انطلقت أعمال مؤتمر “تطوير خدمات التوحد”، أمس الأربعاء، في الرياض وسط حضور نخبةٍ من الأطباء والخبراء والمتخصِّصين.
وافتتح الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان، رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، أعمال مؤتمر “تطوير خدمات التوحد عبر الابتكار والتكامل”، الذي أقيم على مدى يومين تحت رعاية الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، وبتنظيمٍ من الجمعية، بالتعاون مع مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، وفندق كراون بلازا، والمدينة الرقمية في العاصمة الرياض، وصاحبه معرضٌ، ضمَّ تقنياتٍ حديثةً خاصةً بأسر المصابين بالتوحد، إلى جانب اختصاصيين اجتماعيين، قدَّموا لهم المساعدة حول المرض. “سيدتي” حضرت الفعالية، والتقت عدداً من المشاركين.
تقديم أحدث التقنيات
بدايةً، أوضحت جود الزهراني، اختصاصية علاجٍ وظيفي من شركة تقدر التابعة لجمعية تواصل ومسؤولة المشتريات، أنهم يهتمون بتقديم التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة بشكلٍ عامٍّ، وقالت: “نشارك اليوم في المؤتمر عبر تقنياتٍ عدة، تناسب مرضى التوحد، كما يستطيع أي شخصٍ التسجيل عن طريق رابطٍ مخصَّصٍ، ويتلقى تقييماً طبياً من قِبل اختصاصيين في العلاج الوظيفي والنطق والتخاطب، وتحديد ما يناسبه من هذه التقنيات، وتجربتها لتحديد مدى ملاءمتها له قبل صرفها، وتدريبه على استخدامها”. مضيفةً: “هناك تقنياتٌ كثيرةٌ نوفرها في الحدث، منها البسيطة، والإلكترونية، والمعقدة، بما فيها ساعاتٌ للأشخاص الذين يعانون من مشكلاتٍ في الهروب، أو الضياع، وهي مزوَّدةٌ بشريحةٍ وكاميرا، وفيها خاصية التتبُّع، وتمكِّن الأهل من تتبُّع حركات ابنهم. كذلك نوفر مسكاتٍ للقلم، تساعد من الناحية الحسية المصابين بالتوحد، إضافةً إلى لوح تواصلٍ شبيه بالورقي، وآخر يمكن الاستعانة به من خلال تسجيل الصوت، هذا إلى جانب عمل تصميمٍ خاصٍّ بالطفل، إلى جانب أجهزة الأيباد، أما إذا كان الشخص غير قادر على الكتابة، أو القراءة فنصمم له شبكةً خاصةً مزودةً بالصور فقط للتواصل عبرها”.
توعية ومساعدة أسر التوحد
غادة العمري، اختصاصيةٌ اجتماعيةٌ من جمعية أسر التوحد، ذكرت أن “الجمعية خيريةٌ، وهدفها تطوير خدمات التوحد، وتحسين جودة حياة أسر المصابين بالمرض”، وقالت: “لدينا برامج عدة في الجمعية، منها صندوقٌ وقفي للبرامج المستدامة، وخدماتٌ علاجيةٌ وترفيهيةٌ، وبرامج مساعداتٍ مادية، كما نعمل على تطوير وتلبية احتياجات 21 أسرةً لديها أبناءٌ مصابون بالتوحد، ونوفر خدماتنا في كل أنحاء السعودية، ويسعدنا ويشرِّفنا توعية ومساعدة أسر التوحد، وتقديم الخدمات لهم”.
وجود الفنان مهم
من جهته، أبدى الفنان سليمان المقيطيب الشهير بـ “كفتة” سعادته بحضور المؤتمر، وذكر: “المؤتمر جهدٌ جبارٌ، وهذه المرة الأولى التي أرى فيها حدثاً بهذه الجودة، ويختصُّ بفئة المصابين بالتوحد الذين ندعو الله أن يمنَّ عليهم بالشفاء العاجل”، وقال: “يهدف الحدث إلى نشر التوعية بالمرض، ومساعدة الأسر على متابعة أبنائها والاعتناء بهم، وتعليمها كيف اكتشاف معاناتهم من هذ المرض من أجل إلحاقهم إذا ثبتت إصابتهم بالمراكز المختصَّة، وبوصفنا فنانين من واجبنا دعم ومساندة كل البرامج والفعاليات التي تهمُّ المجتمع”.
حضوري من أجل المساعدة
وبيَّنت نورة موسى، اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميل، أنها حضرت المؤتمر لاكتساب معلوماتٍ إضافية عن هذه الفئة حتى تتمكَّن من تقديم المساعدة لمَن يحتاج إليها، وقالت: “بطبيعتي أهتمُّ بالسوشال ميديا، وأحرص على توعية الناس سواءً في تخصُّصي، أو المعلومات العامة، وحضوري اليوم جاء بغرض التعرُّف أكثر على مرض التوحد، ومساعدة أسر المصابين عبر توفير معلوماتٍ عنه، أو أماكن علاجهم، أو نصحهم في كيفية التعامل مع ابنهم”.
