التخطي إلى المحتوى

(CNN)– سمحت الإدارة الأمريكية للبنوك بتحويل 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة إلى قطر دون خوف من العقوبات، وهي خطوة رئيسية في صفقة لإطلاق سراح 5 أمريكيين اعتبرتهم وزارة الخارجية الأمريكية محتجزين بشكل غير مشروع في إيران.

وبدأت عملية إعادة الأمريكيين إلى وطنهم في المضي قدما في منتصف أغسطس/ آب مع إطلاق سراح 4 أمريكيين ووضعهم رهن الإقامة الجبرية.

ويعد إصدار القرار، الذي أبلغت الإدارة الأمريكية الكونغرس به، الاثنين، أوضح إشارة حتى الآن على أن العملية قد تصل إلى مراحلها النهائية.

وفي الإشعار المقدم إلى الكونغرس، والذي حصلت شبكة CNN على نسخة منه، أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالسماح بتحويل مبلغ 6 مليارات دولار المحتفظ بها في حسابات كوريا الجنوبية المجمدة إلى حسابات مجمدة في قطر لاستخدامها لأغراض إنسانية، وستشرف قطر على صرف تلك الأموال”.

وأضاف: “يتطلب التحويل مشاركة مؤسسات مالية من ألمانيا وإيرلندا وقطر وكوريا الجنوبية وسويسرا”.

وسيسمح القرار، الذي وافق عليه بلينكن، الجمعة، لتلك المؤسسات بتحويل الأموال إلى حسابات في قطر دون القلق من تفعيل العقوبات الأمريكية، وتم الإبلاغ عن القرار لأول مرة بواسطة وكالة “أسوشيتد برس” للأنباء.

وأكد بلينكن أيضا على أن تبادل السجناء في الصفقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “التزمت بالإفراج عن 5 مواطنين إيرانيين محتجزين حاليا في الولايات المتحدة”.

ومن المرجح أن يكون هذا التطور بمثابة أخبار سارة لعائلات الأمريكيين المشاركين في الصفقة (سياماك نمازي، ومراد طهباز، وعماد شرقي، واثنين من الأمريكيين الآخرين الذين لم يتم الكشف عن هويتهم علنا) لأنه يشير إلى أن كابوسهم قد يقترب من نهايته.

ومن المرجح أيضا أن تواجه الصفقة معارضة من بعض الجمهوريين في الكونغرس بالإضافة إلى بعض المرشحين الرئاسيين من الحزب الجمهوري الذين عارضوا الصفقة عندما تم الإعلان عن ملامحها الشهر الماضي.

وذكرتCNN هذه التفاصيل بعد إطلاق سراح نمازي وطهباز وشرقي وأمريكي رابع ووضعهم في الإقامة الجبرية في منتصف أغسطس/ آب وكان أمريكي خامس قيد الإقامة الجبرية بالفعل.

وفي ذلك الوقت، وصف مصدر مطلع على المفاوضات التطور بأنه “خطوة مشجعة”، مشيرا إلى أن هناك “خارطة طريق تم الاتفاق عليها بشكل أساسي”، ومع ذلك، قالوا إن “هناك عددا من الأشياء التي لا تزال بحاجة إلى العمل عليها” في الصفقة المرتقبة.

وأضاف المصدر: “سيتم الكشف عن العملية خطوة بخطوة”، وتابع أن “الخطوة الأولى هي إخراج مواطنينا من السجن”.

وذكر: “بعد ذلك ستكون هناك ترتيبات، لقد اتفقنا على القيام ببعض الأشياء، ووافقت إيران على القيام ببعض الأشياء التي ستؤدي في النهاية إلى عودة الأمريكيين إلى وطنهم”.

وقال المصدر في ذلك الوقت، مشيرا إلى الإطار الزمني المحدد في سبتمبر/أيلول: “سوف تمر فترة أسابيع قبل أن يتمكن الأمريكيون الخمسة من العودة إلى الولايات المتحدة”.

وجاء هذا الاختراق المحتمل بعد أكثر من عام من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران.

ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية السماح بتحويل الأموال المجمدة بأنه “موافقة فنية”، وأضاف: “كما قلنا سابقا، وافقت الولايات المتحدة على السماح بتحويل الأموال من كوريا الجنوبية إلى حسابات مقيدة في مؤسسات مالية في قطر، والإفراج عن 5 مواطنين إيرانيين محتجزين حاليا في الولايات المتحدة لتسهيل إطلاق سراح 5 مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران”.

وأضاف أن “الوزير بلينكن وقع على قرار الأسبوع الماضي يتيح تنفيذ هذا النقل، ولقد كانت خطوة حاسمة في تأمين إطلاق سراح هؤلاء المواطنين الأمريكيين الخمسة.”

وأضاف المتحدث: “نواصل العمل من أجل تأمين إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين الذين تحتجزهم إيران ظلما، ونواصل مراقبة صحتهم عن كثب بمساعدة شركائنا السويسريين”.

وأشار إلى أن الإعفاء “يسمح بتحويل الأموال من موقع إلى آخر ولكنه لا يغير حقيقة أنه لا يمكن استخدامها إلا لتمويل مشتريات إيران لأغراض إنسانية”.

وشدد على أنه “كما قلنا، لا تذهب أي أموال إلى إيران مباشرة ولا يتم استخدام أموال دافعي الضرائب، والأموال الموجودة في كوريا الجنوبية هي أموال إيران”.

وأضاف: “سيتم نقل هذه الأموال إلى حسابات مقيدة في قطر، وستكون للولايات المتحدة الرقابة على كيفية وتوقيت استخدام هذه الأموال”.

وتابع: “سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد هي التأكد من أن عقوباتنا لا تمنع تدفق الغذاء والدواء والسلع والخدمات الإنسانية الأخرى إلى الناس العاديين، بغض النظر عن مدى اعتراض حكوماتهم”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة “لم ترفع أي قيود على عقوباتنا على إيران التي لم تحصل على أي تخفيف للعقوبات”.