التخطي إلى المحتوى

مكانة راسخة وتقدم ملموس ورؤية
طموحة ومواطن في قلب اهتمام القيادة

«ندوة الرياض» تستعرض أبرز إنجازات الوطن في ذكرى بيعة خادم الحرمين

نقف على أعتاب مرحلة جديدة وصياغة سياسات للمملكة مختلفة وسط حضور دبلوماسي متسارع لتقفز المملكة في أعلى مؤشرات التقدم في مجلات متعددة عبر مسيرة عمل متواصل على مدار الفترة الممتدة من 2015م إلى 2023 العديد من الإنجازات الكبرى والنجاحات الضخمة التي تحققت ورسخت مكانة المملكة على خارطة التقدم والنمو من خلال التطور المستمر لنشهد مرحلة مختلف في كل القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وازدهاراً كبيراً جعل من رؤيتها الطموحة نموذجاً تنموياً رائداً للتميز والكفاءة.

ندوة «الرياض» وبمناسبة الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، تلقي الضوء على أهم المنجزات والشواهد التنموية في هذا العهد الزاهر.

في بداية الندوة رحب رئيس التحرير بالحضور، وقال إن هذه الندوة العريقة التي أطلق عليها في البدايات «ندوة الثلاثاء» ثم تحولت إلى «ندوة الرياض» ونحاول من خلال هذه الندوة أن نثري قراءنا وجمهورنا بمعلومات عن الأحداث أو الشخصيات.

في هذه الندوة سنتحدث عن ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين، هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعاً ذكرى نشاهد فيها ما حدث وما سيحدث ونتحدث في إطارها عن الحاضر ونستشرف المستقبل.

نتمنى لكم – إن شاء الله – ندوة عميقة بمضامينها، أرجو أن تثرونها بآرائكم القيمة، ومرحبا بكم مرة أخرى.

وقالت الزميلة نوال: نرى حرص القيادة على تقديم ما يخدم المواطن في الداخل والخارج، باعتباره نموذجا مثاليا في تعاطي الدول مع رعاياها، ليجيب د. سليمان الحميد: أشكر جريدة «الرياض» والزملاء فيها على الاستضافة في هذه المناسبة التي أعتقد وأجزم أنها ذكرى سعيدة وجميلة على جميع المواطنين، فذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين ذكرى عزيزة على الجميع.

لا شك أن الدولة ممثلة بالقيادات قدمت خدمات جليلة للمواطنين ورفاهيتهم وتحسين مستوى حياتهم في مجالات كثيرة ومتشعبة يصعب الحديث عنها كلها أعتقد أن المملكة حباها الله بقوتين عظيمتين أشبههما بقنابل ذرية لخدمة المواطنين والمسلمين أحداهما هي البترول في شرق الوطن والأخرى الحرمان الشريفان في غرب الوطن.

وهاتان القوتان سخرتهما القيادة لخدمة المواطنين بالدرجة الأولى كما يعم نفعهما على البشرية بصفة عامة.

فإنتاج البترول بأسلوب متوازن فإنه يعود على البلد بخيرات كبيرة على المدى الطويل، وإدارة الأماكن المقدسة في الجهة الغربية تعود بالخير على المواطنين والمسلمين في جميع أنحاء العالم.

الخدمات التي تقدمها الدولة والتي تتضمن رفع مستوى المعيشة لدى المواطن كثيرة وأود الحديث عن بعض الأجزاء التي لا تكون واضحة عياناً للقارئ ومنها الخدمات التقنية التي تقدمها الدولة للمواطنين حيث يستطيع المواطن أن ينجز العديد من الخدمات التي توفرها الدولة تقنياً وهو في منزله أو مكتبه بعض من هذه الخدمات تضاهي الكثير مما هو موجود في الدول المتقدمة وبعضها أفضل مما لديها خاصة في الخدمات البنكية والجوازات والمرور فهي خدمات تقنية غير متوفرة في دول كثيرة، والمملكة سبقت الكثير من دول العالم في هذا المجال.

ومن الخدمات التي تقدمها الدولة الخدمات الترفيهية بلا شك أنها ترفع من مستوى راحة المواطن بالإضافة إلى تمكين المرأة السعودية ومساواتها بالرجل، فجميع ذلك يسهم في رفاهية المواطنين والمواطنات من خلال زيادة دخلهم الذي ينعكس بالفائدة على الأسرة والمجتمع بصفة عامة.

