احمد العلولا
بداية، أود التوضيح بوجود فارق كبير بين العاصفة الكارثة المؤلمة والإعصار المدمر – مأساة ليبيا- البلد العربي الشقيق التي حلت به منذ أيام، وبين العاصفة الزرقاء التي وقعت على استاد فيصل بن فهد مساء يوم الجمعة وراح ضحيتها فريق الرياض الصاعد حديثاً لدوري روشن، تلك عاصفة مدمرة والأخرى عاصفة كروية ماتعة، ساحرة، شهدت نصف دستة أهداف زرقاء في الجولة السادسة، وكان ذلك من حظ مدرسة الوسطى هذا التوقيت الأفضل مما لوكان اللقاء في الجولة العاشرة أو الخامسة عشرة.
الهلال الذي استعاد صدارة الدوري بعد أن افتقدها ليوم واحد، حقق مكاسب عدة أبرزها، الحضور الجماهيري ( الأزرق ) الذي امتلأت به مدرجات الملعب، وقد زف فريقه بفوز ساحق، وقدم له ( مقبلات ) تفتح شهيته في مباراة اليوم في المعترك الآسيوي.
كان من الطبيعي جداً ذلك الفوز الأزرق لكن والحق يقال، ومن باب المنطق والإنصاف، خسر الرياض بشرف، وكان نداً قوياً، ولو لم يفتح اللعب خاصة في الشوط الثاني، وتغييرات مدربه الخاطئة لما كانت النتيجة تتعدى الهدفين أو الثلاثة، والرياض إذا لعب مبارياته المقبلة بنفس الروح والحماس، فإنه سيتقدم نحو المنطقة الدافئة، ولن يعود للمنطقة التي قدم منها سريعاً. أبرز مكسب لمدرسة الوسطى، وهذا سيسجل له تاريخياً بأنه أول فريق سعودي قابل فريقاً ضم في صفوفه ثاني ملك كرة في العالم ( نيمار ) وللتاريخ أيضاً، كان سليمان اليحي كابتن الرياض ومنتخب الناشئين من أبرز اللاعبين الذين كان لهم شرف مواجهة الملك الراحل ( بيليه ) قبل 45سنة وعلى هذا الملعب الذي شهد أول حضور للملك الثاني.
بالمبارك للهلال، وخيرها بغيرها لمدرسة الوسطى، سامحونا.
إعلامنا الرياضي، (فكي كماشة)
في علم الاجتماع، تعرف المشاكل بأنها تقع نتيجة حدوث فارق كبير بين الجانبين المعنوي والمادي، هنا في رياضتنا السعودية التي تخطو للأمام قدماً في كل ساعة من تطور في البنية التحتية وإعداد المنتخبات في كل الألعاب والمسابقات، وهذه النقلة النوعية في استقطاب نجوم العالم حتى أصبح الدوري السعودي محط أنظار العالم لن أسترسل في الوصف، الحقيقة التي لاتخفى على الجميع، وتأتي دائماً بصيغة السؤال : لماذا يوجد خلل في المسار المعنوي الذي يعد متخلفاً مقارنة بالمسار المصاحب له (المادي)؟ ومتى ستمتد له يد التطوير والإصلاح؟
إعلام في معظمه، تسيره المصالح
لذا تجده بين مادح مبالغ، وبين كارهٍ جاحد، وفراغ كبير في الوسط المعتدل وكأن هناك دعوة (خفية) ولايعرف مصدرها تدعو للتواجد في أقصى اليمين واليسار، وسامحونا.
– بعيدًا عن الرياضة –
لن أقول وداعاً، يا، حسن ولكن إلى لقاء
مع قرب موعد صلاة ظهر الأربعاء الفائت، تلقيت اتصالاً من الصديق العزيز/ إبراهيم الحجيلان حارس مرمى وإداري فريق القدم بنادي الرياض في عصره الذهبي، وقد أخبرني وهو يتكلم بحزن عميق، حسن البحيري ( يطلبك الحل).
كدت لا أصدق، حمدت الله وشكرته ودعوت للعزيز أبا تركي بالعفو والمغفرة.
واسترجعت معه شريطاً من الذكريات والمواقف، كتلك التي نشرتها في كتاب (الحركة الشبابية والرياضية في منطقة القصيم) وكان أحد لاعبي التقدم بالمذنب ومن ثم توجه للتحكيم، وذكر بأن أبرز موقف طريف حدث له، كان يحكم مباراة في القويعية بين فريقين (درجة ثالثة) على ملعب ترابي مكشوف، فجأة دخلت مجموعة من الأبقار وتوقف اللعب ولم تخرج إلا بالطرد بالسيارات، وكان أحد الحضور قد طلب مني إشهار (الكرت الأحمر) بحق (البقر).
رحم الله أبا تركي، كنت ذلك الإنسان الذي اخترت الطريق إلى الله بما قدمت من عمل تطوعي (غسل الموتى) والدفن في مقبرة النسيم التي طوال سنوات كنت أرتادها، وإذا بوجهك الطيب وابتسامتك التي غابت هي التي أجدها، لن أقول وداعاً أخي أبا تركي ولكن إلى لقاء في الفردوس الأعلى من الجنة (إنا لله وإنا اليه راجعون).