أشاد د. سعيد الدحية بمبادرة وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة تجاه الأديب الراحل محمد علوان بإقامة ندوة في معرض الرياض الدولي للكتاب، واصفًا إياه بـالأستاذ القدير والاسم الرفيع ذي التجربة الحافلة بالمنجزات، الحامل هموم الثقافة والمثقفين.
جاء ذلك في ندوة عن الأديب الراحل محمد علوان، التي استهل بها معرض الرياض الدولي للكتاب ندواته الحوارية، تقديرًا لمسيرته الثقافية والعملية، بحضور زوجته وأبنائه وأحفاده، ووفاء لجهوده التي أثرت حركة الثقافة والأدب والنشر.
وطن يقدر الأدب والأدباء
وبدأت الندوة بحديث ابن الراحل غسان بن محمد علوان، الذي قدم شكره إلى وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة نيابة عن أسرته تجاه الوفاء غير المستغرب في وطن يقدر الأدب والأدباءـ ويكرم كل من أسهم في مسيرة تنمية الوطن. وأتبع ذلك بقراءة نص رثائي في والده.
وكشف غسان للمرة الأولى عن الاسم المستعار لوالده وهو الأزدي، موضحًا أن الراحل كتب به نصوصًا عدة، وتحدث عن حياة أبيه الخاصة وكيفية تعامله مع أسرته في منزله، وسؤاله الدائم عما يقرؤه أبناؤه وأحفاده، لافتًا إلى أنه سخّر حياته لأسرته ولإثرائها فكريًا وثقافيًا.
تصوير البيئة العسيرية
وأوضح القاص حسين علي حسين صديق الأديب الراحل، أنه كان على موعد مع الراحل قبل وفاته للقاء به في منزله، ولكن القدر كان أسرع، مشددًا على أن محمد علوان عانى وصبر، وكان من القلة الذين لا يشكون النقاد والأصدقاء والمرض.
وأضاف: كانت يد علوان دائمًا ممدودة للجميع وتواصله مستمرًا، ولم ينقطع حتى وفاته، وكان ذا قدرة أدبية على تصوير البيئة العسيرية بخاصة، ولديه نفس شاعري وقدرة على معالجة وقولبة الأساطير الشعبية في منطقته.
أعماله تجدد وعي الإنسان
وركزت مشاركة د. شيمة الشمري على أعمال علوان التي اتسمت بالواقعية، لكونه يكتب كأنه يتأمل صورة خاصة، مضيفة أنه امتاز بعدم التسرع في النشر، وكان يتمهل في كتابة أعماله ويتأنى في إصدارها، على عكس بعض أبناء جيله الذين كانوا غزيري الإنتاج.
واستعرضت بعض أعمال الراحل التي رأت أنها متميزة بتقنياتها السردية وبعنايتها بفضاءات القرية والمدينة ورصد الاختلافات بينهما، وبالتميز في مقاربة الخرافة والأسطورة الشعبية وتوظيفهما في نصوصه السردية.
وقالت: أعمال علوان جادة ونابعة من الإحساس، وكانت لديه جرأة على قلب المعطيات، وهو يأخذ من الحياة الخاصة والطبيعة والبعد الإنساني مادته الأولية، ويقدم لقارئه نماذج بشرية ووضعيات حياتية معاصرة لا تمجد الإنسان في خطئه أو صوابه، وإنما تجدد وعي الإنسان المعاصر بالظروف والتغيرات التي فرضتها المعطيات الحضارية.
حرصه على تجويد أعماله
وتحدث د. معجب العدواني عن تجربة علوان الإبداعية، مشيرًا إلى أن الكتابة التأبينية له بوصفه مبدعًا تستدعي التأمل العميق في شخصيته التي شكلت الوعي بالثقافة والأدب، وانعكست على قلوب محبيه في حياته وبعد رحيله.
ووصف العدواني الراحل بـالدقيق في كتاباته، والحريص على إخراجها في صورة ملائمة ومتفردة، بدليل أنه أصدر 8 مجموعات قصصية في نصف قرن، وهذا يعني حرصه الشديد على تجويد أعماله.