المعلمي: العلاقات السعودية في عهد خادم الحرمين شهدت نقلة نوعية

ومن جانبه، تحدث د. المعلمي، قائلا: شكرا لجريدة «الرياض» على إقامة هذه الندوة وأنا شخصياً لي ذكريات وفيرة مع جريدة «الرياض» والندوات التي كانت تعقد آنذاك لذلك عندما وجهت لي الدعوة للمشاركة في هذه المناسبة لم أتردد في قبولها بترحاب وسعادة وأعتقد أن جريدة «الرياض» تخوض معركة عنيفة وتقودها باقتدار وهي معركة الصحافة الورقية بشكل عام في الوقت الحاضر والتي تواجه تحديات صعبة في كثير من المجالات.

بالنسبة لآفاق السياسة الخارجية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نستطيع القول إن العلاقات الدولية للمملكة العربية السعودية قد شهدت نقلة نوعية خلال السنوات الماضية وذلك عن طريق تعدد قنوات التواصل من خلال إشراك الملكة في العديد من المنتديات والمجالات والمنظمات التي تخدم أهداف محددة وكذلك أهداف المملكة، أذكر على سبيل المثال مشاركة المملكة في مجموعة البريكس ومشاركة المملكة في مجموعة العشرين، ومشاركة المملكة في عدد من المنظمات الأخرى، وكذلك استضافة المملكة لبعض من هذه المنظمات داخل المملكة، أما عن تأثير هذه المشاركات فإنها تسهل كثيراً التواصل هل مع هذه البلدان وتجعل من الترابط بين المملكة وتلك الدول أكثر يسراً وسهولة، أذكر أنني في إحدى المناسبات في الأمم المتحدة كنا نسعى لجمع الأصوات من خلال عدد من الدول وذهبت لأتحدث مع سفير إحداها وهي دولة صديقة وقلت له إننا نسعى لتأمين صوت بلادكم لمصلحتنا، فنظرة لي نظرة استغراب وقال نحن مستعدون للتعاون معكم، ولكن أعذرني متى رأيتك آخر مرة – وكانت منذ فترة طويلة – فاعترفت له بالخطأ والتقصير في ذلك، وتعاهدت بعد ذلك أن تكون صلاتنا مستمرة مع كل الدول. هذا على مستوى التواصل الشخصي فما بالكم التواصل على مستوى المنظمات والهيئات المختلفة، أعتقد بأن مثل هذا التنوع في شبكات الاتصال مهم للغاية، ونحن نتطلع إلى انتهاء البحث حول الانضمام كعضو المجموعة بريكس، ونتطلع أيضاً إلى إمكانية النظر في تجمع جديد يخدم حوض المحيط الهندي، وذلك لوجود عدد من الدول في آسيا وأستراليا وشرق أفريقيا والشرق الأوسط، فهذه الدول إذا تجمعت مع بعضها ستفتح آفاقاً للتجارة والتبادل الاقتصادي والمعلومات والمصالح يمكن أن يكون له تأثير كبير في هذا الشأن.

انفتاح المملكة العربية السعودية على القارة الأفريقية غير مسبوق، هذا الانفتاح الذي حصل في عهد الملك سلمان، وقبل هذا العهد عدد كان عدد الزيارات المتبادلة أو الزيارات السعودية إلى القارة الأفريقية محدوداً للغاية، واستدركت على عدد الزيارات المتبادلة لأن الزيارات التي تأتي من أفريقيا إلينا كانت كثيرة وما زالت لكن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون على مستوى وزاري أو على مستوى قيادي كانت محدودة للغاية، الآن نجد أن وزير الخارجية وغيره من المـسؤولين يترددون على العواصم الأفريقية ويحضرون القمم الأفريقية في أوقات انعقادها، ويبرزون صوت المملكة عالياً في دعم القضايا الأفريقية وفي استقطاب الدعم من هذه الدول لصالح المملكة وهذه لمحة سريعة عن بعض هذه الانجازات والمكتسبات.

