الشارقة: «الخليج»
تواصلت مساء أمس، فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان «المسرحيات القصيرة» الذي تستمر فعالياته في المركز الثقافي لمدينة كلباء حتى الأربعاء (27 سبتمبر).
واستهلت فعاليات اليوم الثاني من التظاهرة الفنية التي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة بمحاورة حول تجربة الفنان علي القحطاني بصفته «شخصية المهرجان»، أدارها الفنان عبدالله راشد، الذي أشاد بفكرة تكريم الشخصيات المسرحية الرائدة وتوثيق تجاربها، ومحاورتها، وربط الأجيال الجديدة بها، مثمناً سجل البرنامج التكريمي للمهرجان الذي شمل العديد من القامات الفنية في المنطقة الشرقية، مثل الدكتور سعيد الحداد، والفنانين: حسن مصطفى الحمادي، وعلي الشالوبي، وعارف سلطان، وغيرهم.
كما تحدث راشد عن التجربة الفنية المتنوعة للفنان علي القحطاني، فهو يمثل ويكتب ويخرج الأعمال المسرحية للصغار والكبار، إضافة إلى كونه مدرساً مطبوعاً يتميز بأسلوبه التعليمي والتربوي الخاص الذي استثمر فيه خبرته فوق الخشبة، حتى تبدو حصصه الدراسية شائقة وجذابة.
وفي حديثه إلى ضيوف المهرجان تناول القحطاني طفولته، ونشأته في دبا الحصن، وتأثير جدته فاطمة البندرية الحافظة للقرآن الكريم في بناء شخصيته. كما ذكر أنه كان ينوي أن يكون طياراً أو مهندساً ودرس في القسم العلمي لهذا الغرض، ولكنه كان يغير رغبته كلما استصعب تحقيقها إلى أن استقر في دراسة الآداب.
وحول الأسباب التي حملته إلى المسرح ذكر أن ذلك حصل مصادفة في عام 2004 بينما كان يعد بصفته معلماً لعرض مسرحي مدرسي تحضره لجنة فنية من وزارة التعليم، وحين تغيب أحد التلاميذ عن العرض حل مكانه، وكانت اللجنة الفنية الوزارية تضم الفنان خليفة التخلوفة الذي أعجب بموهبة «الأستاذ» القحطاني، ودعاه إلى الانتساب إلى فرقته المسرحية، وبعد عامين التحق القحطاني بفرقة دبا الحصن للتراث والثقافة والمسرح وذلك بعد أن رأى أعضاء الفرقة يجسدون المسرحية الكوميدية «يا زمار زمر» (2006) التي أعجب بها إعجاباً كبيراً.
وتحدث القحطاني أيضاً عن نشاطه الرياضي، وعن مساهماته في المسرح المدرسي، قبل أن يتطرق إلى انتقاله إلى الدراما التلفزيونية التي ساهمت في ذيوع اسمه، مشيراً إلى أن مشاركته ممثلاً في مسرحية «سمرة وعسل» التي قدمت في أيام الشارقة المسرحية (2014)، كانت السبب في ظهوره عبر الشاشة الصغيرة إذ رآه الفنان جمال سالم ودعاه إلى المشاركة في مسلسل «شبيه الريح» الذي أنتج في السنة التالية.
مداخلات
هذا وشهدت المحاورة مداخلات لعدد من الفنانين الإماراتيين أشادوا خلالها بتجربة الفنان المكرم، منهم فيصل الدرمكي الذي أشار إلى نجاح القحطاني في ترسيخ طابع خاص لحضوره التمثيلي في المسرح والشاشة ويتمثل غالباً في أداء الأدوار الشريرة، بينما تحدث وليد عمران عن الأثر الإيجابي لثقافة القحطاني واطلاعه الواسع في تكوينه المسرحي، واستعرض إبراهيم سالم جملة من المواقف التي ربطته بالقحطاني في مواقع التصوير مشيراً إلى أنها تبرز طيبته وأريحيته والتزامه، واستحضر جمعة علي مجموعة من الوقائع ذات الطابع الفكه التي تقاسمها مع القحطاني أثناء العمل في المسرح أو التلفزيون.
الكراسي
وفي برنامج العروض لليوم الثاني تم تقديم ثلاثة أعمال جاء أولها بعنوان «انهيار» للمخرجة أماني فاروق، وشارك في تشخيصه عبير جلال وصفوت الغندور، وجاء العرض الثاني بعنوان: «الكراسي» للمؤلف أوجين يونسكو وإخراج حميد محمد وشارك في تجسيده أحمد بكر، وإيناس عزت، وراشد علي المعيني.
والعرض الثالث جاء بعنوان: «الحمار الميت» تأليف عزيز نيسين وإخراج هاني عيد، وتمثيل: نبيل سالم، وعلي جمعة، وأحمد عبدالله وعبدالله عبدالرحمن، ويوسف النقبي، وبلقيس يوسف.
وتلت العروض الثلاثة ندوات تطبيقية شارك فيها تباعاً أنور اسم الله من الجزائر، وزكريا البعناني من المغرب، وصابرين غنودي من تونس.
برنامج اليوم
تتواصل فعاليات المهرجان اليوم الاثنين حيث ينظم في العاشرة صباحاً ملتقى الشارقة للبحث المسرحي في نسخته التاسعة ويشارك في مداخلاته الدكتور خالد البناي (الإمارات)، والدكتورة داليا همام (مصر)، والدكتور هشام حكام (المغرب) والدكتور عبدالحكيم صويد (تونس).. حيث سيستعرض أربعتهم رسائلهم التي حازوا من خلالها شهادة الدكتوراه أخيراً. وفي الفترة المسائية يشهد الجمهور ثلاثة عروض، وهي «الموت والعذراء» للمخرجة دينا بدر، و«لنتحادث قليلاً» لجاسم التميمي، و«إن لم تخنهم الذاكرة» لرضوان النوري.