التخطي إلى المحتوى


يقاضى زوجان بفرنسا تاجر تحف اشترى منهما قناعًا مقابل 150 يورو، إلا أنهم تفاجئوا ببيعه بأكثر من 4 مليون دولار فى مزاد علنى.


 


وأثار القناع الذى يعود إلى دولة الجابون ذو أنف وذقن ممدودين، مصنوع من خشب الجبن ولحية مصنوعة من ألياف نبات الرافية، ضجة كبيرة فى فرنسا، حيث تدرس محكمة البلاد ما إذا كان الزوجان المسنان قد تعرضا للغش عندما باعا القناع المعنى مقابل 150 يورو لتاجر أعمال فنية محلى فى عام 2021 وفى العام التالى، فى مارس 2022، رأى الزوجان قناعهما القديم يُباع بسعر مزاد فى مونبلييه بمبلغ ضخم قدره 4.2 مليون يورو.


 


وبعد المرور عبر عدة محاكم، قررت محكمة الاستئناف الفرنسية الآن أن الزوجين قد يكون لديهما قضية وأنه يجب تجميد عائدات البيع بينما تتعامل المحكمة مع القضية بمزيد من التفصيل. 


 


ويتهم الزوجان، وهما امرأة تبلغ من العمر 81 عامًا ورجل يبلغ من العمر 88 عامًا، البائع بأنه كان على علم تام بقيمة القناع عندما اشتراه من الزوجين بمبلغ صغير.


 


ولم يعرض القناع فى متجره، بل اتصل على الفور بدارين للمزادات، وعندما لم يعتبر هؤلاء أن القناع يستحق أى شيء آخر، لجأ إلى متخصص فى مونبلييه، وباستخدام طريقة الكربون 14 وتحليل يسمى قياس الطيف الكتلى، توصل الخبير إلى أن القناع يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وتم استدعاء أحد علماء الأعراق وقدر أنه قناع نادر من نوع فانغ من الجابون – يستخدمه أعضاء مجتمع نجيل السري.


وقدرت دار مزادات ثالثة قيمة القناع بما يتراوح بين 300 ألف و400 ألف يورو. 


 


ووفقًا لمحامى الدفاع عن تاجر التحف الفنية، فإنه لم يكن يتوقع مثل هذا المبلغ الكبير، حيث قال المدافع وفقًا لموقع Artnet: “لا يمكن اعتباره خبير تقييم محترف، وليس لديه معرفة بالفن الأفريقي.


 


و وصل سعر البيع إلى 4.2 مليون يورو، وتمكن الزوجان من رؤية أخبار البيع المثيرة فى وسائل الإعلام. ولكن حتى قبل البيع، كانت هناك ضجة حول القناع، حيث حاول نشطاء من الجابون مقاطعة المزاد، وهتفوا بأنه مزور. 


 


وفى مقطع فيديو بثته قناة فرانس 24، يمكن رؤية أحد الناشطين وهو يصرخ فى غرفة المزاد الصغيرة. وقال لاحقًا للقناة الإخبارية أن القناع سُرق خلال الحقبة الاستعمارية ويجب إعادته إلى الجابون.


 


وعثر الزوجان المسنان على القطعة الأثرية عندما كانا ينظفان علية منزلهما الصيفى، وكان جد الرجل قد أحضر القناع إلى فرنسا من أفريقيا، وفقًا لإذاعة فرنسا الدولية، كان اسمه رينيه فيكتور إدوارد موريس فورنييه، وكان حاكمًا فرنسيًا فى داكار ثم فى الكونغو برازافيل، التى كانت آنذاك مستعمرة فرنسية، وكان قد حصل على القناع خلال رحلة إلى الجابون عام 1917 فى ظروف مجهولة.


 


وفى عام 2006، حقق قناع مماثل من نوع فانغ 5.9 مليون يورو خلال مزاد فى باريس، وهو ما يعادل 44 مليون كرونة دانمركية.