السفير العريفي: قفزات تاريخية غير مسبوقة على جميع الصّعُد

وحول أهم الإنجازات التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين تحدث السفير سعد العريفي قائلا: شكرا لجريدة «الرياض» على الاستضافة والتي جاءت في وقت عزيز علينا حيث يوافق الذكرى التاسعة للبيعة، فالإنجازات غير قابلة للحصر ولكن يمكن أن أتحدث عن بعضها فالمملكة مرت بتغيير جذري لسياستها ولعلاقاتها الخارجية كما أسلف الزملاء وكذلك تقديم توجيه خادم الحرمين لولي العهد بتقديم رؤية 2030 والتي لاقت استغراب دول العالم كونها رؤية متفائلة جداً وغير قابلة للتطبيق لكن ولله الحمد رأينا أن المملكة وكأنها ورشة عمل سواء في الرياض أو جدة أو نيوم أو الجنوب وفي كل أنحاء المملكة ورش عمل تعمل على بنية تحتية اقتصادية ستمكن المملكة من جعلها في موقعها المناسب من المجتمع الدولي.

ومن الإنجازات أيضا تمكين المرأة والشباب فالمملكة تدار الآن بأياد شابة وطموحة وتلقى دعماً لا محدوداً من القيادة ولله الحمد.

ونحن في عملنا في السفارات نلحظ العمل المتواصل طيلة أيام الأسبوع لتحقيق الرؤى التوجيهات. في حين لم يكن العمل في العهود السابقة على هذا النحو فنعمل بجهود مكثفة لتغيير الصورة النمطية التي كانت سلبية بالنسبة لكل العالم ولكنها الآن ولله الحمد وبعد أن رأى العالم التغيير الذي حدث والتطور الذي تعيشه المملكة وأنها أصبحت مقر صنع القرار السياسي العالمي من خلال المؤتمرات واستضافة رؤساء الدول العظمى والمتوسطة في أمور كثيرة جداً وكل ذلك يحسب للقيادة.

د. الحميد: قدمت خدمات جليلة للمواطنين من أجل رفاهيتهم وتحسين مستوى حياتهم

وعاد د. الحميد ليتحدث عن دور الدولة وفي رعايتها للمواطن السعودي، متطرقا إلى التأمين والضمان الاجتماعي والتي تقدمان خدمات جليلة وتحسن أشياء كثيرة للمواطنين ومنها ما ذكرت من رفع الدعم في مجال الضمان الاجتماعي وضبط الصرف في هذا المجال فكل هذا يصب في مصلحة المواطن.

وأعتقد أنها بدأت تصدر قرارات جريئة وسريعة كنا نطالب بها من سنوات فقد كنت من المتحمسين والداعمين لضم التأمين مع التقاعد وتوحيدهما لأنه من غير المنطقي وجود جهتين مستقلتين تخدم في البلد نفسه وكنا نجابه بجدار من الرفض من بعض المسؤولين ليسوا من القيادات، أما اليوم ولله الحمد تم هذا الأمر بقرار حكيم وجريء.

فكل هذه الأمور سواء رفع الحد الأدنى للضمان الاجتماعي أو تحسين خدمة التأمينات الاجتماعية والتقاعد فكل ذلك يصب في مصلحة المواطن ورفع مستوى رفاهيته وتحسين جودة الحياة.

كل الأعمال التي تقوم بها الدولة سواء في السياسية الخارجية أو نشر الأمن الداخلي أو إعطاء المرأة حقوقها وغيرها تصب في تحسين جودة الحياة للمواطن والمواطنة.

د. العصيمي: المملكة أظهرت إرثها الحضاري والتاريخي والثقافي

وفي محور تناول خادم الحرمين باعتباره من أبرز رموز الفكر السياسي والقادة الكبار ومهتم جدا بالتاريخ ليتحدث، د. بندر العصيمي عن هذا الجانب، قائلا بداية أود أن أقتبس شيئاً مما قاله معالي د. سليمان الحميد بخصوص الثروات التي نتملكها فنحن نتملك ثروات كثيرة منها البشرية والطبيعة في ظاهر الأرض وباطنها.

وسأتحدث عن هذا الجانب بنظرة المؤرخ فنحن نشهد في هذه الحقبة من إظهار المملكة لإرثها الحضاري والتاريخي والثقافي سواء كان في الدرعية أو في العلا أو غيرهما من مناطق المملكة.

