القاهرة (الاتحاد)
قبل زهاء 300 عام من الآن، وتحديداً في 22 فبراير عام 1727، وضع الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، اللبنة الأولى لتأسيس المملكة العربية السعودية، وهو ما شكل حدثاً تاريخياً مهماً غيّر وجه التاريخ العربي والإسلامي عبر مسيرة من الإنجاز والبناء والإبداع استمرت على مدى 3 قرون. وانطلاقاً من اعتزاز أبناء وقادة المملكة العربية السعودية بالجذور الراسخة لبلادهم، وارتباطهم بالقادة التاريخيين والمؤسسين للمملكة منذ عهد الإمام محمد بن سعود، أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في 27 يناير 2022 أمراً ملكياً بتخصيص يوم 22 فبراير من كل عام للاحتفاء بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى تحت مسمى «يوم التأسيس»، واعتباره مناسبة وطنية وإجازة رسمية في جميع أنحاء المملكة.
يوم التأسيس
في 22 فبراير عام 1727، تولى الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن مقاليد الحكم في إمارة الدرعية التي كانت على موعد مع مرحلة جديدة في تاريخها، بدأت بوصول الإمام محمد بن سعود إلى سدة الحكم، حيث نجح في تأسيس الدولة السعودية الأولى، واتخذ من مدينة الدرعية التي تبعد عن الرياض 20 كيلومتراً عاصمة لدولته.
وعمل الإمام محمد بن سعود خلال السنوات الأولى للدولة السعودية الوليدة على تأمين الاستقرار داخلها، وفي محيطها من البلدات والقبائل، وحماية وتأمين طريق الحج والتجارة، كما عمل على توحيد المناطق في نجد.
استقرار وازدهار
توفي الإمام محمد بن سعود خلال عام 1765، ومن بعده استمرت الدولة السعودية الأولى في عهد الأئمة من أبناء الإمام محمد بن سعود، وسار أبناء الإمام على نهج أبيهم في إرساء دعائم الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، وقد صمدت الدولة السعودية الأولى حتى عام 1233 هجري الموافق 1818 ميلادي.
وبعد الدولة السعودية الأولى، مرت المملكة بمرحلتين استمرت الأولى من 1824 إلى 1891، حيث استعاد الإمام تركي بن محمد بن سعود دولة جده، وعُرفت بـ «إمارة نجد»، واتخذ من الرياض عاصمة لها. وأما المرحلة الثانية، فبدأت من يناير عام 1902 ميلادي، حيث أسس الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، الدولة السعودية الثالثة.
وبعدها واصل الملك عبدالعزيز آل سعود جهوده على مدى 30 عاماً من أجل توحيد دولته، وفي 23 سبتمبر من عام 1932، أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود مرسوماً ملكياً برقم 2716 للإعلان عن توحيد المملكة، وتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد إلى المملكة العربية السعودية، وهو ما يوافق اليوم الوطني السعودي الذي تحتفل به المملكة في 23 سبتمبر من كل عام.
وعلى مدى التسعة عقود الماضية، تولى حكم المملكة العربية السعودية 7 ملوك، بداية من المؤسس، الملك عبدالعزيز آل سعود، حتى تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الحكم في 2015.
وتعيش المملكة العربية السعودية الآن نهضة حضارية شاملة على مختلف الصُعُد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية بفضل التطورات الاستراتيجية التي شهدتها عبر برامج إصلاحية شاملة، أبرزها «رؤية 2030» التي أطلقت في 25 أبريل عام 2016، وهي تمثل خريطة طريق نحو تنمية وطنية مستقبلية شاملة، وتهدف إلى خفض اعتماد المملكة على النفط وتنويع مصادر الدخل عبر حزمة من الإصلاحات الاقتصادية غير المسبوقة، ومن خلالها يسعى السعوديون إلى تحقيق الاستقرار المالي وتنويع مصادر الدخل.