التخطي إلى المحتوى

من رواد الإعلام الرياضي.. ورابع رئيس للقسم الرياضي في «الرياض»

أوراق من تاريخ صالح الصويان.. أول من وضع اسم «دنيا الرياضة» قبل 59 عاماً

عشق الشباب وكتب عن الهلال وصور مع كأس النصر

ودعت الساحة الرياضية في الخامس من سبتمبر الجاري الأستاذ صالح بن علي الصويان -رحمه الله-، أحد قدامى النقاد الرياضيين في العاصمة الرياض ورابع من أشرف على القسم الرياضي بجريدة “الرياض” بعد عام ونصف العام من صدور الصحيفة في محرم 1385هـ – 1965م. والراحل يعد من رواد الصحافة السعودية وعضواً في الجمعية العمومية لمؤسسة اليمامة، وأثرى الساحة الصحفية الرياضية بأطروحاته الواعية، وكانت له كتابات ثقافية واستطلاعات اجتماعية قام بنشرها في جريدة “الرياض” خلال النصف الثاني من الثمانينات وأوائل التسعينات الهجرية.

والإعلامي الراحل الذي توفي في عامه الـ83 أب لـ: علي – فهد – خالد – سلمان – منال – مها – ناهد – فاطمة – تهاني – منار – أنوار – مشاعل.

وقبل بداية نشاطه الإعلامي على صفحات “الرياض” عام 1386 – 1966م كان محرراً لامعاً في صحيفة القصيم منذ عام 1380هـ – 1960م ومسؤولاً عن تحرير صفحة الشباب والرياضة بالجريدة.

وجذبه إلى جريدة “الرياض” رفيق دربه الإعلامي الأستاذ محمد العجيان -رحمه الله- مدير تحرير “الرياض”، وكان يرأس تحريرها في تلك الحقبة الأستاذ أحمد الهوشان -رحمه الله-.

جريدة القصيم أول محطاته الإعلامية.. ومجلة الشباب آخرها

«الرياض» قبل 59 عاماً

بدأ الأستاذ صالح الصويان مشواره في «الرياض» مطلع عام 1386هـ – 1966م كاتباً في الصفحة الرياضية التي كان يشرف عليها آنذاك الأستاذ عبدالله بن أحمد -رحمه الله- رائد الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى ومن أوائل من مارس كرة القدم في العاصمة الرياض مع فريق الموظفين عام 1365هـ – 1945م، ثم تولى رئاسة نادي الشباب خلفاً للشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- خلال الفترة (1377- 1385هـ)، وحين ترك ابن أحمد رئاسة الشباب تفرغ لرئاسة القسم الرياضي بجريدة «الرياض» لفترة ستة أشهر تقريباً ثم استقال بعدها من الصحيفة كلف المسؤولون بالجريدة الأستاذ صالح الصويان الإشراف على تحرير الصفحة الرياضية في النصف الثاني من عام 1386هـ، وهو العام الذي تغير فيه اسم الصفحة إلى «دنيا الرياضة» واستمر حتى اليوم.

«دنيا الرياضة» من القصيم للرياض

وعندما قمت بإعداد بحث تاريخي بمناسبة احتفال «الرياض» بذكرى مرور 55 عاماً على صدورها نشر عام 1441هـ عن الأسماء التحريرية للزملاء الأعزاء الذين تولوا رئاسة القسم الرياضي والإشراف على «دنيا الرياضة» طوال مسيرتها العريقة.

كان من بين من تواصلت معهم في تلك المناسبة الأستاذ الراحل صالح الصويان الذي ذكر لي شخصياً أنه قبل التحاقه بجريدة «الرياض» كان يعمل محرراً في صحيفة (القصيم) التي صدرت أوائل الثمانينات الهجرية، وكان مسؤولاً عن تحرير الأخبار الرياضية تحت مسمى «دنيا الرياضة»، وحين انتقل إلى صحيفة الرياض نقل معه اسم «دنيا الرياضة» كترويسة ثابتة للصفحة، واستمر حتى اليوم.