الملك سلمان – حفظه الله – من بداية حياته كان محباً للتاريخ منذ تكوينه العلمي والمعرفي والتحاقه بمدرسة الأمراء، فكان إلى جانب ذلك محباً للمطالعة ومن أوائل ما اطلع عليه كانت مجلة الهلال التي كانت تصدر في مصر واهتمام الملك سلمان وحبه للقراءة في بداياته انعكس على محبته لجميع العلوم سواء في الشعر أو الأدب أو الثقافة أو التاريخ، ما جعله يسعى إلى اقتناء الكثير من الكتب، فهو يمتلك مكتبة تحتوي على نحو (60) ألف مجلد بحدود (18) عنواناً، وتضم المكتبة مصنفات في مختلف العلوم من تاريخ وأدب وشعر وكذلك المجالات العلمية المختلفة، بالإضافة إلى مواد صوتية، وبحسب علمي فإن هذه المقتنيات ستنقل جميعاً إلى مؤسسة الملك سلمان إهداءً من خادم الحرمين لمكتبها في الدرعية.

م. الدغرير: ركائز تنموية قوية تدعم التقدم والنمو والإصلاح الشامل

وحول الإنجازات التنموية التي حققتها الدولة في مجال صناعة الفضاء تحديث د. إبراهيم الدغرير قائلا:

ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – ذكرى غالية أرفع فيها أسمى معاني الوفاء وأصدق الولاء لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة الذكرى التاسعة لتوليه مقاليد الحكم في المملكة لا شك بأن المملكة شهدت في هذا العهد الزاهر وخلال التسع سنوات الماضية نقلة نوعية وانجازات عظيمة وقفزات تاريخية وغير مسبوقة على جميع الصعد، السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – منذ توليه الحكم في الثالث من ربيع الثاني عام 1436 هجرية، 23 يناير 2015م، حيث قد أعلن عن عدة مبادرات تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، بما في ذلك رؤية السعودية 2030 والتي تهدف إلى التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد. فالقيادة الحكيمة وضعت ركائز تنموية قوية تدعم التقدم والنمو والإصلاح الشامل وتعديل النظم والتشريعات لمكافحة الفساد في مختلف المجالات لتوفير البيئة المناسبة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 وبإشراف وعمل دؤوب من عراب الرؤية سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء حيث تم إطلاق عدد من البرامج والإستراتيجيات في جميع المجالات تعزز الاقتصاد وتجذب الاستثمارات وتهدف لتنويع مصادر الدخل، وليكون هناك اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي في وطن طموح.

وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين – حفظهما الله – حدثت نهضة شاملة للوطن وتحولات واسعة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، ومن هذه الإنجازات الحديثة في مسار السياحة والترفيه: من خلال إنشاء الهيئة العامة للترفيه، فتح الفيزة السياحية إلى المملكة والإعلان عن تفعيل التأشيرة السياحية للمرأة، إنشاء دار خاصة بالأوبرا في مدينة جدة، افتتاح عدد كبير من صالات السينما في مختلف أنحاء المملكة، ورعاية العديد من مسارات السياحة ضمن برامج وخطط الرؤية 2030 وهذا يأتي ضمن «برنامج جودة الحياة»

ومن جانب المرأة السعودية فقد تم السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، والعمل على تعزيز حضور المرأة السعودية في قطاع التنمية الاجتماعية والمشاركة في الانتخابات وأن تشغل مناصب قيادية، وزيادة نسبة مشاركة المرأة السعودية في الحياة العامة وحصولها على نسبة أكبر في فرص العمل الحكومية، العمل على تعزيز المسارات والقوانين التي تدعم المرأة في الحقوق والواجبات اجتماعياً وسياسيا ًواقتصادياً، وتأتي ضمن «برنامج التحول الوطني».

ويأتي في مجال الاقتصاد اعتماد مجموعة ضخمة من المشاريع في مختلف المسارات ضمن خطط رؤية السعودية 2030، والتي تدعو لإقامة مشاريع ضخمة في مختلف أنحاء الوطن، ومنها بناء مدينة نيوم، ومدينة القدية، ومشروع البحر الأحمر والدرعية والسودة وغيرها الكثير وإصدار العديد من القرارات والإصلاحات التي من شأنها أن تخفف من المعوقات في بيئة الاستثمار والعمل في كافة أنحاء الوطن، وتأتي ضمن «برنامج صندوق الاستثمارات العامة».

