اختتمت قمة مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات في العالم (جي20) التي عقدت في العاصمة الهندية دلهي أعمالها اليوم الأحد، حيث سلّم رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الرئاسة للبرازيل التي ستستضيف القمة المقبلة.
وقال الرئيس البرازيلي لويز إناسيو لولا دي سيلفا للصحفيين في دلهي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يُعتقل في حال حضوره القمة المقبلة في ريودي جانيرو.
وكانت القمة قد شهدت حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة وزعماء الدول الأعضاء، في غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المطلوب من محكمة الجنايات الدولية للاشتباه بارتكابه جرائم حرب في أوكرانيا.
وقد تبنت الدول المشاركة في القمة إعلاناً أثار انتقادات بسبب غموضه فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وفشله في الالتزام بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
فقد تجنب الإعلان الذي توافقت عليه الدول بالإجماع السبت إدانة روسيا بسبب الحرب التي شنتها على أوكرانيا، لكنه أبرز المعاناة الإنسانية التي تسبب بها الصراع ودعا جميع الدول إلى الامتناع عن استخدام القوة للاستيلاء على الأراضي.
وقد أعربت أوكرانيا عن خيبة أملها من نص إعلان قمة العشرين حول الحرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أوليغ نيكولينكو، إن قمة العشرين “ليس لديها شيء تفخر به”، بينما شكر “أولئك الذين حاولوا إدخال صياغة قوية في النص”.
وفي منشوره على فيسبوك، اقتبس لغة الإعلان واضعاً تصحيحات باللون الأحمر كتلك التي يضعها المعلم في أوراق الامتحان.
ومن الواضح أن هذه التصحيحات شملت الاشارت إلى روسيا- الغائبة بشكل واضح من النص الذي اتفق عليه في دلهي- واستبدال العبارة المحايدة “الحرب في أوكرانيا” بالعبارة الأكثر وضوحاً “الحرب ضد أوكرانيا”.
ومن الصعب على أوكرانيا أن ترى غياب أي إشارة إلى “العدوان” الروسي (الذي ورد في الإعلان الأخير المتفق عليه في نوفمبر/تشرين الثاني في قمة بالي”، إلا باعتباره دلالة على أن داعميها الغربيين يفقدون حجتهم مع “الجنوب العالمي” حول كيفية توصيف الحرب.
أما روسيا فقد وصف وزير خارجيتها سيرغي لافروف القمة بأنها كانت ناجحة. وقال إنه بسبب الموقف الموحد للجنوب العالمي، فقد تمكنت روسيا من ضمان أن لا يخيّم الصراع في أوكرانيا على أجندة القمة.
وقالت المفاوضة الروسية في القمة سفيتلانا لوكاش، التي وصفت الإعلان بأنه متوازن، إنه كانت هناك “مفاوضات صعبة للغاية حول قضية أوكرانيا”، وفقاً لوكالة أنباء انترفاكس الروسية.
وقالت لوكاش: “استغرق الأمر 20 يوماً للاتفاق على الإعلان قبل القمة وخمسة أيام هنا في الموقع”.
وقد وافقت روسيا على البيان المشترك حتى في ظل غياب الرئيس بوتين عن القمة في دلهي. وكانت قد أرسلت وزير خارجيتها سيرغي لافروف بدلاً من الرئيس.
وأفادت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية أن زعماء دول قمة مجموعة العشرين أقروا بوجود خلافات في الرؤى حول أوكرانيا في البيان المشترك.
وكان القادة قد توصلوا إلى إجماع حول البيان السبت.
وبينما يتحدث الإعلان المشترك عن المعاناة الإنسانية في أوكرانيا، فإنه لا يدين روسيا بشكل مباشر.
وكانت قمة مجموعة العشرين التي عقدت في بالي باندونيسيا العام الماضي قد أدانت “بأشد العبارات عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا”، بينما أشارت إلى اعتراضات من بعض الدول على هذا الموقف.
وفي ردود الفعل الدولية، أشادت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالإعلان المشترك لقمة مجموعة العشرين.
فقد وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان البيان بأنه “منعطف مهم” نحو “تصويت بالثقة بأن مجموعة العشرين يمكنها أن تجتمع لمعالجة مجموعة من القضايا الملحة”.
أما رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فقال إن الإعلان المشترك يتضمن “لغة قوية جداً” حول الحرب في أوكرانيا. وقال إن “ما سترونه في الإعلان هو لغة قوية، تبرز تأثير الحرب على أسعار الغذاء والأمن الغذائي”.