التخطي إلى المحتوى


الأربعاء، 27 سبتمبر 2023 06:55 م


حصل الباحث محمد حافظ عبد الحفيظ عثمان على درجة الدكتوراه من جامعة أى كامبريدج الدولية بعد مناقشة رسالة دكتوراه في علوم الصحة النفسية بعنوان “دور الوازع الديني في تحقيق الصحة النفسية للفرد في المجتمع”.


 


وناقشت رسالة الدكتوراه دور الوازع الديني في تحقيق الصحة النفسية للفرد، حيث قال الباحث في رسالته: “لقد أغفلت كثير من بحوث علم النفس كثيرا من الظواهر السلوكية الهامة وخصوصا ذات الصلة بالنواحي الدينية والروحية، لهذا نحن بحاجة كبيرة وماسة لتوجيه الأبحاث ناحية الدراسات الروحية الدينية وانعكاساتها على السلوك الإنساني العام منه والشخصي، وذلك من خلال المصادر المعتمدة عندنا وهي القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ونتاج عقول العلماء المسلمين على مدى تاريخ الإسلام .


 


وأضافت الرسالة:” قد تعرض مجتمعنا العربي والمصرى بالخصوص إلى ظروف صعبة، ومر بثورات فكرية و بشرية وظروف سياسية و تربوية تخللها حصار اقتصادي وثقافي وأخيرا ما نتعرض له من عدد كبير من التحديات وأزمات داخلية وتخريب للبنى التحتية للمجتمع والذي انعكس سلبيا على ش ارئح المجتمع كافة وتعد هذه العوامل القوية مهددة للمعتقدات الدينية والقيم التي توجه سلوك الفرد إذ يتزعزع إيمانه بها ويجد نفسه في صراع دائم بين أن يعمل بموجب ما يؤمن به أو يعمل لإشباع حاجاتهم بحسب ما تمليه عليه الظروف الحالية، والشك نتيجة لذلك فإن الفرد يتمرد مما يؤدي إلى أنه يتمزق نفسيا ويشعر بالشقاء والاغتراب عن نفسه وعن الآخرين ويخرج من فراغ إلى فراغ، ولذلك لابد له من عقيدة روحية ودين يقودهم إلى النجاة والأمان، فلابد لهذه المعاناة أن تترك آثارا على الالتزام الديني والصحة النفسية لدى أفراد المجتمع، مما يجعل الحاجة ماسة إلى معرفة درجة الالتزام الديني والصحة النفسية لدى فئاته المختلفة.


 


هذا فضلا عن مؤثرات التطور الثقافي والتكنولوجي السريع، الذي أدى بالفرد إلى نوع من الصراع والاضطراب، حتى أنه وصل إلى مرحلة تعددت فيها البدائل والاختيارات بحيث أصبح الفرد عاجزا، وغيرقادر على اختيار الأفضل من أنماط السلوك، فالإغراءات كثيرة، وعناصر الشد أكثر، و أن ما نشهده اليوم هو انحلال للقيم المألوفة )كاظم :15، 2002( ، أي أن أسلوب الحياة التى كان يمارسها أجدادنا أو حتى آباؤنا تختلف عن الأسلوب الذي نتبعه الآن، وعليه فإن ما يصلح اتباعه في المجتمع الغربي قد لا يصلح اتباعه في مجتمعنا العربي، فالظواهر الغريبة عن الدين الاسلامي والثقافة العربية التي تجتاح مجتمعاتنا العربية و الاسلامية تحتاج منا إلى وقفة تأمل وتدبر في أسبابها ومساربها وآثارها وطرائق علاجها، وهذه مهمة رجال الإصلاح وأساتذة التوجيه والارشاد .


 


وأوضح الباحث محمد حافظ عبد الحفيظ في رسالته أن أهمية الدراسة تتلخص في بيان الفارق بين الوازع الديني والوازع الطبيعي، وتوضيح معني الصحة النفسية، و آثر الوازع الديني في تنشئة وتربية النشء والشباب، وآثر الوازع الديني في تحقيق الصحة النفسية للفرد في المجتمع.


 


وأضاف أن دراسته وضعت أهدافا لتحقيقها تتمثل في التعرف على التجارب والخبرات السابقة المهتمة بالوازع الديني والوازع الطبيعي، و الكشف عن مدى الارتباط بين الالتزام بأخلاقيات وعادات الدين الإسلامي والصحة النفسية، وكذلك العمل على بناء مقترح مناسب لإعداد أفراد ذوي معتقدات دينية صحيحة لتحقيق غايته السليمة والمعتدلة في المجتمع، والوقوف على المشكالت النفسية والتربوية التي تحد من العملية التربوية الناجحة، وإرساء قيم دينية وتربوية وأخلاقية تدفع باتجاه تطور وتقدم المجتمع، و بيان أهمية الاستعداد الديني والنفسي والتربوي والأخلاقي للأفراد، و ضرورة الاستفادة من عوامل تقوية الوازع الديني والعمل عليها من أجل تحقيق الصحة النفسية في المجتمع.


 


 


 


وعرفت الدراسة الوازع الدينى بأنه زاجر شرعي قلبي خفي كاف للنفس عن مخالفة الشرع بالقول أو الفعل أو القصد، وأصل هذا الزاجر هو عبارة عن حجج الله عز وجل التي تنهاه عن الدخول فيما منعه الله عز وجل وحظره عليه، وإنها هي واعظ الله في قلبه من البصائر التي جعلها فيه، قال العلامة الطاهر بن عاشور(الوازع أمران: ديني وهو العدالة، وخلقى وهو المروءة).