ولا شك بأن التعليم كان له نصيب عبر دمج وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم تحت مسمى واحد وهو وزارة التعليم، وإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وبناء العديد من المدارس والمعاهد العلمية وافتتاح الجامعات وأقسام جديدة بالجامعات السعودية وإدخال مسارات مميزة للذكاء الاصطناعي في التعليم لضمان مواكبة أحدث الانظمة العالمية، ودعم التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، والعمل على إنشاء عدد من مراكز التفوق العلمي والتي تقوم باستكمال رعاية مسارات المتميزين. كما أطلقت الهيئة السعودية للفضاء في 22 سبتمبر 2022 برنامج السعودية لرواد الفضاء بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية، وتأتي ضمن «برنامج تنمية القدرات البشرية».

بعد ذلك بدأت مداخلات الزملاء وذلك على النحو الآتي:

رئيس التحرير أ. هاني وفا:

  • رأينا جميعاً منذ بداية عهد الملك سلمان أن هناك تغييراً كبيراً جداً في السياسات الخارجية للمملكة التي لم تكن بهذا الزخم والتواصل والانخراط في كثير من الأمور، فيمكننا القول إن هناك تغيراً جذرياً في السياسات السعودية الخارجية عن ذي قبل، كيف ترون هذا الأمر معالي السفير؟

أ. عبدالله المعلمي:

  • المبادئ الثابتة ومستمرة ولم يحدث تغيير يذكر في المبادئ العامة، فالمملكة العربية السعودية ما زالت تتبنى قضايا الأمة العربية والإسلامية، وتقف صامدة في وجه تيارات السيطرة من الغرب أو الشرق، وتتصدى لمصادر العدوان أياً كانت ومنها العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

لكن ما اختلف هو أساليب العمل ووتيرته في الوقت الحاضر، وكما تفضل سعادة السفير سعد العريفي أن السفارات أصبحت خلايا نحل لإيصال وجهة النظر والفكرة السعودية لجمهور البلدان التي يعملون فيها وللمسؤولين فيها، فأصبح التواصل بين المملكة وتلك البلدان مكثفاً ومستمراً، وليس عليك إلا أن تنظر إلى قائمة الرؤساء والوزراء الذين يصلون إلى المملكة العربية السعودية في كل عام، ففي السنوات الأخيرة نجد أن أعدادهم قد تضاعفت بشكل كبير.. الانفتاح على مختلف التيارات في العالم، وقد ذكرت بعضها ولكنني لم أذكر على سبيل المثال الانفتاح نحو الشرق، نحو الصين والهند وآسيا وغيرها، وهو من أهم العناصر والمعالم للسياسة الخارجية السعودية في المرحلة الحالية.

أ. نوال الجبر:

  • حول الدبلوماسية السعودية.. كيف أمكن للدبلوماسية السعودية من مواجهة الحملات السلبية في الأوساط السياسية والإعلامية في المجتمعات الغربية خاصة والعالمية عامة؟

    أ. سعد العريفي:

  • أؤكد ما ذكرته وبيّنه السفير عبدالله المعلمي وما تقوم به السفارات من واجب التواصل مع كافة المسؤولين في البلد المضيف، ومجتمع ذلك البلد، من خلال حضور الفعاليات والمساهمة في ذلك للتعريف بالوضع في المملكة العربية السعودية، والتصدي للصورة النمطية السلبية للمملكة، وكذلك تنظيم الزيارات لبعض المسؤولين والفاعلين في مجتمعات تلك البلدان إلى المملكة واطلاعهم على ما يجري في المملكة عياناً والتي كان لها نتائج إيجابية وتغييراً في آرائهم حول المملكة.

    معالي السفير عبدالله معلمي، علينا أن نتواصل مع العالم لنُشعره بما أنجزناه.

