- Author, غيتا باندي
- Role, بي بي سي- دلهي
أطلقت الهند أول مهامها الفضائية المخصصة لمراقبة الشمس، بعد أيام قليلة من إنجازها غير المسبوق عالميا بإنزال أول مهمة فضائية قرب القطب الجنوبي للقمر.
مهمة (أديتيا إل1) أقلعت من قاعدة سريهاريكوتا، السبت لتبدأ رحلة بمسافة تزيد عن 1.5 مليون كيلومتر، وهي 1 في المئة فقط من المسافة بين الأرض والشمس.
وحسب تقديرات وكالة الفضاء الهندية، سيستغرق الأمر نحو أربعة أشهر.
سميت المهمة باسم أديتيا ألهة الشمس في الديانة الهندوسية، بينما (إل1) هي رمزية تموضع المركبة في الفضاء بين الشمس والأرض.
وبمجرد وصول المهمة إلى نقطة التموضع المذكورة، سيكون بإمكانها الدوران حول الشمس، بنفس معدل دوران الأرض.
ومن المقرر أن تدور المهمة عدة مرات حول الأرض قبل الانطلاق نحو الشمس، بحيث يمكنها مراقبة النجم الصغير نسبيا، بشكل دائم، حتى عند اختفائها خلال الكسوف.
ولم توضح وكالة الفضاء الهندية كلفة الرحلة، لكن بعض التقارير تقدرها بنحو 3.78 مليار روبية بما يعادل 46 مليون دولار.
وتقول وكالة الفضاء الهندية إن المهمة تحمل 7 آلات تساهم في مراقبة الشمس، كتحديد سرعة الرياح الشمسية، وغيرها من أنشطة نجمنا الصغير.
ويقول العالم السابق في وكالة الفضاء الهندية ميلسوامي أنادوراي إن الشمس تؤثر بشكل مباشر في الأرض وطقسها، عبر الإشعاع والحرارة، والجزيئات المنبعثة من المجال المغناطيسي.
ويضيف “الطقس الفضائي يلعب دورا كبيرا في كيفية عمل الأقمار الاصطناعية، العواصف الشمسية يمكنها التأثير على الأجهزة الإلكترونية ومجمعات الطاقة، لكن لاتزال هناك فجوات في معرفتنا بطقس الفضاء”.
وتمتلك الهند أكثر من 50 قمرا اصطناعيا في الفضاء، تزودها بمعلومات كثيرة وهامة، وتساعدها في مكافحة الآفات الزراعية، وموجات الجفاف، وتوقع الكوارث.
ويدور حول الأرض حاليا نحو 10 آلاف قمر اصطناعي، بينها 7800 قمر ناشط.
ويقول أنادوراي “معرفة الأنشطة التي تقع في الشمس، مثل الرياح والانبعاثات الشمسية، لفترة مسبقة تصل إلى يومين، ستساعدنا في تحريك أقمارنا الصناعية بعيدا عن مصادر الأذى، ومد أعمارها الافتراضية، وخفض الكلفة”.
ويشير إلى أن المهمة ستدعم معرفتنا بالشمس التي يبلغ عمرها نحو 4.5 مليار سنة، وتعد حجر الأساس في مجموعتنا الشمسية.
وكانت الهند قد نجحت قبل أيام في أن تصبح رابع دولة في العالم تنفذ هبوطا مخططا دون حوادث على سطح القمر، بعد الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي السابق والصين.
وفي حال نجاح المهمة، ستكون الهند أحدث دولة تنضم لمجموعة قليلة من الدول التي تمتلك مهاما فضائية لمراقبة الشمس.
وكانت اليابان أول دولة تدشن هذا النشاط عام 1981، تلتها الولايات المتحدة، ثم الاتحاد الأوروبي، في حقبة تسعينيات القرن الماضي.
وأطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بالاشتراك مع وكالة الفضاء الأوروبية (إي أس أي) مهمة قبل عامين للدوران حول الشمس ودراستها، وجمع المعلومات عن قرب، ويقول العلماء إنها ستساعد في فهم نشاط الشمس.
وفي عام 2021، نجحت مركبة الفضاء (باركر سولار) التابعة لناسا في دخول التاريخ كأول مركبة فضائية تمر خلال هالة الشمس الخارجية.