يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ليون: نال فيم فيندرز الجمعة جائزة “لوميير” في فرنسا عن مجمل أعماله… لكن المخرج الألماني البالغ 78 سنة والذي يشعر أحياناً وكأنه “ديناصور”، يتطلّع دائما إلى فيلمه المقبل الذي يبقى على حد قوله “ما يعني لي أكثر من أي شيء آخر”.
وحصل مخرج فيلم “وينغز أوف ديزاير” الحائز سعفة ذهبية عن “باريس، تكساس”، على جائزة لوميير للعام 2023 التي تُمنح في ختام مهرجان ليون (جنوب شرق فرنسا) الذي يُكافئ كل عام مخرجاً أو ممثلاً رائداً.
وقال فيندرز الذي بدا متأثراً جدا لدى تسلّمه الجائزة “من المذهل أن يكون مخترعا السينما” اسمهما لوميير (الأخوين أوغست ولوي لوميير)، وهي كلمة تعني الضوء بالفرنسية، مضيفا بهذه اللغة أن “الضوء هو في نهاية المطاف جوهر السينما”.
وتابع “على الشاشة، نحاول تسليط الضوء على العالم وعلى قصص وأشخاص. ما قمت به في أعمالي السينمائية هو توضيح السؤال التالي +كيف نعيش وكيف يمكننا أن نعيش بشكل أفضل+”.
وخلال المهرجان، قدم فيم فيندرز فيلميه الجديدين وهما “برفكت دييز” (“Perfect Days”) الذي يروي حياة عامل بسيط في المراحيض العامة في طوكيو، مولع بالتصوير والموسيقى والكتب، و”أنسيلم – داس راوشن دير تسايت” (Anselm – Das Rauschen der Zeit ) الذي يتناول حياة الفنان التشكيلي المعاصر أنسيلم كيفر.
وتطرّق فيندرز إلى مسيرته الطويلة الحافلة بحوالى أربعين فيلماً، خلال جلسة حضرها عشرات الأشخاص.
وتوجّه المخرج للحاضرين بالقول “نشعر أحياناً وكأننا ديناصورات. صوّرت بأولى كاميرا قادرة على تسجيل الصوت أيضاً، ثم شهدت دخول الكاميرات الرقمية إلى المجال السينمائي ثم الكاميرات الثلاثية الأبعاد…”.
واكتشف فيندرز المولود عام 1945 في دوسلدورف، الفن السابع بفضل هيئة “سينماتيك فرانسيز” من خلال أفلام قدمها أحد مؤسسيها هنري لانغلوا، فعدل عن العمل في مجال الموسيقى وقرر خوض السينما.
وقال فيندرز ضاحكا “في أحد الأيام، كنت مارّاً أمام مقهى لي دو ماغو ولم يكن لديّ مال، فسرقت صحيفة كانت تشير إلى إنشاء مدرسة للسينما في ميونيخ”.
وتم قبوله في المدرسة، فباع الساكسفون الذي كان يتملكه ليشتري كاميرا مستعملة، أضاعها عندما أُدخل السجن لتصويره تظاهرات 68 أيار/مايو في فرنسا. ثم غادر ألمانيا وهو في الثالثة والثلاثين متوجها إلى الولايات المتحدة، “أرض الميعاد”.
وقال إنه مع فيلم “باريس، تكساس” الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1984، “أنجزت العمل الذي رحلت من أجله، ومكّنني ذلك من العودة وأنا مدرك مَن أنا… ألماني رومنسي في قلبي وروحي”.
وتندرج هذه المرحلة ضمن رحلة طويلة بحثا عن الهوية، على ما يقول المخرج الذي بدأ في إنجاز أفلام عن طريق تقليد مخرجين آخرين مثل جون كاسافيتز أو ملك أفلام الإثارة ألفريد هيتشكوك، لكن “من دون عنصر التشويق…”.
ويبقى فيندرز مع أفلامه الشاعرية الاستقرائية وشخصياته التائهة في ترحال متواصل، مخلصاً لمعلّميه، ومن بينهم الياباني ياسوجيرو أوزو الذي عُرضت أعمال غير منشورة له في مهرجان لوميير، والأميركيان جون فورد وأنتوني مان اللذان فهم بفضلهما كيفية بناء السينما بـ”أحجار صغيرة من الزمن”.
وعلى مر السنين، خصص أفلاماً وثائقية كثيرة لفنانين آخرين منهم المصوّر سيباستياو سالغادو، والراقصة بينا باوش، وموسيقيو فرقة “بوينا فيستا سوشل كلوب”.
ويقول “نحن دائماً مقيدون برؤيتنا الخاصة للعالم. إنها لمغامرة عظيمة أن تدخل إلى ذهن شخص ما، وتتساءل كيف يفكّر الآخرون”.
ويضيف “إن إيجاد طريقك في هذا العالم وسط هذا الكمّ من الأصوات، أمر معقد جداً”، لكن في “عالم مشرذم، يبقى ذلك ممكنا إن صوّرنا فيلما ‘ن شيء حقيقيّ”، عن “التجربة”، معتبراً أنّ “الآراء لن تصنع مطلقاً فيلماً جيداً”.
وتابع “ثمة راهناً أزمة وجودية في السينما. خلال الجائحة، شاهد الناس الأفلام في منازلهم”. لكن المخرج الذي يتطلع منذ الآن إلى فيلمه المقبل، مؤمن بأن “السينما ستستمر” مؤكدا أن كل ما ينبغي القيام به هو “إعادة ابتكارها”.