التخطي إلى المحتوى

في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية، تتعالى الأصوات المطالبة بعدم تسييس كارثة العاصفة التي ألحقت بالبلاد خسائر بشرية ومادية فادحة.

البداية، كانت في مطالبة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، القياداتِ السياسية إلى تجنب التوظيف السياسي للكارثة، والتكاتف ونبذ الخلافات لتخطي الصعاب.

وناشد المنفي جميع القوى الوطنية الليبية لوحدة الصف وتوحيد كل جهودها لتجاوز هذه الأزمة من أجل سلامة الوطن والمواطنين.

كما ناشد المنفي، الدولَ والمنظماتِ الدولية كافة بدعم بلاده لمواجهةِ كارثة العاصفة التي وصفها بأنها أكبرُ من قدرات بلاده.

ومن جانبه، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على دعوة المنفي، مطالبا الليبيين بالتوحد لمواجهة الأزمة.

كما أعرب عن تمنياته في أن تمر هذه الأزمة سريعا بوحدة الليبيين معا.

إشادة دولية 

مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، أشاد بالفعل بتكاتف المؤسسات المحلية من كافة المناطق للمساعدة في مواجهة آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحت شرق ليبيا، وفقا لوكالة الأنباء الليبية.

وحيا المبعوث الأممي كذلك الجهود التي وصفها بالبطولية لفرق الإنقاذ من كافة أفراد المجتمع من عسكريين وأمنيين ومسؤولين على المستويات الوطنية وعلى مستوى البلديات، مشددا على أن سكان شرق البلاد في حاجة ماسة إلى كل أنواع المساعدة.

كما ثمّن باتيلي في رسالته جهود الدول التي قدمت الدعم لليبيا واصفا الوضع في شرق البلاد بالكارثي.

من جانبه، ثمّن الدكتور يوسف الفارسي رئيس قسم العلوم السياسية جامعة درنة، دعوة رئيس المجلس الرئاسي الليبي التي طالب فيها القياداتِ السياسية إلى تجنب التوظيف السياسي للكارثة، والتكاتف ونبذ الخلافات لتخطي الصعاب.

وأعرب الفارسي، في مقابلة مع قناة الغد، عن أمله في تكاتف القوى السياسية الليبية لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية الكبرى.

وأكد أن الإمكانيات المتوفرة حاليا في ليبيا لا تلبي متطلبات الإغاثة في المناطق المتضررة، وهو ما يتطلب تكاتف جهود كافة القوى الليبية.

 

كما قال، الدكتور أحمد العبود، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي، إن البعد السياسي هو سابق لأزمة العاصفة في ليبيا لكن تم تجميده لصالح البعد الإنساني في الأزمة لأن الكارثة كبيرة ولم تعشها ليبيا منذ زمن.

وأكد العبود على ضرورة عدم استغلال الأزمة سياسيا، حيث أن التحديات أمام فرق الإنقاذ كبيرة وأبرزها إيصال الخدمات والكهرباء وشبكات الاتصال والإنترنت التي انقطعت منذ يومين من أجل الوصول لأكبر عدد من المحاصرين في مناطق معزولة.

وأضاف، في مقابلة مع الغد: «أصبح هناك حديث عن جسر جوي من طرابلس.. حكومة الدبيبة، عبر المصرف المركزي الليبي، عمدت إلى ضخ سيولة مالية تقدر بـ5 مليار دينار في عملية تضامن ومساندة أشقائهم ودعمهم في المنطقة الغربية».

وتابع: «اليوم تلقت ليبيا عدة مساعدات من الأشقاء العرب، وبدء العمل الميداني مستفيدا من الخبرة الدولية من جهة ومن التقنيات الحديثة المقدمة من أجل انتشال الضحايا، غير أن البنية التحتية الهشة والسدود التي كانت بحاجة لصيانة ولم تكن سعتها التخزينية قادرة على التخزين جراء العاصفة الذي تفاجأت به بكميات كبيرة تفوق سعتها التخزينية ومن ثم لم تتحمل السدود لذا انفجرت فكانت الكارثة التي وقعت في درنة، ومن ثم فالضحايا في تزايد والمفقودين أيضا في تزايد بالرغم من الجهود المبذولة.

وقال إن المرحلة الأولي في إدارة الأزمة في ظل الإمكانيات وقلة الخبرة والتقنيات تسير بشكل جيد ومعقول، وتم طرح برامج من قبل البلديات لاستضافة النازحين وعمل مستشفيات ميدانية في درنة وإنشاء مراكز لتلقي المساعدات الإغاثية، وتسير الأمور وفقا لخطة مرسومة من قبل لجنة الطوارئ.

لكن الأكاديمي أكد على أن الطبيعة الوعرة في منطقة الجبل الأخضر وتقطّع الطرق في خطوط الإمداد بين المدن الرئيسية، يصعّب من المهمة، لكن الجيش الليبي يحاول توصيل الخطوط ببعضها، مع تواصل عمليات الإغاثة الجوية بعد تحسّن الظرف المناخي واعتدال الطقس.