التخطي إلى المحتوى

قال موقع ذا هيل إن أي عملية واسعة النطاق يجريها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك وربما فتح جبهة ثانية في الحرب، ناهيك عن تداعيات أخرى خطيرة.

غير أن الزعماء الإسرائيليين تعهدوا، رغم المخاطر، بتنفيذ العملية التي أطلقوا عليها اسم “عملية السيوف الحديدية”، لتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد هجوم “طوفان الأقصى” الذي أودى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بحياة 1400 شخص على الأقل في إسرائيل.

وقال يارون فينكلمان، ضابط القيادة الجنوبية الإسرائيلية للجنود “إن مناوراتنا ستنقل الحرب إلى أراضيهم. سوف نهزمهم في أراضيهم”.

ولخصت الصحيفة المخاطر الكبرى للعملية البرية في النقاط الخمس التالية:

أولا: تزايد القتلى المدنيين

وأوضح الموقع -في تقرير مشترك بين باد دريس وإيلين ميتشل- أن أي عملية برية يمكن أن تكون طويلة ودموية، وستشكل خطرا هائلا على السكان المدنيين في غزة، بعد أن تسببت الغارات الجوية في مقتل أكثر من 3 آلاف مدني فلسطيني وشردت أكثر من مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم.

وقال ديفيد كورترايت، الأستاذ الفخري في كلية الشؤون العالمية بجامعة نوتردام، إن القتال في غزة يحمل خطرا هائلا على مكانة إسرائيل، واقترح بدلا من ذلك “عقد محكمة دولية لتقديم المسؤولين في حماس عن مهاجمة إسرائيل إلى العدالة”، بالتزامن مع السعي إلى حل سياسي مع الشعب الفلسطيني.


ثانيا: تكلفة على الجيش الإسرائيلي

في عام 2014، فقدت إسرائيل 66 جنديا في غزة، ولكنها لم تبق سوى بضعة أسابيع ولم تدخل إلا أجزاء من القطاع، أما هذه المرة فقد وعدت بشن عملية شاملة لتدمير حماس واستدعت 360 ألف جندي احتياطي للخدمة، ومن المرجح أن تتطلب العملية مزيدا من الوقت والموارد، مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر.

وقال ألب سيفيميلسوي، الزميل في المركز البحثي المعروف بـ”المجلس الأطلسي”، إن القوات الإسرائيلية يجب أن تحدد “معايير نجاح صغيرة”؛ مشيرا إلى أن “المرحلة الأولى يجب أن تكون السيطرة على منطقة تلو الأخرى حتى يصلوا إلى 75% أو 80% من السيطرة الجغرافية”، متوقعا أن يستغرق ذلك بضعة أشهر.

ثالثا: تراجع الدعم الشعبي

يدعم الجمهور الإسرائيلي بقوة الجهود الرامية إلى هزيمة المسلحين في غزة، ولكن إذا تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في صراع طويل الأمد بدون نهاية في الأفق، فقد يتغير المزاج، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية أن 65% من الإسرائيليين يؤيدون الغزو البري ولا يعارضه سوى 21%.

وأشار بلال صعب من تشاتام هاوس، إلى أن الدعم الأميركي قد يتغير أيضا بمرور الوقت، وكتب في تحليل له أن “على الجيش أن يأخذ في الاعتبار آراء حلفائه وتهديدات أعدائه، والرأي العام المتذبذب في الداخل”، ولكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم جوناثان كونريكوس قال إنه بنهاية هذا الصراع، لن تتمتع حماس بالقدرة على “تهديد المدنيين الإسرائيليين أو قتلهم” بعد الآن.


رابعا: فتح جبهة ثانية

أشار الموقع إلى أن إسرائيل ظلت تتبادل إطلاق النار يوميا مع حزب الله اللبناني منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما قد يؤدي إلى حرب شاملة إذا لم تركز القوات الإسرائيلية على حماس، خاصة أن المسؤولين الإيرانيين حذروا مرارا وتكرارا من أنهم قد يضطرون إلى اتخاذ إجراءات إذا استمرت الهجمات على غزة.

وقال عماد حرب، مدير الأبحاث والتحليل بالمركز العربي في واشنطن، إنه كان يشكك في احتمال نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل، لكن رغبات إيران وكيف تنظر للعملية في غزة تبدو مهمة، على حد تعبيره.

خامسا: علاقات أضعف مع العالم العربي

تفجر غضب العالم العربي بالفعل بسبب الأزمة في غزة؛ حيث وقف تضامنا مع الشعب الفلسطيني وسط حملة قصف إسرائيلية مكثفة على القطاع الساحلي.

وتفاقم هذا الغضب أكثر بعد قصف مستشفى المعمداني الذي أدى إلى مقتل أكثر من 470 شخصا، لكن الحملة المطولة في القطاع سوف تثير المزيد من الغضب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما قد يؤدي إلى انتكاسة الجهود الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، فضلا عن زيادة عزلة إسرائيل في المنطقة.