فلح في ذلك، ونيمار واحد ممن لم يفلحوا بعد.

الأمر الثاني الذي لابد من وضعه في الحسبان، بعيدًا عن شعار “أينما يضعني المدرب سأثبت نفسي”، هو أن جيسوس يدفع به في الأساس خلف المهاجم، وهو المركز الذي أثبت أنه يقيد من قدرات نيمار بشكل كبير، إذ أن انطلاقاته الخطيرة وتحركاته ومراوغاته تكون في الأطراف بعيدًا عن زحام وسط الملعب وقلب منطقة جزاء الخصم.

وهو ما حدث عندما مُنح بعض الحرية بإعادته للطرف مع نزول ناصر الدوسري لوسط الملعب، وسحب الجناح مالكوم في الشوط الثاني، وإن كان قد ظهر لبضع دقائق من الشوط الثاني وليس بشكل كامل، لكن مع مرور المباريات، سيستعد نيمار نسخة أوروبا التي ينتظرها الجمهور الهلالي.

“نيمار يحتاج لاستعادة ثقته بنفسه وهذا سيحدث مع مرور المباريات” هكذا قال جيسوس عقب إهداره ضربة جزاء خلال ديربي الرياض الأخير أمام الشباب، ضمن الجولة الثامنة من دوري روشن، وقد صدق بالفعل.

خلاصة القول: على نيمار أن يدرك أنه ليس في نزهة و”رياضة المشي” يمارسها بعيدًا عن الهلال، وعلى الهلاليين كذلك أن يرفقوا به، فنسخة نيمار أوروبا تستحق الانتظار!