    مداخلة أ. خالد الربيش:

  • السفير عبدالله، عشت فترة طويلة في الخارج وعملت في الأمم المتحدة، كيف يقيم معاليكم مرحلة تولي الملك سلمان الحكم على صعيد الأنظمة والتشريعات الشخصية وعلى صعيد المرأة وحقوق الإنسان؟ وكيف كانت نظرة الدول للمملكة قبل مرحلة تولي الملك سلمان للحكم؟ وكيف صارت بعد ذلك؟

السفير عبدالله المعلمي:

  • كثير من هذه الدول ما زالت غير مدركة لحجم التغيرات التي حدثت في المملكة العربية السعودية، وأعتقد بأن علينا واجباً كبيراً لاطلاع المجتمعات والهيئات الرسمية والشعبية على مدى التقدم الحاصل، وكما ذكر معالي الدكتور سليمان الحميد حول حصول المواطن لخدمات عديدة وهو في منزله أو مكتبه، فهذه الميزة لا توجد في كثير من دول العالم ولكنها موجودة في المملكة، ورغم أنني متابع لما يحدث إلا أنني أصبت بشيء من الدهشة والفخر عندما عدت وبدأت أمارس الحصول على هذه الخدمات عن طريق الاتصال الآلي.

أعتقد أن ما حققنا كثير وما ينبغي تحقيقه ما زال أكثر، ومن ضمن أهم ما ينبغي تحقيقه هو أن نتواصل مع العالم لنُشعره بما أنجزناه وليس لأننا بحاجة إلى ذلك ولكن لأن الواجب يقتضي علينا أن يكون بيننا وبين الآخرين مثل هذا التواصل وتبادل للمعلومات والخبرات.

معالي السفير عبدالله المعلمي، لا بد أن يكون لدينا برنامج متواصل للإعلام عن منجزات المملكة وتطلعاتها وأفكارها وعن كل ما يدور في ذهنها.

أ. هاني:

  • معالي السفير، إن المنجز لدينا كبير جداً وحضاري، ونشعر بالفخر أن بلدنا خلال السنوات الماضية لم تحظ بل قفزت قفزات عالية جداً، ومن موقعك كسفير في الأمم المتحدة لسنوات عديدة، هل العالم مدرك لهذا التحول والتغيير الذي حدث في بلدنا؟

    السفير عبدالله المعلمي:

  • أعتقد أنه ما زال غير مستوعب بما فيه الكفاية، وأن علينا مسؤولية النشر واطلاع العالم على هذه المنجزات المختلفة المجالات، وعلينا مسؤولية الابتكار في وسائل الإعلام، فلا يكفي أن نعقد ندوة في نيويورك أو واشنطن أو لندن وغيرها، ولا يكفي أن يكون لدينا معرض سيارات في مكان ما أو غيره، بل لا بد أن يكون لدينا برنامج متواصل للإعلام بمعناه الحقيقي للإعلام عن منجزات المملكة وتطلعاتها وأفكارها وعن كل ما يدور في ذهنها، وأعتقد أن هذا قادم مع الوقت، فأنا متفائل بما حققنا من إنجازات.

    معالي السفير عبد الله المعلمي، مشكلتنا في المملكة تكمن في الاستمرارية، لذلك ربما نفقد زخم الرسالة.

    أ. هاني:

  • هذا الأمر يقودنا إلى موضوع نعيه جميعاً وندركه، وهو أن الملك سلمان – حفظه الله – حين كان أميراً لمنطقة الرياض كان وراء فكرة معرض الرياض والذي تحول فيما بعد إلى معرض المملكة، وتعد خطوة سابقة لوقتها وعرفت العالم في ذلك الوقت على المملكة، فأعتقد أنه لو حدث مثل ذلك حالياً سيكون له مردود وأثر إيجابي على الجمهور؟

    السفير عبد الله المعلمي:

  • أظن أن مشكلتنا في المملكة تكمن في الاستمرارية، بمعنى أن نقيم معرض الرياض بين الأمس واليوم وكذلك معرض المملكة بين الأمس واليوم، ونقيم له الندوات والاحتفالات في مختلف أنحاء العالم ويستمر العرض سنة وسنتين ثم بعد ذلك ننقطع عنه، فإذا انقطعت عن أمر ما فأنت تفقد زخم الرسالة، وأنا أدعو من خلال هذه الندوة إلى إعادة تنشيط البرامج التي تثبت نجاحها وأن تكون لها صفة الاستمرارية والديمومة، وأن تتكرر – إن شاء الله – في المستقبل القريب.

    معالي د. سليمان الحميد، الإدارة الشابة في المملكة أرسلت رسائل واضحة وناجحة جداً للعالم.

