التخطي إلى المحتوى

خبرني – قال الباحث الاقتصادي المتخصص في مجال الطاقة، عامر الشوبكي، إن هنالك أزمة طاقة حقيقية تلوح في الأفق بالأسواق والاقتصادات العالمية بسبب نقص الاستثمارات في النفط والغاز.

وفي تصريحاته لسكاي نيوز، بين الشوبكي أن هذه الأزمة تختمر الآن وستظهر في أي وقت، في ظل فجوة الاستثمارات الحالية مع عدم وجود استثمارات تلبي نمو الطلب، وبما يؤدي إلى تناقص معدلات الطاقة الفائضة باستمرار في ضوء هذا النقص.

وأشار إلى التراجع الملحوظ في حجم الاستثمارات بالنفط والغاز، مقابل نمو الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، مردفاً: “نرى الاستثمارات حالياً ليست على ما كانت عليه في السابق.. هناك حاجة لاستثمارات بقيمة 500 مليار دولار سنوياً، و 12.6 تريليون دولار بحلول العام 2045 فيما يخص النفط”.

ويُشار هنا إلى أنه من المقرر استثمار حوالي 2.8 تريليون دولار على مستوى العالم في الطاقة في العام 2023، ومن المتوقع أن يذهب أكثر من 1.7 تريليون دولار إلى الطاقة النظيفة – بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، والمركبات الكهربائية، والطاقة النووية، والوقود منخفض الانبعاثات، وتحسين الكفاءة والمضخات الحرارية – وفقًا لتقارير وكالة الطاقة الدولية. والتي أوضحت أن حوالي تريليون دولار ستذهب إلى الفحم والغاز والنفط.

ولفت الشوبكي إلى أن الاستثمارات في قطاع النفط والغاز تواجه في سياق آخر هجوماً من بعض الجهات التي تسعى إلى كبح جماح تلك الاستثمارات، ومن بينها منظمة الطاقة الدولية، والتي ذكرت أخيراً أنه من المتوقع بلوغ الطلب على الوقود الأحفوري ذروته قبل 2030 “وهذه ربما أمنيات أكثر منها توقعات حقيقية وبعيدة تماماً عن الواقع”، على حد قوله.

وفي هذا السياق، يُشار إلى تصريحات الغيص، الاثنين، والتي أكد خلالها أهمية مواصلة الاستثمار في قطاع النفط والغاز، وأوضح أنه إنه يرى أن الدعوات لوقف الاستثمار ستأتي بنتائج عكسية.

وقال الغيص في تصريحاته المشار إليها: “لا نزال نتوقع أن يكون الطلب على النفط قويا بشكل كبير هذا العام كما كان في العام الماضي”، مشيرا إلى أن توقعات المنظمة تشير إلى نمو الطلب على أساس سنوي بأكثر من 2.3 مليون برميل يومياً.

وبالعودة لحديث الشوبكي، فإنه يلفت إلى تبعات حالة “عدم اليقين” التي يشهدها الاقتصاد العالمي وتأثيراتها على الاستثمارات في قطاع الطاقة، لافتاً إلى تأثير السياسات النقدية المتشددة ورفع الفائدة، والمتوقع أن تستمر لعامين، وبما يضفي مزيداً من الضغوطات على الاستثمارات، ذلك أن المستثمر ينتظر عائداً يلبي الجدوى الاقتصادية.

نقص الاستثمارات في قطاع النفط والغاز قد يعرض أمن الطاقة العالمي للخطر”، هذا ما أكده، الاثنين، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص، خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2023″، مشدداً على أن “أوبك متفائلة بخصوص الطلب وترى أن نقص الاستثمار يشكل تهديداً لأمن الطاقة”.

وفي هذا السياق، كان الرئيس التنفيذي، لـ “توتال إنرجيز”، باتريك بويانيه، قد أكد أن “سوق النفط تشعر بتداعيات نقص الاستثمارات”.

وشدد على أن الطلب على النفط قوي والسوق تشعر بتداعيات نقص الاستثمارات. وعلى هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2023″، قال بويانيه، إن الأسعار الحالية للنفط تشجع المنتجين على ضخ استثمارات جديدة في القطاع.