إعداد: محمد عزالدين
قرر الكاتب الإسباني فيكتور أميلا، 63 عاماً، حضور جنازته الخاصة وهو لا يزال على قيد الحياة لكثرة الأفكار التي تراوده عن الموت، فأقام جنازة مزيفة، وطلب من كاهن الحضور لتلاوة الصلوات، ومن أحبائه قراءة التأبين، والنحيب عليه قبل دفنه في المزرعة التي ولد فيها، لمدة ساعة، منحته قوة متجددة مدى الحياة على حد زعمه.
إن ممارسة حضور الناس لجنازتهم الخاصة، شائعة في كوريا الجنوبية واليابان وتعرف باسم «سيزينسو»، والتي بدأت شعبيتها تشق طريقها إلى الثقافات الغربية، وهي مصممة لمنح الناس منظوراً جديداً للحياة.
وقال فيكتور أميلا: «كان الأمر رائعاً واستمتعت به كثيراً وتمنيت لو كان بالإمكان الاستمرار لوقت أكثر، فعندما غطوني وتركت في الظلام، وسمعت أصوات المجاريف والتراب ينهال على التابوت، شعرت لوهلة بخوف شديد، ما لبث أن تلاشى، ثم بدأت في الاسترخاء والاستمتاع بالأمر، وانتابني إحساس عظيم وكأني ولدت من جديد، وسأظل على قيد الحياة لمدة 40 عاماً أخرى».
وأضاف: «بدأت أفكار الموت تراودني منذ أن كنت في سن ال15 عاماً، ولجأت إلى لعبة الويجا في ذلك معتقداً بسبب صغر سني، بأنني سألقى منها الإجابة عن موعد وفاتي، وندمت على ذلك لاحقاً، حيث كانت الإجابة التي حصلت عليها من اللعبة أنني سأموت في سن 65 عاماً، بالنسبة لصبي يبلغ من العمر 15 عاماً، فإن 65 عاماً تبدو عمراً طويلاً».
وتابع: «وعندما كان عمري 55 عاماً وأجرى معي المخرج أليخاندرو جودوروفسكي مقابلة تلفزيونية، تذكرت لعبة الويجا وأخبرته بذلك، ولكن الجنازة المزيفة ساعدتني على نسيانها، بالتوقف عن التفكير في إمكانية الموت في سن 65، لتقوية روابط الصداقة مع الأشخاص الذين يحبونني وأحبهم».