    معالي د. سليمان الحميد:

  • الإدارة الشابة في المملكة خاصة في التسع سنوات الماضية أرسلت رسائل واضحة جداً وناجحة جداً للعالم أجمع، فانعقاد قمة في جدة بين الصين والدول العربية والخليجية على مستوى القادة رسالة كبيرة لأنحاء العالم، وانعقاد المؤتمر الثاني بحضور الرئيس بايدن ورؤساء العديد من الدول في جدة رسالة توضح مكانة المملكة وترسل إشارات كثيرة لدول العالم، وكذلك سعي المملكة لاستضافة إكسبو سيساعد كثيراً في نشر سمعة طيبة عن المملكة وسيحسن في جودة الحياة للمواطن، لأن مثل هذه التجمعات تدفع الدولة إلى تحسين البنية التحتية من طرق وفنادق وغيرها على مستوى المملكة كلها، إضافة إلى سعي المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 التي ستعطي صورة وضحة وجميلة جداً عن المملكة لبقية دول العالم، وقد رأينا نتائج جيدة من خلال جلب اللاعبين النجوم الأجانب وأثر ذلك على صورة المملكة على مستوى العالم.

    وما ذلك كله إلا نتاج رؤية قوية وشابة تشجع الطموح لدى الشباب والجرأة في اتخاذ القرار، فثمار كل ذلك يتكون خيره في المستقبل وتصب في صالح المواطن السعودي.

    السفير سعد العريفي، نجد المملكة في جميع المحافل الدولية تطرح القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية في سبيل معالجتها.

    أ. نوال:

  • من خلال الاتصالات التي أجراها سمو ولي العهد مؤخراً مع قادة مصر وفلسطين فيما يتعلق بالدبلوماسية وفي ظل مكانة المملكة إقليمياً وعالمياً، ماذا يمكن للدبلوماسية السعودية أن تلعبه من أدوار تجاه الأوضاع الإقليمية الصعبة سواء الأزمة في غزة أو الملفات الشائكة التي قد تنذر بمزيد من النزعات كما في السودان وغير ذلك من القضايا الإقليمية.

    السفير سعد العريفي:

  • دأبت المملكة في المساهمة بحل الكثير من الخلافات سواء في أفريقيا أو العالم العربي، فالمملكة تؤدي جهداً كبيراً في القضايا العربية بالدرجة الأولى والقضايا الإنسانية بالدرجة الثانية، ونجد المملكة في جميع المحافل الدولية تطرح القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية في سبيل معالجتها.

استطاعت المملكة منذ تولي الملك سلمان أن تكثف جهودها في العلاقات الدولية مع العديد من الدول، من خلال زيارات سمو ولي الخارجية ووزير الدولة للشؤون الخارجية لدول لم نكن نسمع عنها كدول الكاريبي وأميركا الجنوبية، وأصبحنا نكسب صوتها لصالح قضايا المملكة والأمتين العربية والإسلامية.

أ. محمد الحسيني (مداخلة):

  • أود أن أؤكد على حديثك سعادة السفير سعد العريفي وأنوه باللقاء الأخير لسمو ولي العهد، حيث أعطى صورة إيجابية للمملكة في جميع أنحاء العالم، وشاهده أكثر من (200) مليون مشاهد.

السفير سعد العريفي، المملكة في عهد الملك سلمان في السنوات الأخيرة الماضية حققت تميزاً في استخدام القوة الناعمة.

أ‌. عبدالله الحسني (مداخلة):

  • أثيرت نقطة التقصير الإعلامي في إبراز جهود المملكة لكن لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة في نقل صورة ذهنية جيدة عن المملكة من خلال معرض الكتاب الدولي حيث نجد استقطاباً لأسماء عالمية في الرواية والنقد والفكر عموماً، إضافة إلى الفرقة الموسيقية (الأوركسترا الوطنية) التي جابت العالم ونقلت مورثنا إليه.

