التخطي إلى المحتوى

السيد فيصل بن تركي آل سعيد: رؤية 2030 جعلت المواطن السعودي محور التنمية وقادت المملكة لمسيرة التقدم والازدهار

سفير عمان لـ«الرياض»: نستذكر في اليوم
الوطني عمق العلاقات التاريخية السعودية – العمانية

خادم الحرمين يستقبل صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بحضور سمو ولي العهد

ونحن نحتفل في المملكة بيومنا الوطني المجيد الثالث والتسعين هذا اليوم التاريخي الذي أصدر فيه جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيّب الله ثراه- المرسوم الملكي رقم 2716 بتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ الذي قضى بتحويل اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها) إلى (المملكة العربية السعودية) تتداعى الصور والمشاعر إزاء هذه المناسبة العزيزة، ولأننا في دول مجلس التعاون الخليجي كُلٌّ لا يتجزأ نتشارك الأفراح معاً ونتآزر في الأتراح سوياً مجسدين روح الأخوّة والتعاون كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضُه بعضاً يسعدنا في هذه المساحة استضافة صاحب السمو السيد فيصل بن تركي بن محمود آل سعيد سفير سلطنة عمان الشقيقة لدى المملكة فإلى الحوار:

*ماذا يمكن أن يقول سموكم الكريم في هذه المناسبة السعيدة والمملكة تحتفل بيومها الوطني الثالث والتسعين؟

  • بداية يسرني في هذه المناسبة العزيزة أن أتقدم بالتهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود – حفظهما الله – وإلى الشعب السعودي الشقيق داعياً المولى عزوجل أن يحفظ المملكة وأن ينعم عليها بالأمن والرخاء والاستقرار.

نستذكر في هذه المناسبة النجاحات الكبيرة التي حققتها المملكة في كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات مع الرؤية الطموحة 2030 التي جعلت المواطن السعودي محور التنمية وقادت المملكة إلى مسيرة التقدم والازدهار.

وبهذا المناسبة أود أن أؤكد على عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بلدينا الشقيقين وما تشهده من تطور متسارع ولافت في كافة المجالات تعززه الوشائج الأخوية وأواصر القربى وحسن الجوار.

*في الحادي عشر من ديسمبر عام 1971 وبعد توليه مقاليد الحكم في سلطنة عمان زار جلالة السلطان قابوس بن سعيد السعودية تلبية لدعوة تلقاها جلالته من أخيه جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمهما الله- وفي الحادي عشر من يوليو عام 2021م كانت السعودية هي المحطة الخارجية الأولى لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم بعد توليه مقاليد الحكم تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله ورعاهما-، وما بين الزيارتين وما بعدهما هناك قصص تروى عن قوة وثبات العلاقات السعودية العمانية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، هلاّ تحدثتم سموكم عنها؟

  • منذ بداية النهضة المباركة التي أسسها السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – كانت الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين الشقيقين متواصلة، وتعد أحد الركائز الأساسية لتعزيز العلاقة الأخوية والتي استمرت حتى يومنا هذا، وتزداد هذه العلاقة رسوخاً يوماً بعد يوم، وقد دخلت هذه العلاقة مرحلة جديدة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – تأكيداً منه على أهمية ترسيخ هذه العلاقة التاريخية مع المملكة لما فيه خير ومصلحة البلدين الشقيقين، فبعد الزيارة الأولى التي قام بها السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – إلى السعودية ولقائه بالملك فيصل – رحمه الله – في عام 1971م، صدر بيان مشترك عقب تلك الزيارة تضمن إعراب الزعيمين عن نيتهما التعاون الخالص البناء لصالح شعبيهما وجميع دول المنطقة وبما يحقق الأمن والاستقرار.

    واستمرارا للزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، استقبل السلطان قابوس – طيب الله ثراه – الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله – في العاصمة مسقط في مارس عام 1976م.

    تلى ذلك توقيع السلطان قابوس بن سعيد والملك فهد بن عبدالعزيز – طيب الله ثراهما – اتفاقية ترسيم الحدود بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية في 21 مارس 1990م في مدينة حفر الباطن بالمنطقة الشرقية، وتم تبادل الخرائط النهائية لخط الحدود الدولي بين البلدين الشقيقين في يوليو عام 1995م، وهي الخطوة العملية الأخيرة في ترسيم الحدود البالغ طولها أكثر من 650 كم.

    وعلى مدى الخمسين عاماً الماضية شهدت العلاقات العمانية السعودية تطورات ملحوظة، حيث تم تبادل الزيارات على مستوى القيادات العليا، وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات للتعاون في العديد من المجالات، وزاد عدد السياح السعوديين لعمان، ودرس العشرات من العمانيين في السعودية، وتعززت التبادلات التجارية والاستثمارية.

وفي بادرة مقدرة لمشاركة العمانيين في أحزانهم، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة مسقط في 13 يناير 2020م لتقديم واجب العزاء لأخيه السلطان هيثم بن طارق في وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه.

