قمـة الريـاض.. تعــزز التعــاون مع «الآسـيــان»
تستضيف عاصمة المملكة “قمة الرياض”، بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان. والتي تعقد وسط ظروف سياسية واقتصادية عالمية في ظل الأحداث المتواترة في مختلف أنحاء العالم.
الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمد بن صالح الحربي، أكد لـ”الرياض” أن هذه القمة تكتسب أهمية كبيرة في ظل التوترات والصراعات التي يشهدها العالم، وفي ظل انخفاض سلاسل التوريد والإمدادات العالمية، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ومؤشرات صندوق النقد الدولي على انخفاض نمو الاقتصاد العالمي بالإضافة لتوترات الشرق الأوسط.
وقال د. الحربي، هذه القمة ستعقد على مستوى قادة دول رابطة الآسيان التي تضم بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وقادة دول مجلس التعاون الخليجي مشيرا إلى أن القمة ستناقش العديد من ملفات الاقتصاد والتجارة، والأمن الغذائي، والطاقة، والثقافة، والإعلام والجوانب السياسية والأمنية والثقافية، إلى جانب الاستثمار والسياحة والزراعة والتعليم والتدريب بالإضافة لتعميق التعاون في مجال الطاقة.
وأضاف: وسيبحث فيها القادة سبل التقليل من الانبعاثات الكربونية ومناقشة سبل دفع علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة الخضراء والمتجددة، وزيادة التعاون في المجالات المصرفية. مبينًا أنه من المتوقع أيضا إثارة القضايا الإقليمية والدولية مثل التطورات في الشرق الأوسط لاسيما في غزة خلال القمة.
وتوقع د. الحربي أن تتبنى قمة الرياض خطة عمل للفترة من 2024 إلى 2028، بشأن مزيد من التعاون في المجالات ذات الأولوية. وإعادة هيكلة وديناميكية التعاون المشترك ورفع التبادل التجاري بين دول آسيان ودول مجلس التعاون الخليجي، والانطلاق لآفاق اقتصادية وشراكات استراتيجية تواكب اقتصاديات القرن الحادي والعشرين، والثورة الصناعية الرابعة في ظل الإمكانات الهائلة التي تملكها المملكة كموقع استراتيجي، وبنى تحتية والتي جعلت منها منطقة جذب للاستثمارات العالمية وما تحققه الرؤية السعودية 2030م بقيادة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، من نجاحات استثنائية.
يذكر أن رابطة دول آسيان هي منظمة حكومية دولية إقليمية تضم عشر دول من جنوب شرق آسيا للدفاع عن القومية الآسيوية، والتعاون الحكومي الدولي، وتسهيل التكامل الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري والتعليمي والاجتماعي-الثقافي بين أعضائها والدول الآسيوية الأخرى، وعلى الصعيد العالمي أيضاً. ومنذ تأسيسها في 8 أغسطس 1967 من قبل إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند، توسعت عضوية المنظمة لتشمل بروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام. وتشمل أهدافها الرئيسة تسريع النمو الاقتصادي، والتقدم الاجتماعي، والتطور الاجتماعي والثقافي بين أعضائها، إلى جانب حماية الاستقرار الإقليمي وتوفير آلية للدول الأعضاء لحل الخلافات بطريقة سلمية. وتعد آسيان مراقباً رسمياً للأمم المتحدة، فضلاً عن كونها شريكاً عالمياً نشطاً. كما تحافظ على شبكة عالمية من التحالفات، وتشارك في العديد من الشؤون الدولية.
تغطي آسيان مساحة 4.4 ملايين كيلومتر مربع، أي 3٪ من إجمالي مساحة الأرض. وتشكل المياه الإقليمية لآسيان مساحة أكبر بنحو ثلاثة أضعاف مساحة أراضيها، مما يجعلها ذات أهمية خاصة من حيث الممرات البحرية ومصايد الأسماك.
وقد فرضت رابطة دول جنوب شرق آسيا نفسها كمنصة مركزية للتكامل والتعاون الآسيوي، وتعمل مع الدول الآسيوية الأخرى لتعزيز الوحدة والازدهار والتنمية والاستدامة في المنطقة، وكذلك العمل على إيجاد حلول لحل النزاعات والمشاكل في المنطقة. وفي الوقت الذي ركزت فيه بشكل أساسي على آسيا والمحيط الهادئ، فقد حافظت آسيان أيضاً على اتصالات مع أجزاء أخرى من العالم، لتعزيز السلام والاستقرار العالميين بشكل أفضل.
.