أعلن مسؤول إيراني الأحد عن تلقي الرئيس إبراهيم رئيسي دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة المملكة، وذلك في أعقاب اتفاق المصالحة الذي تم بين البلدين.
وقال محمد جمشيدي، المساعد السياسي للرئيس الإيراني، في تغريدة على تويتر إن “العاهل السعودي رحب في رسالته التي بعثها للرئيس رئيسي بالاتفاق بين البلدين الشقيقين ودعاه إلى الرياض، ورحب رئيسي بالدعوة”.
ولم يرد مكتب التواصل الحكومي السعودي على الفور على طلبات بالتعليق على الخبر. ولم تنشر وسائل الإعلام الرسمية السعودية خبر الرسالة.
وكانت إيران قد أبلغت السعودية استعدادها لعقد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين في أعقاب الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، حسبما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الأحد.
وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحفي عقد تزامناً مع نهاية السنة الإيرانية، إنه سيلتقي بنظيره السعودي فيصل بن فرحان “في المستقبل القريب”. ونقلت عنه وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء قوله: “خلال الأيام العشرة الماضية، تبادلنا الرسائل عبر سويسرا، وإحدى تلك الرسائل أعلنت استعداد إيران لحضور اجتماع لوزراء الخارجية واقترحت ثلاثة أماكن لعقد ذلك الاجتماع”.
وكانت السعودية وإيران قد أعلنتا بشكل مفاجئ في العاشر من مارس/آذار عن اتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات عديدة من القطيعة، حيث لعبت الصين دور المضيف والوسيط وأحد الموقعين على بيانهما المشترك.
وقد قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2016 بعد أن تعرضت المقار الدبلوماسية السعودية في إيران لهجوم من محتجين إيرانيين، وذلك بعد أن أقدمت السلطات السعودية على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية في السعودية، جرى الاتفاق على أن يعقد وزيرا الخارجية، السعودي والإيراني، اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
ويتوقع أن يؤدي الاتفاق بين إيران والسعودية إلى إعادة فتح السفارات والبعثات الدبلوماسية في غضون شهرين وتطبيق اتفاقيات الأمن والتعاون الاقتصادي الموقعة بينهما منذ أكثر من 20 عاماً.
وأشار عبد اللهيان، في معرض حديثه خلال المؤتمر الصحفي عن الطريقة التي تم فيها التوصل إلى الاتفاق، إلى أن طهران والرياض شاركتا في خمس جولات من المحادثات في العاصمة العراقية بغداد وثلاث جولات في العاصمة العمانية مسقط.
وقال الوزير الإيراني: “ثم اتخذ الرئيس الصيني القرار بطرح مبادرة لدفع هذه العملية إلى الأمام، والتي أسفرت عن النتيجة التي تعرفونها”.
وقد أثار الإعلان عن الاتفاق الكثير من التخمينات حول المدى الذي يمكن أن يبلغه وما إذا كان يمثل اختراقاً حقيقياً في العلاقات بين الدولتين، بالنظر إلى أن البيان المشترك الذي صدر في 10 مارس/ آذار لم يتضمن تفاصيل كافية حول أي من القضايا الإقليمية الخلافية بينهما.
ومن بين هذه القضايا الخلافية الصراع في اليمن، حيث تستمر السعودية في مواجهة الحركة الحوثية المدعومة من إيران.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال عبد اللهيان إن القضايا التي نوقشت من جانب الوفدين الإيراني والسعودي في بكين “متضمنة في البيان”.
وأضاف الوزير الإيراني “نحن نعتبر اليمن شأناً يخص الشعب اليمني. بالطبع، كان التركيز على السلام في المنطقة جزءاً من الاتفاقيات التي أبرمت بين إيران والرياض.”
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قولهم إن إيران وافقت على وقف شحنات السلاح السرية إلى الحوثيين بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الصين.
وتتنافس إيران والسعودية على النفوذ في كل من العراق وسوريا ولبنان.
وكانت دول خليجية أخرى قد حذت حذو السعودية في تخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي في طهران في 2016، لكن الإمارات والكويت أعادتا مؤخراً العلاقات إلى سابق عهدها مع إيران.
وقالت إيران الأسبوع الماضي إنها سترحب باستئناف العلاقات مع البحرين في أعقاب الاتفاق مع السعودية.
وكانت البحرين قد اتهمت إيران في السابق بتدريب ودعم المعارضين الشيعة للإطاحة بالحكومة التي يقودها السنة في المنامة. لكن طهران تنفي ذلك.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، رحبت إيران بالسفير الإماراتي بعد غياب دام ستة أعوام، وقالت قبل ذلك بشهر إن الكويت أرسلت أول سفير لها إلى طهران منذ 2016.
وعقد علي شمخاني، المسؤول الأمني الإيراني الرفيع، محادثات الخميس مع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي، في إشارة أخرى على تغير العلاقات في المنطقة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.