وحول رأيها في المؤتمر، ذكرت: “المؤتمر كبيرٌ ومهمٌّ، ويستهدف التثقيف بكيفية التعامل مع فئة المصابين بالتوحد”.
مؤتمر “تطوير خدمات التوحد عبر الابتكار والتكامل”
وانطلقت أعمال المؤتمر الدولي بهدف مشاركة أحدث الأبحاث وأفضل الممارسات والابتكارات في مجال اضطراب طيف التوحد، وتحسين نوعية الحياة لمصابي التوحد وذويهم، في حضور عددٍ من الأمراء والمسؤولين، يتقدَّمهم جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأميرة دانية بنت عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز، المدير العام لمركز العباقرة للرعاية النهارية، والأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز، الأمين العام لمؤسسة الملك خالد، والأميرة سميرة بنت عبدالله بن فرحان، مؤسِّسة جمعية أسر التوحد، إلى جانب أكثر من 250 طبيباً وخبيراً ومتخصِّصاً من داخل السعودية ودول العالم.
وخلال افتتاح أعمال المؤتمر، أكد الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود، رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، أن “الخبراء حول العالم، يلتقون اليوم على أرض السعودية، وفي قلب الرياض من أجل هدفٍ واحدٍ، هو الارتقاء بالخدمات المقدَّمة لذوي التوحد وأسرهم في البلاد”، مثمناً الرعاية الكريمة من وزير الدفاع للمؤتمر، التي تأتي في إطار الاهتمام الكبير الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، حفظهما الله، لمصابي اضطراب طيف التوحد، مبيناً أن “المؤتمر يهدف إلى تبادل أهم الخبرات وأحدث الممارسات والابتكارات في مجالي التوحد والتقنية”.
وأشار إلى أن الجمعية شهدت خلال العام الجاري إطلاق عددٍ من المشروعات لخدمة المجتمع، لاسيما الفئة الغالية التي تخدمها، من أبرزها قافلة “طيف عزيز” المتنقلة التي أنهت جولتها حول السعودية بزيارة 53 مدينةً ومحافظةً وقريةً في 13 منطقةً على مدى رحلةٍ طويلةٍ، استمرت نحو ثلاثة أشهرٍ للتوعية والكشف المبكر لاضطراب طيف التوحد على مستوى البلاد.
وفي حفل افتتاح المؤتمر، ألقت أريج المعلم، الأمين العام لجمعية أسر التوحد، والدكتورة هديل الخميس، مدير مركز الأمير محمد بن سلمان للتوحد واضطرابات النمو، كلمتين، أكَّدتا فيهما أهمية المؤتمر، ودوره في رسم مسارات التعاون بين مختلف الجهات والخبراء لخدمة مصابي التوحد وأسرهم، واستثمار الفرص والدروس المستفادة للارتقاء بحياة المصابين، والتعاون في الموضوعات التي يطرحها، مثل الابتكار، والتشخيص المبكر، والتقنية، والاضطرابات والأمراض المصاحبة، والتوعية، فضلاً عن الخدمات المتكاملة والمتطورة المقدَّمة.
وكان المؤتمر شهد في يومه الأول إقامة ست جلساتٍ، حضرها عددٌ من المتحدثين المحليين والعالميين، منهم الأمريكية الدكتورة سوزان جوه، ومواطنتها الدكتورة دورين جرانبيشيه، والإيطالية الدكتورة إليزابيتا بورشي، والأمريكي فيجيه رافيندران، ومواطنه الدكتور نيل هاتاجادي، والسوداني الدكتور أحمد إدريس، وتفرَّعت من الجلسات محاضراتٌ وأوراقٌ علمية، ناقشت رعاية طفل التوحد، والنهج المتكامل للخدمات الطبية والنمائية والسلوكية والأسرية، وتطوير أدوات الفحص والتشخيص المبكر المبتكرة لاضطراب طيف التوحد، والتدخُّل العلاجي متعدِّد التخصُّصات، وطرق التدخُّلات الحديثة، والحلول المبتكرة في السعودية، والدروس المستفادة من التجارب الدولية، والواقع الافتراضي بوصفه وسيلةً فاعلةً لإكساب المهارات لذوي التنوع العصبي والاضطرابات النمائية، إلى جانب حلقة نقاشٍ حول تطبيقات التقنية في الرعاية السريرية.
وفي يومه الثاني، ناقش المؤتمر رعاية التوحد المدعَّمة بالتقنية، وشهد جلسةً حول المفهوم والتحقق من الصحة عبر الثقافات، والتشخيص التفريقي لاضطرابات التواصل، وتحويل أساليب دعم اضطراب طيف التوحد، ودور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز المهارات الاجتماعية، والاضطرابات العصبية المصاحبة للتوحد، والتشخيص الوراثي له، والأمراض النفسية المصاحبة، ودور التقنية في المساعدة بالتدخُّلات مع اضطراب طيف التوحد، إلى جانب محاضرةٍ حول المبادرة الوطنية للتوحد، وحلقةٍ نقاشيةٍ، جمعت الأهالي بالمختصين.
اقرأ المزيد
جمعية أسر التوحد تقيم مؤتمر تطوير خدمات التوحد في الرياض