التخطي إلى المحتوى

طقس العرب – ماذا لو اختفت الشمس فجأة؟ هذا هو سؤال يثير الفضول والتساؤل حول تأثيرات محتملة على الكوكب والحياة على الأرض إذا اختفت الشمس، ويعتمد كل شيء في هذا السيناريوهات على الفهم الحالي للعلم والفيزياء، والذي يقول إن الشمس هي المصدر الرئيسي للطاقة والحرارة، والتي تسمح بوجود الحياة على كوكب الأرض.

وبموجب قوانين الجاذبية العامة المطروحة من قبل نيوتن والنظرية النسبية لأينشتاين، تعتمد مدارات الكواكب والأجرام السماوية الأخرى على تأثير قوة جاذبية الشمس، ولو اختفت الشمس فجأة، سيكون لهذا تأثير كبير على الحركة والتوازن في النظام الشمسي. ومن هذه التأثيرات:

  •  تجمد الكواكب

ستتجمد الكواكب في النظام الشمسي تدريجيًا، وتصبح مثل “كواكب جليدية”، مما يجعل الحياة على سطحها غير ممكنة.

  • انقطاع التيارات البحرية

 تعتمد التيارات البحرية على درجات حرارة سطح المحيطات، وإذا تجمدت المحيطات، سينقطع هذا النظام وذلك سيؤدي إلى تغيرات هائلة في المناخ والطقس على الأرض، مما يجلب مزيدًا من البرودة والجفاف.

  • نهاية الحياة كما نعرفها

ستنقطع مصادر الضوء والحرارة التي تحتاجها النباتات للتمثيل الضوئي والبقاء على قيد الحياة، وستموت الكائنات الحية تدريجيًا بسبب البرودة ونقص الطعام والضوء.

  • انقطاع التواصل مع الفضاء الخارجي

ستتأثر رحلات الفضاء والمحطات الفضائية إلى حد بعيد، حيث إنهم  يعتمدون على الشمس كمصدر للطاقة.

 

السيناريو الأول

في السيناريو الأول، حينما تختفي الشمس فجأة، يتعين على الأرض الهروب من قبضة الجاذبية الشمسية والخروج من الزمكان الذي تمر فيه حول الشمس، وستتحرك الأرض بحركة عشوائية في الفضاء، وإذا لم تصطدم بأي كواكب أو كويكبات، فلن نشعر بما حدث وستكون نهاية الأرض هناك تجمداً في الفضاء، وسيموت كل ما يعيش على سطحها بسبب البرد الشديد.

وأيضا من الممكن أن تتحول الشمس إلى قزم أبيض على نحو مفاجئ، بحيث ستبقى الكواكب في مداراتها حول القزم الأبيض، لأن الكتلة الكبيرة للشمس لم تتغير كثيرا، وستصبح الليالي دامسة ما لم يكن هناك ضوء من القزم الأبيض، وسينطفئ نور القمر أيضًا؛ لأنه لم يعد يتلقى ضوءًا من الشمس أو حتى من الأرض، وستصبح الأرض باردة تدريجياً، وسيتوقف النمو النباتي بسبب نقص الضوء الشمسي، وستزيد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو؛ بسبب انعدام عملية التمثيل الضوئي، وستبدأ الثلوج في التساقط، وبسبب ذلك ستكون نهاية الحياة على سطح الأرض؛ بسبب البرد ونقص الموارد الحيوية.

 

السيناريو الثاني

في هذا السيناريو، كل شيء سينطفئ وستتجمد معظم المياه في البحار والمحيطات في غضون أسابيع، مما سيؤدي إلى انقطاع حركة المياه التي تُشكل مصدرًا للطاقة الكهربائية، ولن يكون هناك إمداد طبيعي للكهرباء إلا من مصادر أحفورية تنتهي بسرعة.

كما ستتوقف الرياح عن الهبوب، لأنها تعتمد على اختلاف الضغط الجوي بين المناطق الحارة والباردة، وبمعظم المساحات تصبح باردة، فإن إنتاج الطاقة من الرياح سينقطع.

وفي الفضاء، ستتعطل الأقمار الصناعية بسبب انقطاع الضوء عن الخلايا الشمسية، مما يؤدي إلى انقطاع جميع أنواع الاتصالات والإنترنت.

سيتوقف أيضًا عرض مواعيد الشعائر الإسلامية مثل الصلاة والصوم والحج التي تعتمد على ضوء الشمس أو القمر، وسيتعين على الفقهاء تقدير هذه المواعيد بشكل جديد، حيث لن يكون هناك هلال يرى لشهر رمضان، ولن يكون هناك شمس تغيب لوقت الإفطار، وستصبح السماء مظلمة على مدار الساعة.

 

 

السيناريو الثالث

في هذا السيناريو المروع، والذي تتحول فيه الأرض إلى كرة جليدية بيضاء (وقد تكون حتى سوداء بسبب عدم وجود ضوء يمكن رؤيته)، تدور حول الشمس الميتة إلا إذا نجح سكان الأرض في الهروب إلى الفضاء حيث سيكون مصير البشرية والحياة على سطح الأرض محكومًا بالفناء.

هذا المصير المروع يجعل علماء الكونيات يبحثون بشدة عن كواكب نجمية مماثلة للأرض، حيث يمكن للبشرية الهروب إليها والاستقرار عليها ومع ذلك، تبقى وسائل السفر الفضائية الحالية قيد التطوير، وحتى الآن لا يمكننا الوصول حتى إلى جارنا كوكب المريخ بكفاءة، ويبدو أن التحديات التقنية والعلمية تعيقنا عن الوصول إلى كواكب نجمية بعيدة، ولكنها تبقى آمالًا في المستقبل لاستكشاف الفضاء والعثور على مناطق جديدة للعيش والبقاء على قيد الحياة.

 

اعرف أيضا:

كسوف الشمس حدث فلكي مُميز .. كيف يحدث وما هي أنواعه؟

أبرز الظواهر الفلكية التي سيشهدها العالم في أكتوبر 2023

 


المصادر:

aljazeera