التخطي إلى المحتوى


الشرقية – فتحية الديب

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023 03:02 م


 


قال الشيخ عبد الفتاح الطاروطى القارئ بالإذاعة، إن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي له نقطة فارقة في حياته، مضيفًا: تكريم يمثل نقلة نوعية وحيوية وروحية في حياتي الشخصية والعملية بعد رحلة عطاء ، وذلك بعد 45 عام من وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى مصحوبا بشهادة من الرئيس.


وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”: حين وصلت بكرسي متحرك لقاعة الاحتفال، مدير مكتب الرئيس قال لي اطمن ياشيخ الرئيس قالي لازم أنزل أكرم الشيخ عبدالفتاح على كرسيه وسيادة الرئيس بيحبك ولا تتحرك من مكانك على كرسيك.


وتابع: عندما نزل الرئيس قولت له خطوات حضرتك وسام أكبر من أي وسام، فقال لى الرئيس ده إكرامًا للقرآن وإحنا بنحبك، قولت له رسالة اصبر كما صبر أولي العزم والرسل، قال لي الرئيس ربنا يجعلنا من أولو العزم.


وأشار الشيخ عبد الفتاح الطاروطى القارئ بالإذاعة والوطن العربى، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل كلماته بكل حب ورضا، مشيرًا إلى أنه أراد أن يبعث له بهذه الرسالة لأننا على مرحلة فارقة، وكان ذلك لسان حال كل أهل القرآن.


كان “اليوم السابع” أجرى حوارًا مطولًا مع الشيخ عبدالفتاح الطاروطي صاحب الصوت الجميل الذى ارتدى العمامة وعمره 11 سنة وقرأ بجوار كبار المقرئين وهو طالب فى الصف الأول الإعدادى الأزهرى وحفظ القرآن وعمره 8 سنوات وتم تكريمه فى العديد من الدول الأوروبية والعربية.


وقال الشيخ عبد الفتاح الطاروطى القارئ بالإذاعة والوطن العربى، خلال حواره لـ اليوم السابع، إنه حفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية، والكتاب هو الأصل لكل من يرغب فى حفظ القرآن الكريم، وحافظ القرآن فى الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، وجميع أعلام قراء القرآن حفظوا القرآن فى الكتاب، وأضاف أنه أنشأ معهد بقريته لأعداد قراء القرآن الكريم والمبتهلين لتعليم القرآن بالأحكام والتجويد بصورة صحيحة، تحت إشراف طبى من أطباء أذن وحنجرة، وأوضح أنه كرم من عدد من رؤساء الدول والملوك، وأسلم على يده 16 أجنبيا لكنه يرى أنه ليس بعد حفظ القرآن تكريم.


وأوضح الشيخ الطارطي خلال حواره لـ اليوم السابع، أن نشأته كانت فى قرية طاروط، إحدى قرى الريف المصرى، التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، قائلًا: ولدت عام 1965 وكنت الابن الأكبر، لأسرة بسيطة، الأب حافظ لكتاب الله والأم سيدة بسيطة ترعى شئون الأسرة، وكانت محبة لأهل القرآن الكريم، ومن هنا تعلق قلبى بحب القرآن الكريم وأنا فى سن صغيرة، وأكرم الله أشقائى بحفظ القرآن، وهما الشيخ محمد قارئ الإذاعة والتليفزيون وعبد الله إمام وخطيب وقارئ والدكتورة عزة طبيبة أسنان وهناء مديرية مدرسة، كما أن أبنائى من حفظة القرآن الكريم وهم “أسماء” الابنة الكبرى طالبة بكلية الصيدلة و”أحمد” كلية شريعة وقانون و”محمود” بالإعدادية، ونعيش جميعا من خير القرآن الكريم.


وعن عمر الشيخ وقت حفظه للقرآن الكريم، قال: عندما أتممت الثالثة من عمرى، بدأ والدى يحفظنى القرآن وأرسلنى إلى كتاب القرية، وكان شيخ الكتاب الشيخ عبد المقصود السيد النجار، الذى اكتشفنى وأثنى على بأنه وجد بعض النغمات القرآنية تخرج منى، وأتمت حفظ القرآن وعمرى 8 سنوات، وكان للشيخ النجار الدور الأهم فى حياتى، حيث آمن بموهبتى وبدأ يتيح لى الفرصة لتلاوة القرآن فى مأتم القرية، والانطلاقة الحقيقة كانت فى مدينة الزقازيق، حيث كنت أعيش مع خالى أثناء دراستى بمعهد الزقازيق الأزهرى، حيث كانت الإذاعة الصباحية قاصرة على “الطاروطى” وارتديت العمامة وعمرى 11 سنة، وقرأت بجوار كبار الكتاب أمثال الشيخ سعيد عبد الصمد والشيخ محمد الليثى، والشيخ الشحات أنور، والشيخ محمد هليل، إلى أن أكملت دراستى وتخرجت من كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية بتقدير عام جيد جدا.


