التخطي إلى المحتوى

اعتبر ويليم ميدلكوب، مؤسس ومدير قسم المعلومات في “صندوق اكتشاف السلع – Commodity Discovery Fund، أن دعوة مجموعة البريكس لدول مثل الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للانضمام إلى الكتلة، خطوة خطيرة ومقلقة بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

مجموعة بريكس تجعلنا نذهب لمرحلة خطيرة

وقال مؤسس ومدير قسم المعلومات في صندوق اكتشاف السلع، إنه لا يشعر بالراحة تجاه كل هذه التطورات الخاصة بمجموعة بريكس، مضيفا ” أنه لا نقدر على أن نسميها الحرب العالمية الثالثة سريعا، لكننا نتجه نحو مرحلة خطيرة للغاية”.

وأضاف ميدلكوب، إن مؤتمر البريكس المكون من عدة دول سيتبعه حرب اقتصادية مالية، وفق قوله.

ومن المقرر أن تدخل عضوية بريكس الجديدة حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من يناير 2024. ومع ذلك، لم تؤكد المملكة العربية السعودية رسميًا الانضمام بعد ضمن الست دول المدعوة للانضمام من بينها مصر.

وحول موقف السعودية، أشار ميدلكوب إلى أنه لم يفاجأ برسائل السعودية، وقال “السعوديون لديهم صفقة “بترودولار” مع الولايات المتحدة منذ عام أكثر من عقود في بداية السبعينات، لذا عليهم أن يلعبوا مع الجانبين، لافتا إلى أن الصفقة بين الدولتين شهدت تجارة السعوديين للنفط حصريًا بالدولار مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة.

وأشار ميدلكوب، إلى أن حقيقة موافقة السعودية على ذكر اسمها في بيان البريكس يدل على وجود محادثات جادة بين تحالف البريكس والمملكة وسيظهر ذلك في المستقبل.

وقال ويليم ميدلكوب، مؤسس ومدير قسم المعلومات في صندوق اكتشاف السلع، إن الخطر الكبير التالي الذي يواجه العالم هو الحرب بين الولايات المتحدة والصين، والتي قد تصبح حقيقة يومًا ما”.

تمثل مجموعة بريكس دولة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا النسب التالية:

وذكر البنك الدولي أن نسب مجموعة بركيس تمثل نحو 42٪ من سكان العالم، و 30٪ من أراضي العالم، و 26٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و 18٪ من التجارة العالمية.

وأشار البنك، إلى أنه مع انضمام ستة أعضاء جدد إلى صفوف مجموعة بريكس، سترتفع النسب الحالية إلى 46٪ من سكان العالم، و 29٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و 25٪ من الصادرات العالمية.

وأشار بنك ING، إلى أن أهم تغيير في حصة إنتاج النفط العالمي. قبل التوسع، كانت مجموعة البريكس تسيطر على حوالي 20٪ من إنتاج النفط العالمي. وبعد انضمام السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران، ستمثل نسبة النفط 42٪ على الأقل من إنتاج النفط العالمي.

وقال ميدلكوب، إن مجموعة البريكس تبني تحالفًا قويًا للغاية مناهضًا للغرب، وهو تحالف مناهض للدولار والعملة الأجنبية. وأعتقد أن هناك سببًا يدعو الولايات المتحدة للقلق. لكن هذا لا يعني أن الدولار سينهار في غضون عاما واحد فقط.

ما الذي يوحد دول البريكس؟

ويرى ميدلكوب، أن إضافة ستة أعضاء آخرين من السعودية ومصر وإيران يعني أن كتلة البريكس ستتضاعف، علاوة على ذلك، ينتظر المزيد من البلدان الانضمام، حيث أعربت أكثر من 40 دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، وقدمت 22 دولة طلبات رسمية للانضمام وتم وضع قائمة للانتظار، معلقا: “لقد سئمت تلك الدول من النفاق الغربي، هذه الدول تشعر الآن بأنها متحدة في اشمئزازها من الغرب”، وفق قوله.

العملة الموحدة لبريكس

سلطت قمة البريكس التي انعقدت منذ أيام، الضوء على أن القمة المقبلة للمجموعة ستركز على السير قدمًا نحو شكل من أشكال العملة المشتركة، حيث تلقى وزراء المالية والبنوك المركزية لأعضاء التكتل، تعليمات للنظر في عملة مشتركة وجعل ذلك أولوية لقمة العام المقبل، التي تستضيفها روسيا في قازان في أكتوبر 2024.

وتعتبر دولة روسيا والبرازيل من أكبر المؤيدين للعملة الموحدة لمجموعة البريكس التي يمكن أن تدعمها السلع وتنافس الدولار الأمريكي وتخفض من قيمته.

وقال مؤسس ومدير قسم المعلومات في “صندوق اكتشاف السلع: “إذا كانت هذه هي بداية بريتون وودز الثالث، إذا كانت هذه بداية نظام نقدي جديد يتمحور حول الذهب والسلع، فسيكون الأمر مختلفا كثيرا في المستقبل”.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للنظام النقدي الدولي وسعر الذهب

قال ميدلكوب: إن النظام النقدي الدولي من صنع الإنسان” ومن الممكن تغييره، حيث يمكننا الابتعاد عن نظام يتمحور حول الدولار نحو مرحلة جديدة من استخدام عملة مشتركة جديدة، وقد يكون هناك فكرة حول إعادة هيكلة الديون وإعادة تقييم الذهب”.

وتوقع ميدلكوب، أن يلعب الذهب دورًا رئيسيًا في النظام الجديد من قبل مجموعة بريكس، بسبب كمية الذهب المملوكة للبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، موضحا أن تراكمت كميات كبيرة من الذهب المادي لدى المحور الشرقي، شئ جيد، ويعتبر علامة في حد ذاتها لأنها تظهر بوضوح أن الدول تتوقع حدوث شيء ما داخل النظام النقدي، ولكن أي دولة ستتخذ الخطوة الأولى.

لا يستبعد مؤسس ومدير قسم المعلومات في “صندوق اكتشاف السلع، مفاجأة الولايات المتحدة للدول الأخرى ومحاربتهم لها بجعل الدولار مدعومًا بالذهب مرة أخرى، متوقعا تحركًا قويًا للغاية في الذهب والفضة في السنوات 5 إلى 10 القادمة.

“يمكنك أيضًا إلقاء نظرة على النسبة بين الذهب ومقدار الأموال الورقية المتداولة. لقد رأينا الذهب يعاد تقييمه أعلى بكثير، وتغيرت أسعاره كثيرا بين 2000 – 2011”. “لذلك بمجرد أن يحدث سيناريو إعادة التقييم بالنسبة للذهب، سيرتفع بشكل كبير، متوقعا أن ينتقل الذهب إلى 10000 دولار”.