أول ملاحق لـ»دنيا الرياضة»

وأكد لي أيضاً أن إصدار «دنيا الرياضة» أول ملاحق رياضية كان إبان إشرافه عليها، إذ كانت تصدر أحياناً في بعض المناسبات بصفحتين أو ثلاث بين عامي 86-1387هـ.

ابن أحمد والصويان يرسمان النهج

ورسم عبدالله بن أحمد ومن بعده صالح الصويان لـ»دنيا الرياضة» نهجاً وسياسة واضحة تقوم على التزام الحياد التام مع جميع الأندية والرياضيين على حد سواء والبعد عن المهاترات والتشهير بقدر الإمكان وجعلها منبراً حراً تلتقي فيه الأقلام الرياضية الواعية بالإرادة الصلبة التي تنشد البناء وتبتغي الإصلاح مع اتباعها نهجاً قويماً في النقد البناء الهادف الذي من شأنه تصحيح الأوضاع الرياضية السلبية وتحويلها إلى مرآة ناصعة نقية تنعكس عليها كافة الجهود وكل الإنجازات.

مقالات رائعة للكاتب الراحل

خلال مشوار الصويان مع «الرياض» كانت هناك مقالات رائعة نشرها على صفحات «دنيا الرياضة» ومنها مقال بعنوان: (سلمان بن عبدالعزيز.. الرائد الرياضي الأول) نشر بتاريخ 1 /3 /1386هـ 1966م قال فيه:

«قبول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض للرئاسة الفخرية لنادي شباب الرياض (في الحفل الذي أقامه النادي على شرف سموه لمعرض الفنان رضوي) ليس مستغرباً من سموه.. ولا هو بالحدث العادي الذي يمر دون الإشارة إليه.. فلقد كان سموه مشجعاً ومعاضداً للرياضة في هذا البلد قبل أن أعرف سموه كرائد أول في الرفع من مستوى هذه المنطقة ودعم مشروعاتها الإنمائية والعمرانية الحديثة، وخير شاهد على صدق ما أقول هو دعم سموه لكل مشروع رياضي، ولقد شجع سموه الكريم وقبل سنوات إدخال الألعاب الحديثة والمختلفة إلى المملكة وكانت أول مباريات في الملاكمة تشهدها العاصمة بل والمملكة هي المباريات التي أقيمت على ملعب الصائغ بمعاضدة ودعم سموه الذي يحمل روحاً رياضية عالية يعرفها عنه كل من اتصل به أو عرفه عن قرب.

ثم هذا المشروع الجبار، هذه الخطوة الرائعة التي خطاها سموه بإحيائه الفروسية وبعثها من جديد بمهدها التليد في هذا العهد الزاهر المجيد، وهكذا رأينا سموه يسعى لتأسيس أول نادٍ ( للفروسية بالرياض) هذه الرياضة العربية الأصيلة التي يحاول سموه رفعها من كبوتها التي كادت أن تقضي عليها ويرفع من مستواها هذه بعض من الحقائق التي لا مجال لتعدادها في هذا الخبر القصير. كلها تدل على مدى اهتمام سموه بالرياضة، كيف لا وهو الراعي الأمين المخلص والأمير المحبوب من شعبه الوفي الساهر على مصلحة هذا الوطن ومواطنيه. في مجالاته المختلفة وهكذا رغم مشاغل سموه الضخمة نراه يولي هذا القطاع (قطاع الرياضة) الاهتمام والعناية والرعاية.

وإذن لا عجب حينما نراه اليوم وقد قبل الرئاسة الفخرية لنادي شباب الرياض، فهذا دعم جديد للصرح الذي يشيده سموه للرفع من مستوى الرياضة بالرياض، وهذا كسب جديد للرياضة في هذا الجزء من وطننا الحبيب، وشيء ليس بالقليل من سموه.