وحول التساؤل عما إذا كان هناك تراجع لدور الكتاب فى تحفيظ القرآن الكريم، وأيهما أفضل فى التحفيظ الكتاتيب أم المعاهد الأزهرية، قال الطاروطي: نعم.. ومن بعد الكتاب فقدنا أصول اللغة العربية، فحافظ القرآن الكريم كان يتعلم أصول اللغة العربية أيضا فى الكتاب، والكتاب هو الأصل لكل من أردا أن يحفظ القرآن الكريم، ونحن فى وقت قد خلت منه الكتاتيب، ما جعل هناك قلة فى حفظ القرآن الكريم، وحافظ القرآن فى الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، كما أن جميع أعلام وقراء القرآن الكريم فى الوطن العربى، حفظوا القرآن فى الكتاتيتب، والكتاب نعمة حرمنا منها وكان فى قريتنا أكثر من سبعة كتاتيب وحاليا أصبح لا يوجد كتاب، وأرجو من الأزهر تقديم الدعم للكتاتيب، لأن ذلك سيعود بالنفع على حفظ القرآن الكريم، والكتاتيب هى الأفضل فى تحفيظ القرآن الكريم، كما أن الطفل يتعلم فيها الخط الجميل والألفاظ الصحيحة.


وعن بداية ذياع صيت الطاروطي، يقول الشيخ: كما قلت لكى فى مدينة الزقازيق، حيث عينت خطيبا وإمام بوزارة الأوقاف، ومع كل خطبة فى صلاة الجمعة كانت شعبتى تتزايد، والتحقت بالإذاعة وعمرى صغير، وكنت أصغر قارئ، يلتحق بالإذاعة عام 1993 وعمرى كان 28 سنة، واختبرت أمام لجنة من أعظم المقرئين فى مقدمتهم الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ والشيخ محمود الحصرى، وفزت من المرة الأولى، وبدأت رحلتى إلى أن أكرمنى الله بأن حصلت على لقب “كروان القراء”، ومن هنا كان اختيار وزارة الأوقاف لى لأشارك فى بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية.


وحول رحلته مع العالم الخارجي يقول الطاروطي: بدأت صيتا عالميا برحلة قرآنية سنة 1996، بدعوة من المركز الإسلامى فى أوكلاند التابعة لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، وتميزت عن غيرى من القراء فى هذه الرحلة بتفسير الآيات التى أقرأها، والحمد لله أسلم على يدى فى هذه الرحلة عشرة من الأمريكيين، ومنذ ذلك الحين توالت سفرياتى كأحد سفراء القرآن الكريم إلى دول العالم المختلفة، ففى عام 2000 سافرت إلى إسبانيا بدعوة شخصية لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك بالمركز الإسلامى المعروف باسم مسجد الملك خالد، وقمت بإلقاء الدروس الدينية للسيدات بعد صلاة العصر وفى المساء للرجال، وكان ثمرة ذلك أن أسلم على يدى خمس سيدات أصبحت واحدة منهن داعية إسلامية، ووهبت نفسها لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أسلم على يدى شخص بجنوب أفريقيا، وفى عام 2001 وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية، تم اختيارى من وزارة الأوقاف رئيسا لبعثتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء ليالى رمضان هناك، وحصلت على الدكتوراه الفخرية، من الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان، تقديرا لدورى فى خدمة القرآن الكريم، وبذلك أكون ثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.


وأشاد الطاروطي بمعاملة المقرئين خارج مصر، بقوله: نتعامل كسفراء للقرآن الكريم، وكنت فى سلطنة بروناى وقام رئيسها السلطان “حسن بلقيه” باستقبالى رسميا بالمطار تقديرا للقرآن الكريم، كم أن جميع الملوك والرؤساء يقدرون مكانة قراء القرآن الكريم، وسبق وأن قام السيد “هاشمى رفسنجانى “رئيس إيران الأسبق باستقبالى رسميا فى المطار سنة 2000، وقال لى نحن نقدر قراء القرآن الكريم ونحترمهم واستقبالنا لهم فى أرض المطار يعبر عن حبنا لهم، كما أن الرئيس أحمدى نجاد عندما زار مصر لأول مرة سنة 2012 طلب أن يكون القارئ الشيخ الطاروطى.


وأشاد الشيخ الطاروطي بعدة تكريمات لا ينساها، قائلًا: ليس بعد تكريم القرآن تكريم، لكن هناك تكريمات بشرية، كانت عبارة عن أوسمة ونيشيان من عدد من الرؤساء وملوك الدول العربية، وحصلت على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان، بعد تلاوة سورة يوسف، وهذا تكريم أعتز به، ومؤخرا أصبح عدد من شباب القراء الجدد يسافرون إلى باكستان ويدعى أنه حصل على الدكتوراه.


وحول آلية تقيم حفظة كتاب الله، يقول الشيخ الطاروطي: نختار على أساس العلم والثقافة والخبرة، وشرفت بأن حكمت فى 13 مسابقة داخل وخارج مصر، وتم اختيارى من قبل رئيس الإذاعة الأستاذة “نادية مبروك” لأكون محكما فى مسابقة الأصوات الحسنة التى ترعاها إذاعة صوت العرب، بإشراف من الأزهر الشريف، كما تم اختيارى لأكون محكما فى المسابقة الدولة بمحافظة بورسعيد على روح المرحوم الشيخ “محمد رفعت” تحت إشراف رئيس مجلس الوزراء، وتم تكريمى من محافظ بورسعيد بإهدائى درع المحافظة من اللواء عادل الغضبان، كما دعيت فى تكريم أول دفعة من الحاصلين على الدرجات العلمية فى هيئة الرقابة الإدارية.