التخطي إلى المحتوى

وفي المراحل التالية من التعليم، يجري تدريب الطلبة على حفر الخنادق وإلقاء القنابل اليدوية واستخدام الأسلحة النارية المحشوة بالذخيرة الحية.

وجهة نظر الحكومة 

وتقول روسيا إن الأمر “استثمار مهم”، وفقا لتقرير لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن “الأنشطة العسكرية في المدارس ترمي إلى تعزيز شعور المساعدة المتبادلة ودعم الرفاق والارتقاء بالأخلاق العالية والصفات النفسية، إلى جانب إعداد الجيل الشاب للخدمة في القوات المسلحة لروسيا الاتحادية”.

ملامح العسكرة

تشهد المدارس في شتى أرجاء روسيا تمجيد الخدمة العسكرية في القوات المسلحة، ويجري فيها تشكل “سرايا تطوعية” أفرادها مراهقون، كما أن المنهاج الدراسي جرى تعديله لتعزيز فكرة الدفاع عن الوطن.

وباختصار، يجري الأمر كما لو أن الأطفال في روسيا يجري تأهيلهم للحرب.

وزادت ملامح “عسكرة المدارس في روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، علما أن هذه الإجراءات كانت موجودة قبل ذلك لكن على نطاق أضيق.

ويقول وزير التعليم الروسي سيرغي كرافتسوف، إنه يوجد حاليا أكثر من 10 آلاف “ناد عسكري وطني” في المدارس والكليات في البلاد، يشارك في أنشطتها أكثر من ربع مليون طالب.

مادة جديدة

وفي أغسطس الماضي، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قانونا يدخل مادة جديدة إلى المنهج الدراسي، هي “مبادئ الأمن والدفاع عن الوطن الأم”.

وكجزء من هذه المبادرة، روجت وزارة التعليم لزيارة الطلاب للوحدات العسكرية، وتعليمهم ألعابا رياضية عسكرية، ولقاء عسكريين متقاعدين، وتلقي دروس عن الطائرات المسيّرة.

كما سيتلقى طلبة المدارس الثانوية دروسا على استخدام الأسلحة بالذخيرة الحية، تحت إشراف ضباط متمرسين في الجيش.

ويجري اختبار هذا البرنامج حاليا على أن يدخل حيز التنفيذ بشكل شامل في روسيا عام 2024، وتقول الوزارة إنه جرى تصميمه  بهدف “غرس التقاليد العسكرية” في نفوس الطلبة.

ولا يقتصر الأمر على منهاج جديد، إذ جرى تعديل مادة التاريخ المقررة على طلبة المدارس الثانوية.

ويضم كتاب التاريخ الدراسي الجديد شبه جزيرة القرم بوصفها جزءا من روسيا، أما غلاف الكتاب فعليه صورة الجسر المؤدي إلى شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014.

ويقول المنهج إن “أوكرانيا أعلنت صراحة رغبتها في الحصول على أسلحة نووية” لتبرير الهجوم على كييف، كما “أن عقوبات غير مسبوقة فرضت من جانب الغرب على روسيا لتدمير اقتصادها بأي وسيلة”.

تأييد الآباء

ويبدو أن الآباء في روسيا يؤيدون هذه الحملة، وفقما تظهر استطلاعات للرأي.

وعلى سبيل المثال، نشرت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية الحكومية استطلاعا للرأي يقول إن 79 بالمئة من الآباء يؤيدون اطلاع أطفالهم على مقاطع فيديو تتحدث عن الحرب.

وتتحدث الكثير من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، عن أن العديد من الروس يعتقدون أن بلادهم محاصرة بالقوى المعادية.

ولم يعد من خيار أمام روسيا سوى الدفاع عن نفسها، بحسب هؤلاء، ويجري نقل هذه الرسالة التي يكررها بوتين ووسائل الإعلام الرسمية إلى المدارس حاليا.