وقال رجل الأعمال أحد ملاك الإبل نايف الراجحي: ‘الإبل مخلوقات ارتبط بها الإنسان منذ آلاف السنين، ولها خصائص فريدة تنسجم مع طبيعة ومناخ وتضاريس وجغرافيا هذه الأرض’.
وأوضح الراجحي أن مالك الإبل يبادلها الحب والتعلق، ‘وهذا أمر يعرفه كل من جربه، وهو سر عجيب عقده الله في قلب الإنسان’، لافتاً إلى أن العربي خصوصاً له علاقة أثيرة بالإبل.
وأشار الراجحي إلى أن الإبل حاضرة في شعر العرب وملاحمهم وأيامهم القديمة، وأن كثيراً من السياح القادمين من خارج المنطقة يحبون الاطلاع على ثقافة المملكة والعرب عموماً، وتعد الإبل من أهم مكونات هذه الثقافة المثيرة للاهتمام.
وبيّن أن المملكة أطلقت مرحلة جديدة، بعد تنظيم قطاع الإبل وزيادة الاهتمام به كمورد اقتصادي وقيمة وطنية ورمزية ثقافية، تمثلت في عدد من المبادرات، من أهمها المسابقات التي تجمع المتنافسين تحت سقف واحد، مؤكداً أن هذه الخطوات انعكست بشكل إيجابي على هذا القطاع، ومتطلعاً إلى مزيد من خطوات ‘مأسسة’ هذا القطاع وتطويره والانتقال به إلى مستوى احترافي متقدم على صعيد المنافسات التي تستقطب مزيداً من تسليط الأضواء والاهتمام الدولي، وهي بذلك بوابة سياحية يزدهر من خلالها المجال.
وحول القيمة والجدوى الاقتصادية والاستثمارية لقطاع الإبل، قال الراجحي ‘إنه مجال استثماري واعد، وإن ثمة صفقات مليونية شهدها الملاك، ولها صدى واسع في مواقع التواصل، ومن بينها صفقة الـ120 مليون ريال في مهرجان الإبل، وكانت قيمة عشرة من الإبل فقط’، لافتاً إلى أن ذلك يعدّ مؤشراً على حجم ومستقبل الاستثمار في هذا الرافد الاقتصادي المهم.
واستشهد بتوجه صندوق الاستثمارات العامة في المملكة إلى إنشاء شركة ‘نوق’ المتخصصة في الإبل وتطوير منتجاتها الطبيعية، منوهاً بأنها نقلة نوعية تعكس حجم الفرص الكبيرة التي يمكن أن تخطوها المملكة في هذا المجال.
وأفاد بأن الإلمام بوصف الإبل الجيدة يعتمد على معرفة المالك ومهاراته في حسن وجودة الاختيار وبناء الثقة مع الأشخاص للأخذ برأيهم، واستشارة أهل الخبرة من أهل الذمة والأمانة والاستفادة من تراكم التجربة، منبهاً على أنه لا بد من الاحتياط في مجال الإبل؛ لأن فيه مخاطرة بالنظر إلى حجم وقيمة هذه السوق.
من جهته قال خبير الإبل عبدالله بن مرجاح إن الإبل والنخلة اثنان من رموز المملكة، وتُبنى من أدواتهما البيوت وتعتمد عليهما التجارة وتُقضى بها الحاجات، مشيراً إلى أن المجتمع يشهد عودة إلى رمزية الإبل وتقدير قيمتها التاريخية، والاحتفاء بها تراثاً وطنياً وقيمة ورمزاً لهذه البلاد وتاريخها، لما تشهد به سيرة توحيد المملكة من دور للإبل وإسهام في السفر والتنقل بين أرجاء هذا الوطن.
وأبان ابن مرجاح أن ما يقدمه الملاك لإبلهم لا يعدّ خسارة على الإطلاق، بل سيعود بنفع وفائدة عليهم، بالنظر إلى حجم هذه السوق ومستقبلها الاقتصادي الواعد، مضيفاً: ‘ما يجده مالك الإبل في رفقتها من سعة للصدر وراحة للخاطر وتعلق وارتباط عميق يكفي للاهتمام بها، وهو سر يلمسه كل الملاك، ويتساوى فيه الرجل والمرأة منهم على حد سواء’.
ولفت خبير الإبل إلى جهود ‘نادي الإبل’ الذي انطلق بوصفه مشروعاً وطنياً بهذا الشأن ذي القيمة التاريخية، وعدّ مبادرات النادي خطوة مهمة تعكس حجم الاهتمام الذي توليه المملكة للإبل والاحتفاء بها كرمز وطني في مناسباتها واحتفالاتها بتراث هذه البلاد.