التخطي إلى المحتوى

في ظلّ الأيام الثقافية الثرية التي تشهدها العاصمة السعودية الرياض بانطلاق فعاليات معرض الكتاب الدولي للعام 2023، استقبلت منصة التواقيع الملحقة بالمعرض – وفي ثالث الأيام – الكاتبة السورية ياسمين حناوي لتوقيع روايتها الأخيرة التي تحمل عنوان: «بُكرا شي نهار.. أغنية مؤجلة»، الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، والتي تنتمي لفئة الأعمال الوطنية التي تختلف عن نظيراتها في نفس الإطار بكونها تترك مساحة كبيرة للحبّ الذي يكوّن إيقاعاً مهمّاً من إيقاعاتها، وتدور في جوهرها حول أسرة سورية نموذجية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، لا تعاني من ويلات الفقر أو الحرب بشكل مباشر، ولكنها تنتمي بفطرتها إلى الخيار الوطني، وتنتصر للحياة بفعل الموسيقى، مثلما تنتصر بفعل الشغف.

تلعب حبكة الرواية لعبة البناء الدائري للحكاية، فتبدأ المقدمة من أزمة البطل، وهو السارد الأساسي للحتوتة، ثم تعرض الروائية حكاية الحبّ والحرب، وتصور ويلات ما حصل في الأرض السورية؛ لتعود بعد نحو 200 صفحة، إلى نفس إعلان البطل الافتتاحي، ولأنّ الكاتبة تريد ترسيخ معنى انتصار الحياة بالحب، فإن المستقبل الذي لا يظهر في صيغته اللغوية، يحضر رديفاً لتراجع البطل عن العمل السيئ الذي كان مقدماً عليه.

قدّم للرواية الناقد الدكتور نضال الصالح الذي أشاد بالروائية وحكايتها المشوقة التي تعي مغامرات الرواية العربية، كما أشاد بلغتها «إلى الحد الذي يشعر به القارئ معه أنه لا يقرأ رواية، بل يصغي إلى السيمفونية الثالثة للموسيقي البولوني هنريك غوريسكي، أو إلى بكائية أمٍّ أنهك روحها وجعٌ تضيق بجمره بلاد». ولقد حضر حفل التوقيع نخبة من الإعلاميين والمؤثرين الاجتماعيين والنقاد والمثقفين، الذين تشاركوا مع الكاتبة تدشين هذا العمل الأدبي في واحدٍ من أهم معارض الكتب في العالم؛ ليضم التوقيع مجموعة من النقاشات الثرية، والحوارات التفاعلية، والأفكار الملهمة حول الجديد الأدبي في الساحة العربية، خصوصا الخليجية.

وأعربت حناوي عن سعادتها بتلك المشاركة، معتبرة أنها لا يمكن أن تفوّت فرصة الانضمام إلى هذا العرس الثقافي الضخم بمنتوجه ومضمونه على السواء، وأشارت إلى إعجابها بمستوى الإقبال الجماهيري على الأجنحة المشاركة، وعلى الفعاليات الثقافية المصاحبة وعلى منصات التواقيع، الأمر الذي يعكس ارتفاع المنسوب الشاعري لدى القراء في المملكة العربية السعودية ويحفّز المؤلفين على تقديم المزيد من الأعمال التي تناقش همومهم وتلامس أرواحهم وترتقي لمستوى توقعاتهم، وقالت: «في كلّ مرّة أشهد بها اهتمام قارئ معين بكتابٍ خاص بي يتضاعف لدي الشغف لتطوير تقنياتي السردية، وتوسيع دائرتي المعرفية، والاندماج بمجتمع غني للدرجة القادرة على إضافة الكثير من النقاط المضيئة لأعمالي المستقبلية».

يذكر أن رواية «بكرا شي نهار.. أغنية مؤجلة» تأتي كرابع المؤلفات الأدبية التي تم إصدارها من الكاتبة، حيث أطلقت سابقاً ديوانين شعريين بعنوان “رائحة الياسمين”، “وفلامنكو” على التوالي، ورواية بعنوان “أغَباني” في أعوام 2013 و2015 و2017، إضافة إلى تخصصها في كتابة السيناريو في العامين الأخيرين.