التخطي إلى المحتوى

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — أعطت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الضوء الأخضر الاثنين، للقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″ المحدّثة من قبل شركتي “مودرنا” و”فايزر/ بيو إن تك “، وسط ارتفاع عدد الإصابات وحالات الاستشفاء.

وبحسب الشركات المصنّعة للقاحات، أظهرت الاختبارات أنّ لقاحاتها فعّالة ضد EG.5، السلالة السائدة حاليًا في الولايات المتحدة.

وستقوم اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، وهي مجموعة من الخبراء المستقلين الذين يقدمون المشورة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بشأن قرارات التطعيم، بتقييم سلامة وفعالية اللقاحات المحدثة، وتقديم توصيات لاستخدامها. وبعد أن يوقع مدير مركز السيطرة على الأمراض على تلك التوصيات، يمكن إعطاء اللقاحات.

ومن المقرّر أن يجتمع الفريق الاستشاري لمناقشة لقاحات “كوفيد-19” الثلاثاء، ما يعني أنّ اللقاحات قد تصبح متاحة خلال أيام قليلة في بعض الصيدليات ومكاتب الأطباء.

ويحثّ مسؤولو الصحة الأفراد على تلقي الجرعة المحدّثة ما أن تتوافر. وبدأوا بذلك مع تسجيل ارتفاعًا بحالات الاستشفاء جراء “كوفيد-19” أواخر الصيف في الولايات المتحدة، والمخاوف المتزايدة بشأن التأثيرات التي قد يخلفها التهديد الثلاثي لفيروسات الجهاز التنفسي: فيروس كورونا، والإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين.

وأفاد الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز التقييم والأبحاث البيولوجية التابع لإدارة الغذاء والدواء، في بيان صحفي الاثنين: “يبقى تلقي الجرعة المحدثة من اللقاح أمرًا بالغ الأهمية للصحة العامة والحماية المستمرّة من العواقب الوخيمة لـ”كوفيد-19″، ضمنًا العلاج، والاستشفاء، والوفاة”. وتابع: “ويمكن لعامة الناس التأكد من أنّ هذه اللقاحات المحدّثة تستوفي المعايير العلمية الصارمة للوكالة في ما يتعلق بالسلامة والفعالية وجودة التصنيع. نحن نشجع بشدة الأشخاص الذين لديهم الأهلية على التفكير بالحصول على التطعيم”.

وأوضح الدكتور دان باروش، مدير مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات لدى مركز بيث إسرائيل ديكونيس الطبي، غير المشارك في تطوير لقاحي “مودرنا” أو “فايزر”، لكنه ساعد بدراسة لقاح “جونسون آند جونسون” سابقًا، “أنّنا نشهد ارتفاعًا طفيفًا بمعدلات الإصابة، وكذلك حالات الاسشتفاء، بيد أنّ المعدلات العامة للمرض الشديد وحالات الاستشفاء والوفيات ما زالت متدنية جدًا مقارنة بالعام الماضي أو قبل عامين”.

وتابع أنه “مع اقتراب فصلي الخريف والشتاء، من الصعب تحديد المسار الذي نتجه إليه. لا أعتقد أننا سنشهد طفرة بالمستوى الذي شهدناه قبل عام أو اثنين، لكن يتعيّن علينا مراقبة أين نصل إلى الذروة”.

ويأتي قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الجديد في وقت ترتفع فيه حالات الإصابة بـ”كوفيد-19″ مجددًا. وأفاد ألبرت بورلا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “فايزر”، في بيان: “الآن، أصبح غالبية الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر وما فوق مؤهلين لتلقي لقاح كوفيد-19 لهذا الموسم في الولايات المتحدة، حتى لو لم يتم تطعيمهم ضد كوفيد-19 من قبل”.

وتمت الموافقة على اللقاحات المحدّثة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا وما فوق، كما أنه يمكن استخدامها في حالات الطوارئ للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و11 عامًا.

وكجزء من تحديث إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لم يعد مصرّحًا استخدام لقاحي “مودرنا” و”فايزر/ بيو إن تيك” ثنائي التكافؤ في الولايات المتحدة.

وبحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن الرضع والأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات ولم يسبق أن تلقوا لقاحًا مضادًا لفيروس كورونا  لديهم الأهلية للحصول على ثلاث جرعات من لقاح “فايزر/ بيو إن تيك” المحدّث أو جرعتين من معزّز “مودرنا” المحدّث.

بالنسبة لمن تلقوا اللقاح ضمن هذه الفئة العمرية، يعتمد عدد الجرعات وتوقيتها على جرعات التطعيمات السابقة.

وأوعزت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بحصول الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات وما فوق على جرعة واحدة من اللقاحات المحدثة بعد شهرين بالحد الأدنى من آخر جرعة لهم من أي لقاح مضاد لـ”كوفيد-19″.

من جهته أفاد ستيفان بانسيل، الرئيس التنفيذي لشركة “مودرنا”، في بيان صحفي الإثنين: “لا يزال فيروس كورونا يشكّل سببًا رئيسيًا للوفاة في الولايات المتحدة، وتهديدًا كبيرًا للفئات السكانية الضعيفة، لا سيّما مع دخولنا ذروة موسم فيروسات الجهاز التنفسي”.

ولفت إلى أنّه “مع استمرار تطور السلالة الأولية المنتشرة، ستكون اللقاحات المحدثة حاسمة لحماية السكان هذا الموسم”. وأوضح “أنّنا نقدّر مراجعة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الوقت المناسب، كما نشجع الأفراد الذين يعتزمون الحصول على لقاح الإنفلونزا أيضًا بأخذ بالتزامن مع لقاح كوفيد-19”.

وقال باروش إن “فائدة لقاحات كوفيد-19 المحدثة ستكون أهم لدى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض”.

وتابع أنّ “الهدف الأساسي لهذه اللقاحات يتمثل بتقليل خطر الإصابة بالمرض شديد، وهو هدف مهم للغاية، لكن من غير المرجح أن توفر هذه المعززات حماية واضحة ضد اكتساب العدوى، وربما يكون لها تأثير متواضع فقط على المرض الخفيف”.

وتم تحديد لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) لتعليم الجسم كيفية محاربة متحور أوميكرون XBB.1.5 الفرعي لفيروس كورونا والسلالات الأخرى المنتشرة ذات الصلة الوثيقة.

وقالت الوكالة الإثنين، إنه بالنظر إلى المستقبل، “باستثناء ظهور متحوّر أكثر ضراوة بشكل ملحوظ، تتوقع إدارة الغذاء والدواء أن تركيبة لقاحات كوفيد-19 قد تحتاج إلى التحديث سنويا، كما هي الحال بالنسبة للقاح الإنفلونزا الموسمية”.

وأفاد الدكتور أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة “بيو إن تك”، في بيان صحفي، أنّ “الدراسات حول الالتهابات الفيروسية المؤكدة تشير إلى أنّ كوفيد-19 يتبنى نمطًا موسميًا يبلغ ذروته في الخريف والشتاء، إسوة بفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى”.

وتابع: “هدفنا تزويد الناس في العالم بلقاحات كوفيد-19 التي تتكيف مع متحوّرات الفيروس أو سلالاته الفرعية”.

ولم تسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بلقاح “كوفيد-19” المحدث من نوفافاكس، لكن الشركة قالت إن نسخة محدثة من لقاحها القائم على البروتين قيد المراجعة حاليًا من قبل الوكالة، للحصول على ترخيص للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا وما فوق.