    سؤالي للأستاذ سعد العريفي والدكتور بندر العصيمي، ماذا يمكن أن تقدم الثقافة إلى ما يتم عمله الآن في نقل الصورة الحقيقية عن ثقافتنا وموروثنا المتنوعة في فنونه وآثاره خاصة أنه لدينا مواقع تاريخية مسجلة في منظمة اليونسكو؟ وما الاستراتيجية المتوقعة في اتباعها لنقل ثقافتنا بطريقة أفضل وتعريفها للعالم؟

    أ. سعد العريفي:

  • أعتقد أن المملكة في عهد الملك سلمان في السنوات الأخيرة الماضية حققت تميزاً في استخدام القوة الناعمة، ومن ذلك استقطاب الرياضيين والحفلات الموسيقية في العلا وسباق السيارات وبطولات المصارعة.. الخ، فكل ذلك عرّف بالمملكة، سابقاً عندما تخبر الأجانب عن المملكة فيجيبون بتساؤل هل هي التي بجانب دبي؟ أما الآن فالكل بات يعرف عن المملكة بشكل جيد، وأعتقد أن لوزارة الثقافة دوراً كبيراً في تسجيل الكثير من المواقع التاريخية في اليونسكو، إضافة إلى أعمال البحث والتنقيب عن الآثار المستمرة في المواقع كما في الفاو والأفلاج والعلا. فهذه الأمور تعد قوة جاذبة للسائح الأجنبي لزيارة المملكة. إن المملكة الآن كتاب مفتوح من خلال سهولة الحصول على التأشيرة السياحية، فالأمور باتت ميسرة، والمملكة وفقت في الاستفادة من القوة الناعمة، ولذلك تأثير إيجابي، وأعتقد أن وزارة الثقافة وغيرها ستستمر في هذا المجال.

    د. بندر العصيمي، في هذا العهد الزاهر نهضة ثقافية عبر تسجيل المواقع الأثرية لدى منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي.

    د. بندر العصيمي:

  • إننا نشهد في هذا العهد الزاهر نهضة ثقافية، فعلى سبيل المثال فإن وزارة الثقافة تقرر منذ عام 2020 أو 2021 لكل عام مجالاً مختاراً من الثقافة السعودية والعربية لتبرزه كعام الخط العربي وعام القهوة السعودية وعام الشعر، ما جعل من ذلك التخصيص فائدة جلية في إبرازه والحديث عنه طوال العام، بالإضافة إلى تسجيل المواقع الأثرية لدى منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي كمحمية عروق بني معارض وحمى الثقافية في نجران، وكذلك تسجيل التراث غير المادي، والذي يظهر الهوية السعودية في الملبس والمأكل والمشرب.

    معالي السفير عبد الله المعلمي، مشروع الممر الاقتصادي حول قمة العشرين من مجرد منتدى سياسي يجتمع فيه القادة إلى وسيلة ومحرك للعمل الاقتصادي الذي يربط بين القارات.

    أ. نوال

  • أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش كلمته في قمة العشرين في نيودلهي عن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، ما هي الأهداف الاستراتيجية خلف إنشاء الممر الاقتصادي؟

    السفير عبدالله المعلمي:

  • هذا المشروع من أهم المشروعات التي يعلن عنها في قمة العشرين والتي حوّلت قمة العشرين من مجرد منتدى سياسي يجتمع فيه القادة ويتبادلون الرأي والفكر حول القضايا السياسية المطروحة إلى وسيلة ومحرك للعمل الاقتصادي الذي يربط بين القارات ويحقق الأهداف والترابط.

أعتقد أن هذا المشروع الذي يربط بين جنوبي آسيا، جنوب غربي آسيا وأوروبا سيكون له تأثر كبير في زيادة الإنتاج وزيادة نسب النمو في جميع الدول المشاركة في هذا المشروع، وهو لا يقل أهمية عن المشروع الذي تبنته الصين والذي يسمى بطريق الحرير، وكل هذه المشروعات ستؤدي – إن شاء الله – إلى المزيد من النمو الاقتصادي في دول العالم والتقدم في التغلب على الفقر والحاجة والعوز.

عدسة عبداللطيف الحمدان

معالي الدكتور سليمان بن سعد الحميد

وزير الشؤون الاجتماعية ومحافظ التأمينات الاجتماعية وعضو مجلس الشورى سابقاً

معالي السفير عبدالله المعلمي

مندوب المملكة العربية السعودية الدائم

لدى الأمم المتحدة سابقاً

السفير سعد العريفي

رئيس بعثة المملكة العربية السعودية لدى الاتحاد الأوروبي سابقاً

الدكتور بندر العصيمي

الباحث في تاريخ وتراث

الجزيرة العربية

المهندس إبراهيم الدغرير

عضو مجلس الشورى

هاني وفا

(رئيس التحرير)

خالد الربيش

عبدالله الحسني

سليمان العساف

نوال الجبر

محمد الحسيني

ناصر العماش