لطالما شهد الشرق الأوسط تقلبات سياسية وتوترات مستمرة، لكن الأمور قد تبدو الآن مختلفة قليلاً. بفضل التقارب المتزايد بين الدول، تظهر فرص جديدة للتعاون في مجال الطاقة. في هذا السياق، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إمكانية توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم لتشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية.
في جولة نتنياهو الأخيرة إلى قبرص، كشف عن خطط لإقامة موصل كهرباء جديد يربط بين اليونان وقبرص، متوسطًا الطريق من خلال الشرق الأوسط. هذا الموصل، الذي سيكون تحت سطح البحر، سيربط بين إسرائيل وقبرص واليونان، وسيتمكن من نقل حوالي 2000 ميغاوات من الكهرباء.
وما يزيد الأمر إثارة هو حديث نتنياهو عن التعاون المحتمل في مجال الغاز الطبيعي. فبالتعاون مع قبرص واليونان، قد تصبح إسرائيل مصدرًا رئيسيًا لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا. ومن المتوقع أن يتخذ قرار بهذا الخصوص خلال الأشهر القليلة المقبلة في الوقت ذاته، وفي لقاء ثلاثي في نيقوسيا، تم مناقشة الأوضاع المتغيرة في الشرق الأوسط وكيف يمكن لهذه التغييرات أن تساهم في تعزيز المشاريع المشتركة بين الدول الثلاث.
لا يمكن التغاضي عن دور إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في هذا الإطار. حيث تسعى الإدارة الحالية للتوسط في توصيل اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، مما قد يضيف لمسة جديدة على خريطة العلاقات الإقليمية يبدو أن الشرق الأوسط على أعتاب فترة جديدة من التعاون والتطبيع، حيث يتحول الاهتمام من التوترات السياسية إلى المشاريع المشتركة في مجال الطاقة. ورغم التحديات، إلا أن الآفاق المشرقة قد تغير وجه المنطقة نحو الأفضل.