أكد الباحث رضا العنزي، أنه ثمة فروقاً دقيقة بين مفهومَي الهَوية والهُوية، وأن الخصائص والسمات التي تميز كل واحد من هذين المصطلحين ينبغي أن تراعى عند الاستعانة بهما في الكتابة أو الاستشهاد.
جاء ذلك في ندوة حوارية أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2023، بعنوان رواية القصة الوطنية، وأدارها الأديب حسن الزهراني.
مفهوم الهوية
استهل العنزي الندوة بتوضيح مفهوم الهُوية بأنها مجموعة من الصفات والخصائص والسمات التي يشترك فيها أبناء كل أمة في جغرافيتهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم، لافتاً إلى أن سمتها الأساسية النمو والتطور، فيما الهُوية التي لا تتطور مصيرها الموت بفعل قصور الأمم ونقص الموهوبين والقادة.
وأكد أن الهوية السعودية تعد أقدم هُوية ثقافية في العالم، كوننا منذ آلاف السنين ننتمي إلى القبائل نفسها وكذا اللغة والعادات والتقاليد. أما ما يمكن أن يعد من باب الاستعارة لدينا فهو الإبل والخيمة اللذين نعتز بهما. مؤكداً أنه ليس كل قديمة أو وحيدة فهي صحيحة بالضرورة.
جزيرة العرب الحديثة
استعرض المُحاضر، السيرورة التاريخية للممالك والأمم القديمة قبل البعثة النبوية، ثم في صدر الإسلام، وعهد الخلفاء الراشدين، والدول التي قامت بعد ذلك، وتحدث عن أنماط حياتهم وتنقلاتهم ومدنهم التي عاشوا فيها وتنقلوا بينها، والحروب التي خاضوها.
وبيّن أن ملامح جزيرة العرب الحديثة بدأت تتكون في أثناء عودة مانع المريدي إلى نجد بعد خروج أجداده ليستقر بالدرعية، ومن بعده أبناؤه وأحفاده، وصولاً إلى الإمام محمد بن سعود وإعلانه قيام الدولة، إذ استعان بعدد من الشخصيات الوطنية التي أسهمت في قيام الدولة السعودية الأولى مروراً بالثانية وصولاً إلى الثالثة بقيادة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-؛ فكُتبت بذلك قصة وطنية بهُوية جديدة استقرت فيها الدولة وبُسط فيها الأمن والأمان والتنمية والرخاء.