وصل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الأحد إلى البحرين في زيارة رسمية تستمر ليومين.
وتشهد الزيارة تدشينا رسميا لمبنى السفارة الإسرائيلية في العاصمة البحرينية المنامة، كما تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين، بحسب ما أفاد بيان للخارجية الإسرائيلية.
ومن المقرر أن يزور المسؤول الإسرائيلي قاعدة الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، حسبما أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية.
على أنه من المقرر أن يعود كوهين إلى إسرائيل في مساء الثلاثاء.
وتعدّ هذه الزيارة هي الأولى المُعلنة التي يقوم بها مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى أيّ من الدول الموقّعة على اتفاقيات أبراهام منذ عودة حكومة نتنياهو إلى السلطة في العام الماضي، عِلما بأنه لم يزر مسؤولون عرب بارزون إسرائيل خلال الفترة ذاتها، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وعن دلالة البدء بالبحرين، من بين دول اتفاقات إبراهام الأربع، رأت الباحثة والناشطة المجتمعية البحرينية منى عباس، أن إسرائيل إنما تستهدف بهذه الزيارة “تعزيز وجودها في بلد يمتلك قاعدة شعبية عريضة ترفض التطبيع”.
وقالت منى عباس لبي بي سي: “هذه القاعدة الشعبية استطاعت أن تعبّر عن موقفها بوضوح في الشارع البحريني وفي مؤسسات المجتمع المدني، كما استطاعت أن توصّل صوتها في الداخل والخارج”.
بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي البحريني سعد راشد، أن هذه الزيارة تأتي ضمن اتفاقية سلام تنتظم فيها بلاده مع إسرائيل، وأنها “عملية استكمال للعلاقات بين البلدين”.
“زيارة اعتيادية”
وقال راشد لبي بي سي: ” النقطة المهمة هي أن إسرائيل التزمت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين”.
وأضاف: “دوماً نلتمس الفوائد القومية للمملكة في مجالات التعاون الاقتصادي والبيئي والصحي – كل ذلك ينعكس على مصلحة الجانبين”.
وترفض منى عباس قائلة: “من الواضح منذ أن بدأت العلاقة التطبيعية سواء مع البحرين أو مع غيرها أن إسرائيل تحرص بشدة على ربط هذه الدول المطبّعة بعلاقات ثقافية وصحية … والعلاقات التطبيعية بالأساس تمّ التسويق لها إعلاميا بأنها لفتح الباب الاقتصادي والتجاري لمصلحة الطرفين”.
وعن أبرز الاتفاقات التجارية المتوقع إبرامها في هذه الزيارة، رجّح سعد راشد لبي بي سي، أن تتعلق هذه الاتفاقيات بالتسهيلات التجارية بين البلدين.
وفسّرت الناشطة البحرينية تأخُّر نشر خبر زيارة الدبلوماسي الإسرائيلي الأكبر عبر الإعلام الرسمي البحريني مقارنة بنظيره الإسرائيلي، بأن “هناك صوتا رافضا لهذا التطبيع، وأن هذا الصوت واضح في البحرين” على حدّ تعبيرها.
أما الكاتب والمحلل السياسي سعد راشد، فيرى أن “هذه الزيارة اعتيادية، وأنها تأتي في إطار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”.
وتأتي زيارة كوهين إلى البحرين بعد أيام من لغط أثير جرّاء الكشف عن لقاء جمع بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش التي فقدت منصبها على أثر ذلك الكشف، ما جرّ انتقادات على كوهين الذي اتُهم بإثارة غضب حلفاء عرب.
وكانت هذه الزيارة قد أُرجئت من جانب المنامة في يوليو/تموز، وذلك في أعقاب زيارة للمسجد الأقصى قام بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
ودشنت إسرائيل والبحرين علاقات دبلوماسية كاملة في سبتمبر/أيلول2020 ضمن اتفاقيات أبراهام التي أُبرمت برعاية أمريكية بين إسرائيل وأربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وفي البحرين، كما هي الحال في الإمارات والمغرب، يشهد الدعم الشعبي لاتفاقيات أبراهام تراجعا؛ فبحسب استطلاع رأي أجراء معهد واشنطن، تراجع هذا الدعم في البحرين من 45 في المئة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2020 إلى 20 في المئة في مارس/آذار الماضي.