وفي العهد الجديد لمولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله – كانت المملكة المحطة الأولى للسلطان هيثم بن طارق في زياراته الخارجية بتاريخ 11 يوليو 2021م بعد توليه مقاليد الحكم وذلك تأكيداً لمكانة المملكة وقيادتها على المستويين الرسمي والشعبي في سلطنة عمان، علماً بأن الزيارة شهدت توقيع مذكرة تفاهم بشأن تأسيس مجلس التنسيق السعودي العماني برئاسة وزيري خارجية البلدين، والذي يؤمل أن يعقد اجتماعه الأول في شهر نوفمبر القادم.

ومؤخراً قام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بزيارة إلى سلطنة عمان في مطلع ديسمبر 2021م في أول زيارة لسموه إلى السلطنة، حيث التقى بصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه-، وتزامن مع تلك الزيارة التوقيع على (13) مذكرة في قطاعات مختلفة، كما تم خلال الزيارة الإعلان عن افتتاح منفذ الربع الخالي الرابط بين البلدين.

وتأتي زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان الخاصة لسلطنة عمان بتاريخ 11 سبتمبر 2023م امتدادا لهذا التواصل والتنسيق والتشاور المستمر بين البلدين.

*تأكيداً على تأطير التعاون في المجال الاستثماري بين البلدين الشقيقين وقّع جهاز الاستثمار العماني وصندوق الاستثمارات العامة السعودي مذكرة تفاهم لتوسيع فرص التعاون والاستثمار، ما أبرز ملامح وأهداف هذه المذكرة؟

-تجسيدا لعمق العلاقات العمانية السعودية والروابط المشتركة بين البلدين، تم توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز الاستثمار العماني وصندوق الاستثمارات العامة السعودي للتعاون في مجال استكشاف الفرص الاستثمارية الجاذبة للشركة السعودية العمانية للاستثمار التي ستقوم باستثمار مبلغ 5 مليارات دولار أمريكي في مختلف القطاعات الاقتصادية الواعدة بسلطنة عمان، وتوسيع فرص التعاون والتكامل الاقتصادي والدفع بعجلة الاستثمار من خلال تطوير شراكات استراتيجية والإسهام في تحقيق التنويع الاقتصادي ونمو القطاع الخاص في البلدين انسجاما لطموحات رؤى البلدين الشقيقين عبر رؤية عمان 2040 ورؤية المملكة 2030.

*انعقد مؤخراً الاجتماع الأول للجنة التنسيق السياسي والدبلوماسي المنبثقة عن مجلس التنسيق السعودي العماني، إلى أي مدى تم بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسُبل تطويرها؟

-لجنة التنسيق السياسي والدبلوماسي هي واحدة من اللجان الخمس المنبثقة عن مجلس التنسيق العماني السعودي، عقد الاجتماع على مستوى أصحاب السعادة رئيسي اللجنة برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة خارجية سلطنة عمان للشؤون السياسية رئيس الجانب العماني في اللجنة، وسعادة السفير الدكتور سعود بن محمد الساطي وكيل وزارة خارجية المملكة العربية السعودية للشؤون السياسية رئيس الجانب السعودي في اللجنة.

أكد صاحبا السعادة على عمق العلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، وأهمية بحث السبل الكفيلة بتعزيزها في مختلف المجالات والأصعدة وعلى وجه الخصوص المجالات السياسية والاستراتيجية وحرص واهتمام القيادتين في البلدين – حفظهما الله – على تعزيز العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة بما يعود بالخير على الجميع، واتفقا على أهمية تعزيز التواصل والتشاور بين المسؤولين في وزارتي خارجية البلدين وعلى تكثيف الزيارات الثنائية والتنسيق بشأن القضايا التي تهم الجانبين.

*يعد الطريق البري الرابط بين المملكة والسلطنة والبالغة مسافته 564 كيلومتراً أعجوبة هندسية حيث تم تنفيذه وسط تضاريس صعبة ومناخ ٍ قاس ٍ في منطقة صحراوية شاسعة بحجم الربع الخالي، ماذا أضاف هذا الطريق للبلدين منذ افتتاحه حتى الآن؟

-شكل الطريق منذ افتتاحه في 11 ديسمبر 2021م كأول منفذ بري مباشر يربط سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، أهمية متزايدة لتسهيل حركة العبور بين البلدين الشقيقين بصورة مريحة لمستخدمي الطريق. فقد وصل حجم التبادل التجاري للصادرات والوردات عبر منفذ الربع الخالي إلى مستوى 323.8 مليون ريال عماني لعام 2022 بما يوازي 12% من حجم التبادل التجاري الإجمالي الذي ناهز 2.7 مليار ريال عماني في 2022م. هذا النشاط التجاري لمنفذ الربع الخالي في أول سنة منذ إفتتاحه، يشير إلى الأهمية الواسعة التي يمثلها هذا الشريان الحيوي بين البلدين، وإمكانية تطوير ذلك الحراك الاقتصادي والتجاري مع اكتمال الخدمات على طول الطريق في المستقبل القريب.

العلاقات السعودية – العمانية عميقة الجذور وتتطلع للمستقبل

السفير العماني يتحدث لـ«الرياض»

السيد فيصل بن تركي آل سعيد