استقطاب كبار اللاعبين خطوة أولى من خطط السعودية لتنويع الاقتصاد
سيطر الدوري السعودي على عناوين الأخبار الرياضية خلال الصيف الماضي، حيث أنفقت الأندية السعودية أكثر من مليار دولار على رسوم الانتقالات واجتذبت بعضًا من أكبر الأسماء من الدوريات الأوروبية الكبرى بعروض عقود ضخمة.
تبع النجم البرازيلي نيمار والمهاجم السنغالي ساديو ماني الوافدين السابقين للفائزين السابقين بجائزة الكرة الذهبية كريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو، إلى جانب مجموعة من النجوم الآخرين من الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الإسباني، والدوري الألماني، والدوري الإيطالي، والدوري الفرنسي..
قال كارلو نهرا الرئيس التنفيذي للعمليات في الدوري السعودي للمحترفين إن استراتيجية المملكة العربية السعودية ”طويلة المدى للغاية”، لكن الاستحواذ على اللاعبين كان الخطوة الأولى.
وأضاف: “على الرغم من أن ذلك يساعدنا على النمو على أرض الملعب، إلا أن الفكرة هي النمو خارج الملعب والتسويق أيضًا، لذا فإن الاستراتيجية تأخذ في الاعتبار كل العناصر التي نحتاج إلى التركيز عليها للوصول بالدوري السعودي للمحترفين إلى حيث يطمح إلى أن يكون بين ”أفضل 10 دوريات في العالم”.
تنويع الاقتصاد
يعد الاستثمار الضخم للمملكة في الرياضة جزءًا من جهد أوسع لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط من خلال الاستثمار في البنية التحتية التجارية لتصبح قوة سياحية وترفيهية.
كما يتم استخدامه لتعزيز مكانة البلاد عالميا، حيث يرى النقاد أن الهدف النهائي لاستثمار المملكة العربية السعودية في كرة القدم والغولف والملاكمة وسباق السيارات والعديد من المشاريع الرياضية والترفيهية الأخرى هو الترويج للمملكة على المستوى الدولي.
ورفض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة أجريت معه مؤخرا مع شبكة فوكس نيوز، أي اتهامات تتعلق باستغلال الرياضة لتحسين سمعة المملكة عالميًا، وقال إنه لا يهتم بالانتقادات، طالما أن الاستثمارات الرياضية الضخمة أسفرت في نهاية المطاف عن مساهمة إيجابية في نمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي.
وأوضح نهرا أن الأهداف التي تم تسليمها إلى رؤساء الدوري السعودي للمحترفين كانت أولاً تحسين الأداء على أرض الملعب من خلال الاستحواذ على لاعبين من الطراز العالمي، لملء الملاعب في البلاد، وفي نهاية المطاف دفع تسويق المنتج الإجمالي المحسّن بشكل كبير.
وقال: “لقد ألقينا نظرة طويلة ودقيقة على أنفسنا، واكتشفنا أننا بحاجة إلى تحسين إدارة الدوري، ونحن بحاجة إلى تحسين المنتج نفسه وتسويق هذا المنتج، وفهم جماهيرنا بشكل أفضل”.
وأضاف: “لقد طرحت عملية الاستحواذ على اللاعبين بعض المشكلات التي كانت بحاجة إلى معالجة، وقدرات الأندية بحاجة إلى التحسن، لذلك نظرنا في ذلك أيضًا، وكذلك كيفية تنظيمنا كدوري من أجل المنافسة على المستوى العالمي”.
إيرادات رياضية
وإلى جانب الإيرادات المحلية التي تأمل الحكومة في تحقيقها من خلال الحضور الشخصي للمباريات، والاستفادة من حب الشباب السعودي لهذه الرياضة، قال نهرا أيضًا إن الدوري السعودي للمحترفين يتطلع إلى توسيع حضوره الإذاعي حول العالم.
وأضاف: “منذ إدخال كريستيانو رونالدو إلى الدوري في يناير، شهدنا توسع التوزيع العالمي إلى مستويات غير مسبوقة لكرة القدم السعودية، ومن خلال عمليات الاستحواذ هذا الصيف، كان لدينا تجديدات في جميع المجالات والآن نتحرك للتسويق التجاري، في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف: “لذلك نحن سعداء بما وصلنا إليه في الوقت الحالي ولكننا مازلنا بحاجة إلى الاستمرار في تقديم ما يتمناه الآن للجماهير في جميع أنحاء العالم من كرة القدم السعودية”.