تناولت الصحف البريطانية الصادرة الخميس العديد من القضايا العربية والدولية من بينها تداعيات كارثة الفيضانات والسيول في ليبيا، واللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وتعرض الأطفال للمواد الإباحية على الإنترنت وتأثير ذلك على حياتهم.
نبدأ من صحيفة الغارديان التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “كارثة فيضانات ليبيا لم تتسبب فيها الطبيعة فقط بل ساهم فيها البشر”.
وتقول الصحيفة إن الفيضانات في شرق ليبيا أحدثت دمارا مروعا، وفي درنة، حيث انهار سدان بعد هطول أمطار غزيرة وصلت إلى حد الإعصار، وقد تسبب إعصار دانيال في غرق أحياء بسكانها. وابتلع البحر أحياء وهو الآن يلقي بالجثث على طول الشاطئ.
وتقول الصحيفة إن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا، وما زال نحو عشرة آلاف شخص في عداد المفقودين. وتقول الصحيفة إن الرعب واليأس الذي يشعر به الليبيون يقابله غضبهم من الحكومات المتنافسة التي قسمت البلاد وسعت إلى السلطة والربح بينما تتجاهل احتياجات الشعب.
وترى الصحيفة إن الكارثة التي تشهدها ليبيا تفضح إخفاق الحكومات في حماية مواطنيها، بل وتعريضهم لخطر أكبر. وتقول إن “نظام القذافي الفاسد” أعقبه أكثر من عقد من الثورة والحرب الأهلية والجمود السياسي، وخلاله لم يتم إهمال البنية التحتية الأساسية فحسب بل تم نهبها أيضاً مشيرة إلى تقارير أفادت أن أحد سدي درنة لم تتم صيانته منذ عام 2002، بل
وتقول الصحيفة إنه حتى عندما لاحت الكارثة في الأفق، أخفقت السلطات في شرق ليبيا، التي يسيطر عليها القائد العسكري خليفة حفتر، في أداء واجباتها الأساسية. وتقول إن المسؤولين شهدوا تأثير العاصفة دانيال في اليونان وكان أمامهم أيام للتخطيط لعملية الإخلاء.
وتقول الصحيفة إنه حتى بعد أن ضربت الكارثة البلاد، لا تزال جهود الإنقاذ والإغاثة تتعرض للعرقلة بسبب السياسة، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الأساسية. وتضيف أن الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس وحكومة حفتر المنافسة لا يضعان المعاناة الإنسانية في المقام الأول.
زواج المصلحة بين بوتين وكيم
وننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان ” زواج المصلحة المشؤوم بين بوتين وكيم”. وتقول الصحيفة إنه منذ وقت ليس ببعيد، جلس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الطاولة مع زعماء مجموعة السبع. وتقول إن قيامه الآن بمد البساط الأحمر لدكتاتور كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، يعد مؤشرا على المدى الذي دفع به بلاده إلى العزلة، ولا شك أنه يعد مؤشرا على احتياجه إلى زيادة إمدادات الأسلحة لحربه الكارثية في أوكرانيا.
وتقول إن كيم اغتنم الفرصة لتخفيف عزلته، وإن العلاقة الناشئة بين الاثنين تمثل تطوراً مشؤوماً بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ولأوكرانيا، وللاستقرار في آسيا.
وتقول الصحيفة إنه لم يتم الكشف عن تفاصيل المحادثات، لكن توجد مؤشرات ذات مصداقية أنها كانت تدور حول صفقة تزود بموجبها بيونغ يانغ موسكو بالعتاد العسكري مقابل مساعدات مادية وتكنولوجية.
وتقول الصحيفة إنه يمكن لروسيا أن تقدم الحبوب والنفط الخام اللذين تحتاجهما بيونغ يانغ بشدة، على الرغم من أن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لكيم ربما يكون المساعدة الفنية في تطوير الأسلحة والصواريخ والغواصات النووية وأقمار التجسس العسكرية.
وتقول الصحيفة إن صفقة الأسلحة مع روسيا من شأنها أن تؤدي إلى إحداث ثغرة في عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية. وقد تؤدي زيادة القدرات العسكرية بفضل مساعدة موسكو إلى تشجيع كيم على التمادي، ما يعرض الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية للخطر. وتضيف أن التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا من الممكن أن يحفز اليابان وكوريا الجنوبية على تعميق تعاونهما العسكري مع الولايات المتحدة، وهو ما يؤدي إلى ترسيخ التكتلات المتناحرة والمتعارضة في آسيا.
تأثير المواد الإباحية على الأطفال
وننتقل إلى صحيفة الغارديان وتقرير لآبي رايت عن تأثير المواد الإباحية على الأطفال. وتقول الكاتبة إنها بين 2016 و2022، تحدثت إلى حوالي عشرة آلاف طفل وشاب تتراوح أعمارهم بين 6 و22 عاما حول تأثير المواد الإباحية على حياتهم. وتضيف أن الذين تحدثت معهم من بريطانيا ومن خلفيات متنوعة. وتقول إنها التقت بأطفال في الفصول الدراسية ومسارح الشباب وغيرها، وذلك ضمن عملها كمخرجة مسرحية تستعد لكتابة مسرحيتين جديدتين.
وتقول الكاتبة إن بحثها المستفيض أوصلها إلى أن العديد من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ستة أعوام تعرضوا لمواد اباحية. وتقول إن أولياء الأمور في حالة إنكار لهذا الأمر، ولكن أحد المراهقين الذين قابلتهم قال لها “إذا وضعت هاتفا في يد طفل، فإنك تضع المواد الإباحية في يده… لا تفعل ذلك إلا إذا كنت مستعدا للتحدث معهم عن المواد الإباحية”.
وتقول الكاتبة إنها التقت بصبي يبلغ من العمر 12 عاما كان يعاني من إدمان المواد الإباحية. وتقول إنه أخبرها إنه كان يشاهد المواد الإباحية “عدة مرات في اليوم” وإن والده يساعده في محاولته للتخلص من هذا الإدمان.
وتقول الكاتبة إن مشاهدة المواد الإباحية يحدث خللا في مفهوم التراضي والقبول لدى العديد من المراهقين الذين بدأوا في ممارسة الجنس، حيث يمارس الشباب بعض الممارسات الجنسية التي شاهدوها في المواقع الإباحية على فتيات دون الحصول على موافقتهن.
وكما حدثها العديد من المرهقين على أن المواد الإباحية كانت السبيل لتعلمهم الجنس وشكلت تفضيلاتهم الجنسية.
وترى الكاتبة أن المواد الإباحية تمنع الشباب من التواصل في العالم الحقيقي. وأخبرها صبي ال 16 أن مشاهدته للمواد الإباحية جعلته منغلقا على ذاته، “يعيش في فقاعة”. وأضاف أن الحصول على صديقات أو أصدقاء أمر معقد ومجهد بينما المواد الإباحية متاحة وما عليك إلا أن تفتح موقعا لتدخل في عالمها.