ويقيني أن سموه الكريم لن يتوانى عن تحقيق آمال الرياضيين في أنديتنا الرياضية وسيسعى لدعم نشاطهم وتشجيعهم والسير معهم في الطريق الطويل خطوة.. خطوة حتى نرى بلادنا وفرقنا الرياضية (المختلفة) تشترك وتبارز الفرق العالمية في أرجاء المعمورة وتحية من الأعماق لابن عبد العزيز.. سلمان الذي أفخر – باسم الرياضة والرياضيين – أنه اليوم اليد القوية للرياضة في هذا البلد النامي الحبيب، وتحية أخرى للمخلصين في بلادي عموماً، وعلى الله قصد السبيل.».

عشق الشباب وامتدح الهلال

فضلاً عن مقال آخر للكاتب الراحل صالح الصويان الذي كان شبابي الميول.. امتدح فيه إدارة نادي الهلال على اهتمامها بنشر رياضة الملاكمة في زاويته (على المكشوف) بتاريخ 14 /8 /1386هـ – 1966م وجاء فيه:

«إلى جانب هذا العامود يطالع القاري الرياضي الوصف الكامل للمباريات التي نظمها نادي الهلال الرياضي بالرياض في لعبة الملاكمة أو كما يحب أن يسميها البعض من الرياضيين (لعبة العنف النبيلة).. دخول هذا النوع من الرياضات إلى محيط أنديتنا المحلية يعتبر مكسباً جديداً للرياضة في المملكة والتنافس الشريف بين الأندية هنا وهناك لا شك سيجعل لهذه اللعبة الجديدة شعبية ومجالاً أوسع. وحسب معلوماتي أن الأندية بالرياض تولي عناية جدية لإدخال هذه اللعبة وسواها ضمن نشاطاتها، فتحية من الأعماق لنادي الهلال ولإدارته الواعية على هذه الخطوة الموفقة ومزيداً من التجديد.».

مجلة الشباب محطته الاخيرة

أما آخر المحطات الرياضية في مشوار صالح الصويان.. اختياره في النصف الثاني من التسعينات الهجرية –السبعينات الميلادية- مديراً لتحرير مجله الشباب المتخصصة بأخبار الرياضة والشباب، وكان صاحبها ورئيس تحريرها عبدالله أحمد المنيعي، وكان للصويان عامود في صفحتها الثالثة بعنوان (إلى الشباب).

رحم الله الفقيد صالح الصويان

رحم الله الفقيد صالح الصويان، ونسأل العلي القدير أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويجزيه خير الجزاء عن ما قدم لوطنه.

الكاتب الراحل الصويان في مكتبه القديم بجريدة «الرياض» في المرقب 1966م

الصويان (الثالث من اليمين) في الجمعية العمومية لمؤسسة اليمامة عام 2013م، ويبدو في الصورة المدير العام للمؤسسة الأستاذ خالد الفهد العريفي (الثاني من اليسار)

الراحل يصافح الملاكم المسلم العالمي محمد علي خلال زيارته للمملكة 1971م

صالح (الثاني وقوفاً) مع بعض الفنانين والإعلاميين المشاركين في مباراة استعراضية بالملز 1392هـ

الصويان وسط أبنائه من اليمين:

علي وخالد وسلمان وفهد 2017م

الفقيد في إحدى رحلاته للندن 1969م

صالح يتوسط الأميرين عبدالرحمن وممدوح بن سعود وهو يحمل كأس الملك التي توج بها أبطال النصر 1974م

ضوئية لمقاله في الرياض «سلمان بن عبدالعزيز

الرائد الرياضي الأول» (1 /3 /1386هـ)

ضوئية لمقاله عن الهلال ويظهر اسم صالح الصويان

مشرفاً على دنيا الرياضة (14 /8 /1386هـ)

ضوئية لخبر فوز النصر ببطولة المنطقة الوسطى باسم صالح الصويان في الصفحة الأولى لـ«الرياض» (13 /8 /1386هـ)